آراء

القرار الصعب “تحديات – تبعات”

بقلم : محمد عبد السلام

Advertisement

حالة من الترقب تمر بها عدة دول على مستوي العالم فى محاولة لمواجهة تداعيات فيروس كورونا المستجد مر بها العالم من موجات الاولى والثانية والآن الثالثة .

حاولت عدة دول اتخاذ القرار الصعب “الاغلاق التام” لتقليل أعداد المصابين إلي أقل درجة ممكنة ومنع انتشار السلالات الجديدة المتحورة من الفيروس .

Advertisement

لحظات محفوفة بالمخاطر تسيطر على متخذ القرار من جهة فهو يهدف الى الحفاظ على تقليل معدل الإصابات اليومية وهبوط مؤشراتها ومن جهة أخرى التقليل من التداعيات الاقتصادية والاجتماعية المترتبة على القرار الصعب .

كيف تعاملت أغلب دول العالم مع القرار ومنع الحركة التام والسيطرة على تداعيات القرار الصعب ؟؟

هنا لا نشير إلى غلق المناطق الحدودية والمنافذ البرية والبحرية والجوية بين البلاد ولكن نشير الى الإغلاق التام الداخلى فى البلاد. حيث أغلب الدول فى سباق للحد من انتشار الفيروس ، وتحاول الجهات المختصة تقليل حركة الأفراد داخل حدود بلدانها ومنع الاختلاط فى الأماكن العامة .

هنا يحذر خبراء الصحة وحقوق الانسان من صعوبة تحقيق التوزان بين مسألة حماية الصحة العامة للمواطنين وبين الإلتزام الشخصي وحرية المواطن .

دول عديدة طبقت القرار الصعب فى بداية الأزمة مثل الصين ومع تدهور الوضع بها أغلقت مدن وتوقفت وسائل النقل عن العمل مما كان له تأثيرا كبيراً على الحياة اليومية لعشرات الملايين.

بل أشارت بعض التقارير الى وجود حراس عند مداخل المباني السكنية بهدف ابقاء الناس فى منازلهم ومنع الخروج .

ثم لحقتها ايطاليا واتخذت القرار الصعب وطالبت أكثر من 60 مليون فرد بالبقاء فى منازلهم قدر المستطاع وعدم المغادرة الا عند الحاجة القصوي مثل شراء الاحتياجات الأساسية وعلى من يخرج من منزله أن يقدم تبريرا ً قويا ً لخروجه وإلا سوف يواجه غرامة أو حتي عقوبة الحبس لمخالفة القواعد الصحية .

كذلك اسبانيا اتخذت القرار الصعب (اغلاق عام ) فقامت باغلاق الأماكن والمحلات الغير ضرورية وطلبت من الناس عدم مغادرة منازلهم الا اذا كان هناك حاجة ملحة.

لذا مفهوم القرار الصعب والاغلاق التام يشير الى اختلاف تنفيذه من دولة لأخري حسب رؤيتها ومؤشرات انتشار الفيروس بها وكذلك الامكانات الاقتصادية والصحية المتاحة داخلياً ، وكذلك التقدير للنظرة الانسانية عند التعامل فى تنفيذ القرار والتداعيات المترتبة عليه ، حيث أن هناك فئة من الافراد تعتمد على الدخل اليومي لتوفير احتياجاتها الاساسية وكذلك ثقافة التخزين والشراء بكثافة قبل اتخاذ القرار وما ترتب عليه من تكدس الأفراد للشراء وبالتالي ارتفاع مؤشر الاصابة فيما بينهم .

من ناحية أخري هناك دول أبدعت فى تقليل الإصابات لمؤشرات قياسية للفيروس بعد اعتمادها على جهود الكشف المبكر وفحص جميع المخالطين والتوسع فى المرافق الصحية .

التواصل الواضح والمتسق مع الأفراد فى ظل وجود أزمات هو أحد أهم العوامل فى نجاح تطبيق القرار الصعب واستخدام تعبيرات قوية والمكاشفة للحد من انتشار الفيروس وبناء عليه يتفهم الناس موقف متخذ القرار ومساعدته على تطبيقه والنجاة معاً من انتشار الفيروس ومرور الأزمة .

حفظ الله البلاد والعباد من شرور الأوبئة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى