د. محمد الندابي

متخصص علم نفس اجتماع
آراء

أنتولوجيا مسرحة خيال الجذب الجمعي للقانون الأول

بقلم : د. محمد بن صالح بن علي الندابي

Advertisement

مرحبا بكم أيها الكرام في حوارنا الرابع عشر من هذه السلسلة .. واليوم سوف نتحدث حول التمسرح الذهني الذي يؤدي إلى أنتولوجيا الجذب الجمعي ..

ولا يزال الحوار حول القانون الأول من الجذب الجمعي ، لأننا نتحدث حول مرحلة بدائية أو تأسيسية ، فان ما سيثمر من نتيجة بعد ذلك ، سيصبح الإخراج الأول لهذا القانون ، الأمر الذي سيتيح لنا الانتقال للقانون التالي من عملية الجذب الجمعي.

Advertisement

بداية فان التمسرح ، أو المسرحة الخيالية نمارسها دوماً ، ولكن البعض لا يتمكن من امتلاك كل آلياتها الوظيفية ، والتي إن تمكن من تشغيلها ستتحقق مطالب كثيرة لم تكن متوقعة.

وقبل البدء في الحديث العميق حول ذلك التمسرح ، علي أن أبين الآليات السته لتلك المسرحة وهي :

1.النظر بالألوان

2.السمع بالنبرات

3.التذوق بالطعم

4.الشم بالرائحة

5.الاحساس باللمس

6.الشعور بالوزن

إن فقدان واحدة من تلك الآليات الستة أو أكثر ، سوف يؤثر على نسبة استجابة محفزات أو مؤثرات الرغبة ..

ومؤثرات أو محفزات الرغبة هي من تدفعك لتحقيق الغايات المطلوبة ، لماذا تقرر الدخول في مشروع ثم تنكسر رغبتك في بدايات الطريق ؟ هل سألت نفسك ؟ ولماذا دائما تتردد عندما تتخذ القرار ؟ لماذا يأتيك شعور برغبة في ممارسة الجنس أقصد الحلال ومن ثم سريعا تنكسر رغبتك ؟ ما السبب وراء الرجوع عن قرارك حينما أخبرت أهلك أو أصحابك أنك ستأخذهم إلى رحلة ؟ لماذا تتردد في اختيار الطعام الذي ستأكله ؟ لماذا تتوقف كثير من ارتباطات الزواج في بداياتها ؟

إنه النقص في محفزات الرغبة نتيجة إنكسار بعض آليات التمسرح الخيالي والذي يُفشل مشغلات الأقدام وحوافز الفضول ، تلك المُشغلات لها عمق نفسي كبير يتدنى مع تدني الاحساس بآليات تصورات مسرحة الخيال الستة ، ويثور مع ثورات الاحساس بتلك الآليات.

ولكن دعني الآن آخذك في جولة مسرحية تختبر فيها خيالك الكبير ، وما الذي يعمل لديك وما هو الغير قادر على العمل.

لقد ذكرت لك ستة آليات للتمسرح وأطلب منك أن تقوم الآن بمحاولة تشغيلها للكشف عن النشط منها والخامل ..

ولنبدأ :  هل تتمكن في هذه اللحظة أن تتخيل بأنك راكب قارب سياحي يأخذك في جولة بحرية؟ إن القارب كبير ومجهز بالأكل والمشروبات ويوجد قائد للقارب ومجموعة من الركاب ، وقد أعطاك القائد صنارة صيد وطلب منك البدء في استعمال الصنارة ، وبعد أن تمكنت من اصطياد أربع سمكات ناولك أحدهم عصير البرتقال البارد فشربته عاجلاً ، وفجأة يُشعل النار أحد الركاب لكي يقوم بشوي السمك وانتشرت رائحة السمك المشوي في أرجاء القارب وكان كل من في القارب يطلق الصيحات والأناشيد والدق على الطبول .

هنا يجب أن تجيبني على هذه الأسئلة اللطيفة :

أصدقني القول .. السؤال الأول : هل تمكنت من النظر للبحر؟ هل رأيت القارب ما لونه؟ هل كانت السماء صافية ذلك اليوم؟ ما لون القميص الذي تلبسه أنت؟ هل ترى ما يلبس كل من في القارب معك؟ هل رأيت طيور النورس؟ ماذا كان يلبس قائد القارب؟ هل تشعر بتأرجح القارب عندما تتقاذفه أمواج البحر؟

السؤال الثاني  : هل تسمع أصوات زملائك في القارب؟ هل يزعجك صوت الهواء في أذنك؟ هل تسمع المياه وهي ترتطم في جسم القارب؟ هل تسمع أصوات طيور النورس؟ القائد عندما طلب منك البدء في صيد السمك هل كنت تسمع صوته بوضوح أم كان صوته خافتا؟ هل تسمع صوت الطبول والأناشيد؟

السؤال الثالث : هل تذوقت طعم عصير البرتقال البارد؟

السؤال الرابع : هل أعجبتك رائحة السمك المشوي؟ هل رائحة البحر تملأ المكان؟ هل رائحة عصير البرتقال تسيل لعابك؟ ما هي الرائحة المميزة التي شغلت مخيلتك أكثر؟

السؤال الخامس :عندما أمسكت بالصنارة هل شعرت فعلاً بحجم الخيط؟ هل أمسكت الصنارة جيداً؟ هل كانت السمكة التي اصطدتها ملساء أم يوجد بها حراشيف؟ عندما أمسكت بكوب عصير البرتقال هل أحسست ببرودته؟ جرب الآن مصافحة أقرب شخص يجلس بجانبك هل تشعر بملمس يده؟

السؤال السادس : كم كان وزن السمكة التي اصطدتها تقريباً؟ هل كوب البرتقال المملوء بالعصير البارد كان خفيفاً؟ هل تستطيع الآن حمل أربع سمكات من تلك التي تم اصطيادها؟ وكم وزنها تقريبا؟

السؤال السابع : هل تشعر بانسجام مع كل تلك الأحداث مجتمعة؟ حاول أن تقلب الجو داخل ذلك القارب السياحي قم بالمساعدة في شوي السمك.

إذا كانت جميع الأحداث التي تم تصويرها لك قد عشت واقعها الفعلي بلا عيوب فأنت في نظر علم النفس إنسان كلير ، يعني صافي ومستقبلك مشرق فقط ، قم باستشارة محلل نفسي كي يعطيك بعض المفاتيح لدفعك نحو تحقيق مآربك وأهدافك ، أما إذا كانت هناك اشكالية في مسرحة كل تلك الأحداث ، فمن الضروري أخذ الإستشارات ، لكي تصحح مسار عملية فتح آليات التمسرح بالشكل الذي يوصلك إلى الرؤية العميقة لتلك المشاهد الخيالية ، ومن ثم اُنظر كيف تسير خطواتك للنجاح.

قم باختراع قصة من وحي خيالك ، وحاول أن تكون تلك القصة طويلة لدرجة إستكمالها في حلقات ليلية .. حاول أن تعيش أحداث القصة بكل تفاصيلها.

إن الحصول على نجاح حقيقي مبني على عزف إيقاعي ، لتنشيط المسرحة الخيالية في محيط جغرافي كبير داخل مخيلتك الكبيرة ، هو ما يثير محفزات الدوافع التي تحقق لك الغايات ، التي تهدف للوصول إليها دون تردد ، وهي السبب في تناقص نسبة فشل أي عملية تقوم بها .

وإلى حديث جديد بنكهة أنتولوجية متطورة .. أراكم على خير.

د. محمد بن صالح بن علي الندابي

متخصص علم نفس اجتماع

[email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى