آراء

قوافل تشرين نحو السماء …

بقلم : مريم الشكيلية

Advertisement

وصلتني رسالتك بعد إنتظارك لحرفي كل هذا الوقت وفي هذا الزحام المكتظ بالأحداث المرهقة …

كيف أشرح لك صمت قلمي في ظل هذا الهطول المتواصل للبكاء والنزيف وكأن تشرين كان على موعد مع الخراب في تلك البقعة البعيدة من الحياة؟ …

Advertisement

كيف أشرح لك عجز حرف محبرتي من أن يأتي بسطر ينتشل الأمل من بين أنقاض الحطام وصراخ البراعم؟!

أشعر بقيد حديدي يقيد كلماتي وكأن كل الذي يحدث يفوق لغات العالم وأبجديته… وكأن الصور الآتية من هناك لا تحتاج إلى كلمات تخدش حقيقتها وتشوه تفاصيلها…

يؤلمني هذا العجز الذي شل حركة قلمي وأرداني قتيلاً آخر في الجانب الآخر… هذا العجز الذي يجعل مني شخصاً ثائراً وكأن المواقد تغلي في داخلي…

هذا الضجيج الذي لا يبقيني متوازناً على السطر كأن اهتزاز الورق يفوق الهزات الإرتدادية للأرض…

هذا الإلتحام المباشر بين حرفي الفارغ والألم الذي إختصر الحياة كلها في دقائق وتوابيت الموت تسير أفواج نحو السماء…

ماذا أقول وكيف أصف حجم الأيام الحبلى بالألم وكأن العالم كله يصرخ طالباً النجدة وإنقاذ الحياة؟

ماذا أقول وأنا أرى بحراً من الدماء يغرق الكلمات؟ وكيف أصف بكاء الرجال وصراخ النساء وموت الأطفال وظلام البيوت ووحشة الشوارع؟.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى