آراء

“نعمة الأصدقاء”

بقلم : بدرية بنت حمد السيابية

Advertisement

ما أجمل الصداقة الحقيقية بين اثنين أو مجموعة من الناس ، تجد الحب والألفة والمودة تنسى بعض من الأحزان والهموم التي تعثرت بها خلال حياتك وتحاول التغلب عليها  مع صديق ترتاح إليه نفسياً ، تعتبره شيئاً مميزاً عن غيره فتجده مستمعا متذوقا للانصات إليك دون مقاطعتك ، وبعد التوقف عن الحديث يأتي دوره الإيجابي والمفرح للنفس بنقاء الكلام والنصح وطرح بعض الاقتراحات ، لحل أزمة أنت تمر بها كالكلمة الطيبة النابعة من قلب صديق محب لك في كل حالاتك.

تُعدّ الصداقة من أكبر النعم التي قد يحصل عليها الإنسان ، فعن طريقها يشعر الشخص بالأمان لأنّ هناك شخصٌ يقف بجانبه ويسانده في المواقف الصعبة التي قد تواجهه – ولكن في هذا الزمن يقال بأن الصداقة أصبحت الآن “مصلحة” وليست “مخلصة” ، لربما من قال هذه العبارة هو محق من خلال ما وجده من صديقه المقرب أو أصدقاءه ، بعض المواقف التي حدثت بينهم أو لربما أنت لم توفق في اختيار الصديق الحقيقي الوفي لك بحيث تلجأ إليه في فرحك أو حزنك.

Advertisement

الصديق الحقيقي موجود وما زال هناك أصدقاء وفيين مخلصين ، حتى وإن غادر ذاك الشخص الدنيا ، يتأثرون لرحيله يكثرون من الدعاء له ، لو تمر السنين على رحيله ، وإذا كان الراحل قد خلف أولاد يزورون هؤلاء الأولاد ويقضون حوائجهم وخاصة وهم أطفال صغار ، يسألون عنهم دائما ، يكفلونهم إلى أن يعتمدون على أنفسهم ، جميل جداً أن تجد نفس هذا الصديق ، وتختار الصديق الصح-للأسف هناك فئة من الأصدقاء يستغلون بعضهم البعض ويتنمرون على بعضهم البعض حتى في جلساتهم وسهراتهم وتقضية أوقاتهم بالشي الغير مرغوب فيه.

البعض يبحث عن الصديق الثرى! أو ذا منصب عالي !! وفي هاجسه بأن هذا الصديق سيكون معه في كل الحالات ، إذا احتجت شي سيخدمني واذا وقعت في مشكلة سينتشلني منها ، ولكن من جهة أخرى أنت لا تعلم عن أخلاق هذا الصديق أو عن دينه أيعقل أن نفكر هكذا بمصلحتنا وفعلا هناك أصدقاء تركوا أصدقائهم والتوجه على حسب رغبتهم، وكأنهم يبحثون عن كنز من كنوز الدنيا ، ولا يعلمون بأن اختيارهم لذاك الصديق خطأ.

اختيار الصديق مهم جداً ، فليس الجميع أصدقائك أنت من تختار  ولأهمية إختيار الصديق الصالح أخبرنا الرسول عليه السلام بصفات الجليس الصالح والجليس السوء ، عن أَبي موسى الأَشعَرِيِّ رضي الله عنه أَن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّما مثَلُ الجلِيس الصَّالِحِ وَجَلِيسِ السُّوءِ: كَحَامِلِ المِسْكِ، وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحامِلُ المِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ ريحًا طيِّبةً، ونَافِخُ الكِيرِ إِمَّا أَن يَحْرِقَ ثِيابَكَ، وإمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا مُنْتِنَةً» (متفقٌ عَلَيهِ). ولاختيار الصديق الصالح هناك معايير لابد منها: أن يكون صالحاً ، أن يكون أميناً، أن يكون وافياً، أن يكون ناصحاً ، أن يكون على خلق حسن ، أن يكون خير عون لك في الشدة وفي الرخاء ، أن يكون الجسر الذي يصلك إلى طريق الخير والصلاح.

أدام الله علينا الصحبة الصالحة الطيبة ، وأبعد عنا أصدقاء السوء وهداهم إلى الصراط المستقيم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى