د. محمد الندابي

متخصص علم نفس اجتماع
آراء

دراماتيكا بزوغ شمس

بقلم : د. محمد بن صالح بن علي الندابي

Advertisement

مرحبا بكم في الحلقة التاسعة من سلسلة مراحل تطور الأنا وملحمة عراك التوجه الأنتولوجي.

ولأجل بزوغ أفق ما نهدف للوصول إليه ، كما وعدتكم في المقال السابق أنني سوف أحدثكم عن عاملين رئيسيين هما : بزوغ فكرة حديثة ، والمضي في تحقيقها.

Advertisement

إن الخيوط التي ستوصلنا للحقيقة دوما تعتمد على اهتمامك بلب القضية ، ذلك الاهتمام هو الذي يجعلك متمسكا بتلك الخيوط ، وإن دراماتيكا بزوغ شمس فكرة حديثة ، تعد أهم الخيوط الدراماتيكية للحداثة العصرية من منظور فلسفي ، يضيئ لك طريق الاستقرار والمعنى الحقيقي من كونك لازلت تتنفس حتى الآن ، وأعني بذلك قرارك أن يكون لحياتك معنى ، ولأن هناك معنى لحياتك هو ما يبقيك واثقاً لمواصلة بلوغ أهدافك.

إن وصولك للنقطة التي تقف عليها الآن ، تعتبر إنجازا عظيما بالنسبة لي وفي نظري أنا ، أما أنت فانه يجب عليك أن تتنفس الصعداء ، سأشرح لك ذلك ، بالنسبة لي فقد كان شرفاً متابعتك لي حيث تمكنت حتى الآن على الأقل من شد اهتمامك حول أهم قضية لأعظم مخلوق على الأرض وهو أنت ، لكي تتمكن من تحطيم جدار الألم أو أحجبة الظلام وستار المجهول والكشف عن آفاق جديدة ، لبزوغ حداثة عصرية مواكبة لما سوف يأتي من تقنيات تكنولوجية متطورة ، خصوصا في ما يتعلق بالاصدار الجديد لعقلك الباطن ( الهو ) وعقلك الواعي ( الأنا ) والولوج إلى أنتولوجيا عالم شديد التقنية [ سوبر تكنيكل ].

إن بزوغ شمس عالم شديد التقنية لابد وأن يضيء بداخلك النفسي أولاً ، ويتلخص ذلك في العاملين الرئيسيين وهما : بزوغ فكرة حديثة وهو العامل الأول ، والمضي في تحقيقها وهو العامل الثاني.

وأبدا ببزوغ الفكرة الحديثة :

حيث يجب لأجل بزوغ تلك الفكرة أن يكون لديك إيمان مطلق فيما تقوم به من تغيير جذري لتكنولوجيا حداثة التقدم الذي يجب أن تحصل عليه ، وأن هذا الايمان المطلق هو الخيط الذي يجب أن تتشبث به جيداً ، لأنه ذلك الضوء الموصل إلى حيث الحقيقة التي ندفع أنفسنا للوصول إليها فإن تمسكنا بهذا الخيط هو ما سوف يدفع محركاتنا الأخرى التي تأتي على شكل خيوط جديدة لتصنع لنا الحبل المتين ، وهو طوق النجاة الذي سيقذفنا إلى داخل ذلك المسبار أو المركبة التي أنت هو قبطانها المنتظر والانطلاق إلى عجائب التقدم التكنولوجي العظيم.

فاذا ما توفر لديك الإيمان المطلق أنك مقبل على حداثة عصرية [ سوبر تكنيكل ] فحتما ستظهر علامات صدق إيمانك في إحساسك بهدوء ضوضاء الداخل النفسي لديك ، والتي طالما عانيت منها أو على الأقل سيقل تأثيرها السلبي ما يمنحك التفكير المنطقي ، الأمر الذي يساعدك على تتبع الخيط التالي المرادف للإيمان المطلق نحو بزوغ الفكرة الحديثة.

وأن ما يؤكد إيمانك المطلق هو قرارك الصارم ، ولقد غدا صارماً بالفعل لأن لا بديل له نحو سوبر تكنيكل حياة حديثة ، ومن خلال ذلك القرار ستتلاشى تقلبات الماضي وصعوبات تنظيم فوضى (الهو) ، وصخب الأفكار والتقلبات العاطفية وذلك الضجيج الذي طالما أزعج مخيلتك وأورق منامك ، لأن الصرامة في إتخاذ قرار كهذا يمنحك الشجاعة لنقل خطوتك الأولى بايمانك الذي أطلقت له العنان الآن بأن حياة جديدة في طريقها إليك ، إن هذه هي الخطوة الأولى والتي لابد منها.

أما الخطوة التالية هي كيفية المضي بتحقيق الفكرة الحديثة :

وقد أسميتها الفكرة الذهبية ، والتي سوف تتابع بعدها خطوات النور نحو حياة متقدمة بتقنيات بالغة التطور [ سوبر تكنيكل ] لكي ترى النور الذي يليق بمكانتك بين مخلوقات الله على هذا الكوكب.

إنها الفكرة الذهبية ، وهي مقدار ما تقدمه للآخرين من تعاون ، أجل أيها القارئ الكريم ، إن مقدار التعاون مع الآخرين وحب تقديم أو بذل ما يلبي حاجاتهم بما يمكنك فعله هي فعلا ما يجب أن تمنحه لنفسك من فك قيود الأنا والحلول الشافية لأمراض متعددة لم تتخيل يوما أن يكون علاجها هو مقدار ما تقدمه للغير من منفعة.

وإن الحصول على سوبر تكنيكل حياة فائقة التطور ، تعتمد على طبيعة حياتك مع الآخرين من حولك ، وهي المنفذ الذهبي الذي ستتبعه خطوات النور القادمة.

إن تلبيتك وتسهيلك لمنفعة الغير دليل إنسانيتك التي خلقت من أجلها ، وهي التي جعلت منك خليفة لله في أرضه وسيداً مطاعاً على مخلوقاته ، ولولاها أي ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض وسقطت السماء بما فيها على رؤوس العباد ، ذلك الذي دعاني أن أسمي هذه الخطوة بالخطوة الذهبية لعظيم منزلتها ومكانتها ، وما إن خطوتها بإيمانك المطلق إلا وبكل تأكيد سوف تتبعها خطوات النور الأخرى.

إنك في الزمن الذي حيث يجب أن تكون فيه بلاشك وأن وصولك لهذا اليوم حتما وغاية وليس مصادفة أو خطأ كوني ، تأكد بأنك العالم الذي بدونه يصبح العالم لا معنى له فأنت المعنى لهذا العالم وإن السعادة التي ترسمها في وجوه الآخرين حتما سترتسم ذات يوم وليس ببعيد في مقدار سعادتك.

تأكد تماما أخي القارئ الكريم بأن الله سبحانه وتعالى لا يجبر أحدا أن يأتي إلى هذه الحياة ، ذلك لأن الله هو العدل وليس من العدالة أن يقحمك ربك إلى خوض حياة خطرة بهذا الشكل ، ولكن حسب ما يقوله فلاسفة العلم بأنك أنت وبإرادتك من طلبت وبالحاح شديد أن تأتي لهذا العالم الوجودي ، فلا تقل لماذا قدر لي ذلك أو لماذا وجدت نفسي على هذه الأرض دون ما خيار أو علم بأسباب وجودي ، فإن هذا ليس من عدل الله سبحانه وتعالى ولكنك يا عبدالصمد أنت من طلبت وبإلحاح شديد منك للعيش على كوكبنا فكان ما أنت عليه اليوم ، وقد قدر لي أن أبلغك هذا الأمر كما أنه قدر لي أن أكتب لك موضوع هذه القضية ، حتى تتمكن من تصويب آلامك وتوجيه أمنياتك وأحلامك العظيمة لتحقيق غاياتك.

وحتى تعرف ما هي الخطوة التالية لخطوات التنوير وجمع خيوط التطور الأنتولوجي فائق التقنية لتشكيل حبل النجاة وطوق السعادة ، تابع معي هذه السلسلة من ملحمة تطور النفس الأنا ، وإلى ذلك الحين أراكم على خير.

د.محمد بن صالح بن علي الندابي

متخصص علم نفس اجتماع

[email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى