آراء

حفاوة إستقبال الوفد الإيراني في السعودية

بقلم : وافي الجرادي

Advertisement

إن إستقبال القائم بأعمال السفارة الايرانية في السعودية “حسن زرنكار” ورفاقه لحظة وصولهم إلى قاعدة الملك عبد الله الجوية في جدة وبكل حفاوة من مسؤول سعودي بارز في المؤسسة العسكرية لباعثٌ للاطمئنان من أن العلاقات بين البلدين في طريقها الى النجاح ، وأن القادم سيحمل في طياته الكثير من النتائج والانجازات للرياض وطهران تحديداً وللمنطقة ككل..

لم يتحدث اللواء أحمد دبيس قائد المنطقة الغربية بالسعودية عن وجهات نظر شخصية تجاه المسؤول الايراني ورفاقه ، وإنما عن وجهات نظر القيادة في السعودية والتي لطالما ومنذ 7 سنوات كان لسان حديثها مغاير نظراً لما تحمله من مواقف وتصورات مبنيّه على تقارير وافادات الغرب القائم على زراعة الخلافات وتغذيتها ورعايتها وبصورة تجعله المهيمن والمتحكم على خيرات وثروات الشعوب وتوجيه سياساتها وفقاً لمصالحه الذاتية ودون أي اعتبارات خلاّقه.

Advertisement

لم تُجلي القيادة السعودية الايرانيين فقط من السودان ، بل أن قرابة 2000 شخص أجلتهم ومن 66 جنسية مختلفة لكن التعامل مع البعثة الدبلوماسية الايرانية بحفاوة ومشاعر هذّابة الى جانب الاهتمام بالمواطنين الايرانيين مؤشرات تدل على تعاون بين البلدين ، وأن بالأعمال الانسانية تطيب الخواطر والوصال ، وتتلاشى كل الظنون والخيبات.

وبحكم ما كان سائداً من قطيعة وشقاق بين البلدين لم يكن بحسبان الايرانيين اللذين أجلتهم البحرية السعودية أن تكون وجتهم المملكة العربية السعودية ، أو الوصول إلى أراضيها.

الاهتمام الذي حضظَّ به حسن زرنكار ورفاقه في البعثة الدبلوماسية في قاعدة الملك عبد الله الجوية من قائد المنطقة الغربية اللواء أحمد الدبيس ومن قائد قاعدة الملك عبدالله اللواء عبدالله الزهراني لدليلُ كافٍ وشافٍ بأن ما يجمع السعوديون والايرانيون أكثر من أن يُفرّقهم ، وأن الأخوة الاسلامية لمتجذرةُ في قلوب المسلمين على بعضهم البعض ، وأن بالود والوصال تتعاضد كل الأيادي والسواعد لكل ما من شأنه بقاء الأمة الاسلامية واحدة وموحدة رغم ما يثيره أعداءها من دسائس ومؤامرات.

بكل تأكيد سيكون حال الدبلوماسي الايراني “حسن زرنكار” مختلفاً للغاية ، وهو يُقابل بمشاعر خلّاقة وطيبة من مسؤول سعودي سبق وأن حالت القطيعة بينهما ، وسبق وأن توالت الخيبات والعداوات بين شعبين أصيلين وتجمعهما روابط وقواسم اسلامية مشتركة … وكان لهذا الاستقبال وتوثيقه بالفيديو دوره في تفاعل الملايين وحظيَّ بإعجاب وثناء الغالبية من المتابعين في عالمنا العربي والاسلامي ، وأوصل رسائل عدة مفادها أن زمن الشقاق والنفاق ولّى وأن القادم سيكون محفوفاً بالوصال والتعاون ، وأن القادة عازمون على ترميم كل المفاسد والجروح وأن المنطقة ستُتوّج بحللٍ جديدة دعائمها الأمن والاستقرار.

إن عودة العلاقات السعودية الايرانية إلى ماكانت عليه قبل 7 أعوام مع ابرام اتفاقيات اقتصادية وتجارية بين البلدين ، والتعاون على حلحلة الأزمات والصراعات في المنطقة لغاية نتطلع اليها كما هو حال  الشعبين السعودي والايراني وفي هذا التوجه سيتمكن هاذين البلدين من توفير وجني عشرات المليارات من الدولارات سبق وأن أهدرهما في تمويل خلافاتهما وصراعاتهما البينية في دول عدة في المنطقة وكان ذلك بمثابة تعزيز وتمكين للأعداء في المنطقة.

لا أحد متضرر من عودة العلاقات السعودية الايرانية سوى الصهاينة وشاهد على ذلك وجهات النظر الغاضبة الذي أبداها الصهاينة سواءً في داخل حكومة نتنياهو أو معارضيها ، ومشاعر اليأس والغضب الضارب في خاصرة الادارة الامريكية أيضاً.

ولا ننسى أيضاً أن قوى وأقلام مأجورة داخل الأوساط العربية هي من تثير الشكوك وتسرد النواقض حسب ما يصلها من تمويل لغاية التقليل من أهمية الاتفاق والعمل على اشاعة الخلافات خدمةً لمصالح الغرب الاستعماري والصهيونية المارقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى