آراء

فلسطين .. وروح المقاومة

بقلم : وافي الجرادي

Advertisement

مامن يوم يمر ، إلا ويرتكب الاحتلال الإسرائيلي جرائمه البشعة بحق الأراضي والشعب الفلسطيني الأعزل ، وما من مواقف تُذكر لعالمنا العربي والاسلامي ، إلا دعوات وبيانات التنديد الخطية ، وعلى مدى أكثر من 70 عاماً يواجه الفلسطينيون وحدهم إجرام القوات المحتلة الإسرائيلية ، القائمة على الدم وإنتهاك الأعراض والمقدسات الاسلامية ، وبحماية وإسناد غربي قاتم.

ما حدث في جنين الفلسطينية ، يعكس استمرارية العقلية الصهيونية في السير على النهج القائم على سفك الدم ، ويبين حاله من السقوط الأخلاقي والقيمي لكيانٍ ، يعمل على اسكات الصوت الفلسطيني المقاوم وإخضاعه لسياسه الأمر واقع ، مفادها العيش وبشكل مطلق تحت أوامر وتصرفات المحتل والغازي ، إلا أن روح المقاومة والمواجهة لم ولن تنحني لمحتل يحاول أن يدوس الأرض بمن عليها ، ودون أي اعتبارات للإنسانية وللحقوق والحريات.

Advertisement

ورغم ما يمتلكه المحتل الإسرائيلي من عدة وعتاد وزخم بشري يسكن أرض جنين ، ورغم تكثيف عمل الأجهزة الأمنية والاستخباراتية ، إلا أن جنين التي أنجبت عشرات الآلاف من المقاومين الأحرار لم تنحني للإنتداب البريطاني عام 1936م ، أو تستكين لتوجهاته وسياساته ، الهادفة لأن يخضع ويُذل الفلسطينين ، فقد قاومت ووقفت الى جانب القائد ” عز الدين القاسم” ، ولقنت ذاك العدو دروساً في الاستبسال والتحرر ، هي لازالت ، وحتى اللحظة تُدوّن تاريخها الجهادي التحرري ، ودون ذلٍ أو إنكسار ، فجنين المقاومة والصمود لم ولن تنكسر رغم محاولات العدو لكسرها ووأد روح أبناءها المقاومين الأحرار ، فمن المؤكد أن جنين كباقي الأراضي الفلسطينية تقاوم ويتعاظم دور أبناءها ، وتتزايد قدراتهم وعزيمتهم على المواجهة.

جُلّ الشكر والإمتنان لجنين وأهلها اللذين لم ينكسرون يوماً ، بل ازادادو قوةً وصموداً في وجه كيان محتل مواجهته ومقاومته شرفٌ وواجب.

” يا نفس إن لم تقتلي فموتي ، ونحن لا نرفع أيدينا إلا لله ، ولا نسجد إلا لله ، ولا نسمع إلا من رسول الله” ، تلك كانت آخر رسالة صوتية لــ”خيري علقم” على حسابه في تطبيق “تيك توك” قبل ساعات من انطلاقه نحو مستوطنة “نيفيه يعكوف” ، ويوقع برصاص مسدسه 7 مستوطنين وقرابة 13 جريحاً ، وهنا رسالة بالغه الأهمية بأن الشباب والشعب الفسطيني ، سيواجه الكيان المحتل مهما كلّفه ذلك من ثمن ، مهما سوّق العدو نفسه بأنه يسعى للسلام ، ومهما قللت حكومات التطبيع من خطورة هذا المحتل الغاصب.

لقد جسّد الشهيد أهمية أن يواجه الاعداء المغتصبين للأرض ، والجاثمين على ثراء أطيب وأطهر أرض أنجبت من الأعزاء والأحرار مالا تنجبه ارض أخرى ، وأن الظلم وعتاولته الأغبياء لا مكانه ولا عهد لهم ، وأن الذود عن المقدسات والقضية أشرفَ وأنزه من أن يعيش الانسان مكسوراً جباناً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى