حوارات

سلطنة عُمان تشهد قمة عُمانية مصرية غداً الإثنين هرمز نيوز في حوار حصري مع السفير المصري لدى السلطنة

حاوره : د. محمد سعد

Advertisement

العلاقات المصرية العُمانية تتسم بالخصوصية ، وتشهد تعاوناً غير مسبوق ، والاستثمار هو العنوان الأبرز في المرحلة الراهنة ..

يقوم فخامةُ الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيسُ جمهورية مصر العربية بزيارة رسمية إلى سلطنة عُمان غداً الإثنين تستغرق يومين.

Advertisement

جاء ذلك في بيان صادر عن ديوان البلاط السُّلطاني فيما يأتي نصُّه..

هيثم والسيسي 2

“توطيدًا للعلاقات الأخوية الراسخة بين سلطنة عُمان وجمهورية مصر العربية، ودعمًا لأوجه التعاون الثنائي القائمة بينهما ، وانطلاقًا من حرص قيادتي البلدين على كلّ ما من شأنه تعزيزها وتطويرها نحو آفاق أرحب لمستقبل أكثر إشراقًا ونماءً وازدهارًا ، سيقوم – بمشيئة الله تعالى – فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية بزيارة رسمية لسلطنة عُمان تستغرق يومين ابتـداءً مـن يـوم الاثنين الموافق السابع والعشرين من يونيو لعام 2022م، وسيتم خلال هذه الزيارة بحثُ عددٍ من المجالات ذات الاهتمام المشترك ، وخدمةً لمصالح البلدين الشقيقين وبما يحقق تطلعات وآمال شعبيهما ، إضافة إلى بحث عددٍ من الموضوعات التي تهمّ الجانبين في ضوء المُستجدات الإقليمية والدولية.

كلّل اللهُ تعالى جهود القيادتين الحكيمتين بالتوفيق ، وأعانهما على ما فيه الخير والرخاء لبلديهما ، وللأمتين العربية والإسلامية إنه سميع مجيب”.

ويلتقي فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي مع صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق في أول قمة من نوعها بين الزعيمين ، لبحث تطورات القضايا الإقليمية والدولية المختلفة بالمنطقة.

زيارة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي لمسقط ولقاءه مع صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق تعتبر الأولى من نوعها منذ تولي جلالته مقاليد الحكم ، وستشهد الزيارة مباحثات حول تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وسلطنة عُمان على جميع الأصعدة”.

هيثم والسيسي 3

وسيقوم الجانبان بتوقيع عدة اتفاقيات وبروتوكول تعاون في الجانب الاقتصادي إلى جانب مناقشة تطورات القضايا الإقليمية المختلفة والأزمات القائمة بالمنطقة، وسبل تعزيز الجهود ، للتوصل إلى تسويات سياسية ، بما يحفظ وحدة أراضي الدول التي تمر بأزمات وسلامتها الإقليمية.

وفي ذات السياق إلتقت جريدة هرمز نيوز الإلكترونية  في حوار حصري مع سعادة السفير المصري لدى سلطنة عُمان خالد محمد عبدالحليم راضي وسألته عن طبيعة الزيارة.

أجاب سعادته : أن هذه الزيارة تأتي في وقت تشهد فيه العلاقات المصرية العُمانية تطوراً ونشاطاً مستمراً على الساحة السياسية العربية.

وهنا يجب أن أشيد بالدور الدبلوماسي المتميز للجانب العُماني ، والسياسة الخارجية المتزنة للسلطنة ، منذ عهد المغفور له بإذن الله السلطان قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه – ، ونفس النهج الذي يسير عليه صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق حفظه الله ورعاه ، ونقدر الجهود العُمانية المستمرة في الشأن الدولي والعربي خاصة الوساطة المستمرة في ملف اليمن ، ولاسيما دور الوساطة الذي تم مع الجانب الحوثي للافراج عن الصيادين المصريين.

وأشار سعادته : أن زيارة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى سلطنة عُمان ولقاءه مع أخيه صاحب الجلالة السلطان هيثم ، تأتي قبيل قمة لدول مجلس التعاون الخليجي ومصر والعراق والأردن ، يشارك فيها الرئيس الأمريكي جو بايدن ، خلال زيارة يجريها إلى المملكة العربية السعودية منتصف الشهر المقبل.

وأضاف تعتبر العلاقات المصرية العُمانية مثالية وأذلية ولها باع طويل ، استناداً إلى العديد من الأسس والركائز التي تجسدت على مر التاريخ ، فضلاً عن الكثير من القواسم المشتركة بين البلدين وعلى رأسها الأبعاد التاريخية والحضارية والتي تمتد لأكثر من ٣٥٠٠ عامًا ، حيث أن التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين بدأ منذ عهد الفراعنة من خلال تصدير اللُبان العُماني إلى مصر ، كما أن الملكة المصرية “حتشبسوت” قامت برحلة تاريخية إلى “ظفار”.

وفي العصر الحديث تزداد  العلاقة بين البلدين الشقيقين متانة يوماً بعد يوم ، حيث كانت ولا زالت السلطنة داعمة ومساندة لمصر وللعرب بداية من حرب أكتوبر المجيدة ، وبعد عملية السلام ، لم تقطع السلطنة علاقتها مع مصر ، وهو ما يعكس العلاقة الراسخة القائمة على الاحترام المتبادل بين البلدين والشعبين الشقيقين.

وتطرق سعادته في الحوار ، ليشمل كل الجوانب التي تخص العلاقات المصرية العُمانية ، والتى وصلت فى السنوات الأخيرة إلى مستوى غير مسبوق.

مؤكداً أن سلطنة عُمان دولة عربية شقيقة ، ذات موروث حضارى وثقافى كبير ، كما أن العلاقة بين السلطنة ومصر تحظى بدعم كبير على المستوى الحكومى ،  خاصة التطور فى خدمة المصالح المشتركة ، وتعزيز الأواصر والروابط القائمة بين البلدين الشقيقين.

ومن المعروف ان البلدان يشتركان تماماً في رسم سياساتهما الخارجية وفقا لمبادئ القانون الدولي واحترام الآخرين ، ولهذا السبب تتمتع مصر وعُمان برؤية مشابهة للغاية ، إن لم تكن متطابقة ، حيال القضايا ذات الأهمية الخاصة بالنسبة لكليهما.

ومما يدل على عمق حضارة البلدين وعلاقاتهما التي تضرب في جذور التاريخ ، وصولًا إلى صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق ، والرئيس عبدالفتاح السيسي ، خاصة بعد الزيارة التاريخية التى قام بها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي لعُمان في 04 فبراير 2018م ، واستقبله خلالها المغفور له بإذن الله السلطان قابوس بن سعيد– طيب الله ثراه –  وكبار المسئولين في السلطنة ، بحث خلالها الجانبان سبل تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.

ويؤكد على ذلك توالي الزيارات واللقاءات بين البلدين ، خاصة زيارة معالي وزير الخارجية المصري سامح شكري 22 يناير الماضي من أجل تعزيز العلاقات ، وحضور اللجنة المصرية العُمانية المشتركة والتى تم التوقيع فيها على 6 اتفاقيات من بينهم التوقيع على اتفاقية الية التشاور السياسي.

لذلك نسعى إلى ترجمة العلاقات المتميزة بين الجانبين المصري والعُماني في زيادة حجم التبادل التجاري وزيادة الاستثمارات خاصة في مجال التجارة والاقتصاد والثقافة وذلك بحكم الأواصر التاريخية بين الجانبين والاهتمام بالدبلوماسية الاقتصادية.

ونفس الشعور نتمنى من الجانب العُماني زيادة الاستثمارات العُمانية في مصر خاصة في عهد فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي وسياسته الحكيمة التى تدار بها النهضة المصرية والتطور الكبير الذي تشهده مصر.

وعلى المستوى السياسي توالت الزيارات واللقاءات ، ففي 12/1/2020، قام د. مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء على رأس وفد رفيع المستوى يضم كلاً من وزراء: الأوقاف، العدل، السياحة الآثار، والتخطيط  بزيارة لـ عُمان لتقديم واجب العزاء في وفاة المرحوم السلطان قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه – ، واستقبل الوفد المصري حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق – حفظه الله ورعاه.

وبعث الرئيس السيسي برقية تهنئة إلى أخيه السلطان هيثم بن طارق ؛ بمناسبة توليه مقاليد الحكم سلطانًا لسلطنة عُمان الشقيقة.

وفي 4/3/2020 التقى معالي وزير الخارجية سامح شكري معالي وزير الشئون الخارجية لـسلطنة عُمان يوسف بن علوي على هامش اجتماع الدورة العادية لـمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري حيث استعرض الوزيران مُجمل العلاقات الوثيقة التي تربط بين البلدين الشقيقين.

وفي11/3/2020، قام معالي سامح شكري وزير الخارجية بزيارة لـعُمان، استقبله خلالها صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد، حيث سلّمه شكري رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي بشأن آخر المستجدات المتعلقة بمسار مفاوضات سد النهضة ، ودعوته لزيارة مصر في أقرب فرصة ممكنة ، مُعربًا عن تقدير مصر لموقف سلطنة عُمان خلال رئاستها للاجتماع الوزاري الأخير لمجلس جامعة الدول العربية ، الذي دعّمت خلاله القرار العربي الخاص بالتضامن مع الموقف المصري من قضية سد النهضة.

وفي 22/7/2020، بعث صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق ببرقية تهنئة للرئيس عبد الفتاح السيسي في ذكرى ثورة الثالث والعشرين من يوليو، أعرب فيها عن خالص تهانيه، وصادق تمنياته لفخامته بوافر الصحة والهناء والعمر المديد.

وفي 18/7/2021  تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي  اتصالاً هاتفيًا من جلالته تناولا خلاله العلاقات الثنائية بين البلدين ، كما تناول الاتصال موضوعات العلاقات الثنائية بين مصر وعُمان ، وذلك في إطار المسيرة المتميزة للتعاون بين البلدين الشقيقين ، فضلا عن بحث تطورات عدد من الملفات الإقليمية المختلفة ذات الاهتمام المشترك ، كما تبادل الزعيمان التهنئة بمناسبة حلول عيد الأضحى.

وأكد سعادته على أن العلاقات ‏الاقتصادية المصرية العُمانية تشهد زخمًا كبيرًا خاصة في ظل إيمان القيادة السياسية في البلدين بأهمية تنمية وتوسيع حجم العلاقات المشتركة بين البلدين خلال المرحلة المقبلة.

حيث يصل حجم التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين إلى حوالي 500 مليون دولار  ، وتبلغ الاستثمارات العُمانية بالسوق المصرية  77.5 مليون دولار موزعة على 92 شركة في مجالات الصناعة والسياحة والإنشاءات والزراعة ، في حين تبلغ الاستثمارات المصرية بالسوق العُماني 680 مليون دولار موزعة على 142 شركة متخصصة في مجالات البنية التحتية ومشروعات الطرق والاستثمار العقاري.

وحيث أن رؤية “عُمان 2040 تعتمد على تنويع مصادر الدخل وعدم الاعتماد على النفط بشكل رئيسي ، ذلك يُمثل فرصة مُهمة لمصر وخاصة للشركات والمستثمرين المصريين للعمل في مجالات كثيرة مثل السياحة والزراعة والثروة السمكية ، متوقعاً أن تكون هناك نقلة نوعية اقتصادية وتجارية بين البلدين الصديقين بعد الجائحة.

ومصر تعمل حالياً على سياسة جذب الاستثمارات وتشجيع الشركات المصرية للاستثمار في الخارج ، الأمر الذي من شأنه أن يُسهم في مساعدة الشركات على النمو والانتشار وحتى تكون أقوى ، وفي هذا السياق أوضح أن مصر تعمل على جذب المستثمرين والشركات العُمانية وكذلك العكس من خلال تشجيع المستثمرين والشركات المصرية للقدوم إلى السلطنة، مشيراً إلى أن العمل يتواصل حالياً للوصول إلى “مشاريع مشتركة” بين شركات عُمانية ومصرية لتعمل في البلدين.

وأخيرا قال سعادته : أن السلطنة تضم أكبر عدد للجالية المصرية ويبلغ عددهم 66 ألف مواطن مصري كرابع أكبر جالية في السلطنة ، يعملون في مختلف المجالات والغالبية العظمى منهم في مجال التعليم.

وهنا يحب أن نشيد بالجانب العُماني في المساعدة الدائمة وتسهيل أمور الجالية المصرية وتوفير فرص العمل لهم.

ودائما مايتم عقد لقاءات بشكل دائم مع أفراد الجالية المصرية فى السلطنة ، وذلك لتعزيز التواصل بين السفارة والجالية المصرية وبحث ما لديها من مشكلات واقتراحات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى