د. محمد الندابي

متخصص علم نفس اجتماع
آراء

أنتولوجيا الجذب الجمعي للقانون الأول

بقلم : د. محمد بن صالح بن علي الندابي

Advertisement

مرحبا بكم أيها الكرام ، أعود إليكم من جديد في اللقاء الثاني عشر من سلسلة مراحل تطور النفس الأنا وتوجهها الأنتولوجي نحو التخلص من القيود الغريزية للأنا الضعيفة.

وفي المقال السابق بعنوان أنتولوجيا الحركة والمحفزات النفسية الغددية تحدثنا حول حركة الجسم ووظائف المفاصل وضرورة ممارسة الرياضة ، كذلك محفزات النفس التي تقوم بحث إفرازات الغدد ، وقد نسيت أن أذكر في ذلك المقال حول الإفرازات التي تنتجها غدة صمامات الأذن حيث تفرز المادة الصمغية ذات اللون الأصفر المائل إلى البرتقالي أحيانا ، وكيف يصبح المحفز النفسي ذا أهمية كبيرة لانتاج إفرازات الغدد سواء الغدد التي تقذف إفرازاتها خارج أجهزة الجسم أو داخله.

Advertisement

أما حديثنا اليوم فهو شيق إلى حد ما ، حيث سنتناول محور مهم في تركيب الشخصية وكاريزما الظهور ، إنه القانون الأول من الجذب الجمعي.

وقد أسميته الجذب الجمعي ، لارتباطه بمجموع ما لديك من طاقات وآليات ووسائل وأدوات لكي تستعملها في جذب أو شحذ ما بداخل نفسك من همم وحوافز بنيوية ، والتي بدورها ستنعكس مباشرة إلى كاريزما الظهور للواقع المجتمعي ، لكي تصبح مؤثرا في جاذبيتك لمن حولك ، وما هي الآليات التي يبنى عليها كاريزما مؤثرات الظهور.

لقد بدأت حواراتي السابقة بالتسلسل منذ الموضوع الأول ، بعنوان النفس الهو والنفس الأنا ، وحتى الموضوع الحادي عشر ، بعنوان أنتولوجيا الحركة والمحفزات النفسية الغددية ، كل تلك المواضيع كانت بمثابة حجر الأساس لكي تتهيأ النفس من الداخل أولاً ، ولأجل أن نمضي في خطوات النور الذهبية القادمة ، وإذا كانت تلك المواضيع حجر أساس ، فإن موضوعنا اليوم لوضع الحجر ما فوق الأساس حيث البناء الذي يخرجك إلى العالم الخارجي المتطور ، لتسهيل السير عبر خيوط النور الذهبية إلى عالم أشد ذكاء وتقنية سوبر تكنيكل.

ففي تحكمك نحو إخراج أساليب الجذب الجمعي ، يعني خروجك إلى علم التحكم بعواطف من حولك وشد أو جذب اهتمامهم بطريقة منطقية يقبلها العقل لديهم ، وتنسجم مع ميولهم السلوكية أو الفكرية ، وهنا ستسأل نفسك وهل سأقنع كل الناس وهم مختلفين في الطباع والتوجهات والأفكار ؟ وأجيبك نعم.

أخي القارئ الكريم ركز إهتمامك في هذا الحديث حتى تصل إلى ما نهدف إليه من سبل الجذب الجمعي ، لقد كان اهتمامي في سرد القضية بداية من المنطلق الغريزي النفسي حتى تتمكن من إصلاح تلك الغريزة الضعيفة للنفس الأنا وعندما أوصلتك إلى استنهاض قدراتك الأنتولوجية كان في ظني أنني تمكنت من إشعال فتيل ديناميكية طاقاتك الداخلية ، وإذا لم تقرأ تلك المواضيع السابقة فعد إليها وتفحص سطورها أثناء قرائتها ، فهي بمثابة حجر الأساس الأول الذي يورق ديناميكية الجذب الجمعي ، وها نحن الآن ننطلق للمرحلة المتقدمة من إستنهاض ديناميكية الخارج السلوكي ، كي نتمكن من تطبيق القانون الأول من تقنيات الجذب الجمعي.

وبعد أن وصلت إلى مرحلة التوازن العاطفي الصحي السلوكي الداخلي أصبحت الآن دينمايكياً عليك الظهور الخارجي بالتقنية الحديثة ، لكسب فئآت المجتمع من حولك وجذب اهتمامهم إليك ، الأمر الذي يكسبك حبهم وتواصلهم معك وتلبية حوائجك.

إن كاريزما الظهور لكسب قلوب من حولك وتفعيل كمية الجذب الجمعي سيتطلب منك تهيئة نفسك للاستقبال بالشكل المرتب أولاً ، ثم العطر الذي تستخدمه وهيئة الجلوس ، أو كاريزما الوقوف ومكان وضع أصابعك وتحركات جسمك لفرض لغة خاصة ، توحي لمن حولك قوة ظهورك وحضور حيوي تبهج به من حولك ومن ثم تتبع ما يلي من خطوات :

أولاً : الصمت وعدم الكلام سوى بالكلمات أو العبارات التي لا تتعدى كلمة واحدة إلى ثلاث كلمات فقط ، وطبق خاصية الاختصار في الحديث.

ثانياً : الانصات للمتحدثين من حولك ، ولا يلاحظ عليك الشرود الذهني أثناء حديثهم ، بل ركز في حواراتهم دون أن تشاركهم الكلام، فكلما كنت مستمع منصت كلما زاد اهتمامهم بك.

ثالثاً : إذا طلب منك رأي أو مشاركة حديث ، فطبطب على كتف أقرب شخص يجلس بجوارك ، واختصر كلماتك فلو طبطبت على كتف أحدهم فان الجميع سيشعر بقوة حضورك ، واذا تمكنت من لمس أطرافهم دون أن تشعرهم بأنها حركة متعمدة ، فقد دخلت في قلوبهم بكل ثقة.

رابعاً : تنسيق الحوار وعدم العشوائية ، لذا من المهم أن تكون المعلومات التي لديك متعددة وموثوق منها.

إن هذه الأربع عوامل جيدة في سبيل التجربة البدائية في عالم الدخول إلى صناديق الآخرين ، وأن هناك من تجاوز هذا بكثير إما عن طريق التعليم أو أنها موهبة ربانية ، لذا فان القانون الأول للجذب الجمعي هو :

  1. مقدار تهيئة الكاريزما
  2. مقدار الحضور والانتباه
  3. حجم المعلومات وموثوقيتها

وإذا كانت هذه نقطة بدايتك نحو الصعود في سلم الحياة الحديثة فائقة التقنية ، فإن موضوعنا التالي سوف يساهم أيضا في بناء عالم متحضر وإيدلوجيا تخدم المجتمع الانساني العظيم.

وإلى موضوعنا التالي أراكم على خير.

د. محمد بن صالح بن علي الندابي

متخصص علم نفس اجتماع

[email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى