ثقافة وفن

“إلى امرأة مثلي … تمنح الحياة كل يوم”

بقلم : روايا خليل

Advertisement

لست هنا لأقول شيئاً فريداً

أنا هنا لأني بجانبكِ

Advertisement

ألون حظك

وأُعطيك تذكرة مزخرفة وردية .. لأرضِ من دون آلام ومعاناة

ما أنا هنا لأجبرك على الغناء أو أمنعك عن النحيب

أنا هنا لأُخبرك أن صوتك وروحك وكلماتك تستطيع أن تكون أي شيء تريدينه

وردية ، سوداء ، تعيسة ، سعيدة

وأنك إن لم تكوني ما أردتِ بعد .. فأنت قادرة على أن تكوني يوماً

ربما معلمة ، كاتبة ، حرة ، محبوبة ، إنسانة

عالمة ، طبيبة ، موهوبة ، فنانة

أو حتى محبة للتسوق

أن تكوني جزءا من عائلة الحياة

وأن تكون عائلة الحياة جزءاً منكِ

لست هنا لأعظك

ولكن لأحثك على الإيمان بأنه يوجد دائماً طريق أفضل لنسلكه

لست من ستمنعكِ من السقوط في الهاوية

ولكني من ستخبرك أن المنظر من الهاوية جميل جداً

جميل لدرجة أن يجعلك تتمنين الحياة للأبد

لدرجة أن يجعلك جشعة لا تشبعين من التنفس والابتسام

وأن يجعلك لا تكترثين أبدا لفضولك في تجربة سقوطك الانتحاري علك تجدين السلام في قاعٍ عدميٍّ مظلم

انظُري للأعلى وتأملي نفسك

عندها ستعلمين أنك شيء أكبر من أي هوية

من أي دور إجتماعي

وعندها ربما .. سنبني أنا وأنتِ أرجوحة على تلك الهاوية

نذوب في جمال النظر فيها من بعيد كلما عانَقَنا الهواء

فما أنا هنا لأغمض عينيك عن الحقيقة

بل لأذكرك بأن تفتحيهما

نعم .. رغم قوة ضوء الشمس

افتحي عينيكِ

وشاهدي الحياة بكل ألوانها وفصولها

وكوني مستعدة كل يوم لمزيد من الأيام

كوني مستعدة لنشعر معا ..

نشعر بالأيام

رويداً .. رويداً

فأنا هنا لأني أشعر بك

وأنا هنا لأربطك بشريط ملون

وأُقاسمك سعادتي

وأسمح لك برسم فراشة برتقالية على وجنتاي

أو وجنتاكِ إذا شئتِ

أنا هنا لنرسم معا على الحائط كل ما نشعر به

وهذا لا يعني أننا أطفالاً

بل أننا ندرك تماماً

معنى أن تكون كل منا

إنسانة حرة

امرأة قوية

تخوض المعارك

وتواجه الصعوبات

أنا هنا لأدندن أغنيتك المفضلة

وأحكي قصتك المهمشة

وأكتسب كل القوة .. أو بعض القوة منك

أنا هنا لأعطيك أثمن ما وهبني الله

لأعطيك نصاًّ

فتعيشي .. سواء أعجبك النص أم لا

سواء خفف عليك أو نبش ألماً مدفوناً

وتعيشي كل الحياة

سواء كنت ما أردتِ .. أم لم تكوني

سواء ستكونين غداً .. أم لن تكوني

طالما تعلمين جيداً

بأن لا شيء سيحرمك للأبد مما عليك أن تكونيه حقا

وأنك فقط طوال تلك الأيام .. كنت سراً كبيراً

ينتظر المغزى في الوقت المناسب

فأسرفي في الأمل

أسرفي في الأمنيات

وأسرفي في الضحك

أو حتى في البكاء إن كان يفيدك

وأثناء تعبئة سورك بالزهور والنباتات ..

انقشي اسمك وأثرك على كل اللحظات التي يمر بها سورك

لتتأكدي من أنك تعيشين حياتك كما ينبغي

وأنك لست محرومة كما تظنين

وأن روحك لن تتوقف عن النمو

وأن وجهك عندما تكبرين

لن تملأه الخيبات

بل ستملؤه التجاعيد فقط

وأنك لن تسيري نحو الموت وحيدة

لأنكِ تحيطين نفسك بالحياة دوما

وأنه لازال هناك الكثير من الخيارات

والكثير لتكونيه وتعيشيه

وأنه إن لم يمنحك هذا العالم حياة

فقد منحك كامرأة .. يوماً عالمياً

تحتفي به الذاكرة

يصنع لقصتك المهمشة امتداداً وتاريخاً

فأحكيها أنا .. وتسمعينها أنتِ كل يوم

واذكركِ بها أنا .. عندما تنسينها أنتِ ذات يوم

لأنك إنسانة مثلي

حرة مثلي

قوية مثلي

امرأة مثلي .. تمنح الحياة كل يوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى