ثقافة وفن

أبطال مسلمون في الصين .. لم يذكرهم التاريخ

بقلم : محمد بن العبد مسن

Advertisement

عزيزي القارئ

إن كرامة الأمة أغلى من رخائها .. بل و أغلى من حياة الأمة نفسها وحيث تكون الحرية يكون الوطن.

Advertisement

يقول (تشي جيفارا)

(إن مقاومة الظلم لا يحددها الإنتماء لدين أو عرق أو مذهب ، بل يحددها طبيعة النفس البشرية التي تأبى الاستعباد وتسعى للحرية).

يسعدني في مقالي هذا أن أذكر لكم شيء من بطولات أحد الأبطال المسلمين ، والذي لا يعرفه الكثير منا ،  وهو  (ما زونج ينج ) القائد الهمام المسلم الصيني .

أخي القارئ

إن هذه القصه التي نقلها لنا الكاتب الصحفي البريطاني  “بيتر فليمنج”..

نستعرض لكم شيء منها ، وهى قصة دفاعه عن إقليم (كاشغر ) الذي كان يسكنه المسلمون في معركة توتونج ضد السوفيتي في عام 1934م.

وذلك أثناء الغزو السوفيتي لإقليم (كاشغر ) الذي يسكنه المسلمون الصينيون ، كان القائد الشاب المسلم “ما زونج ينج” إبن الـ 24 عاما  .

وكان مع  (الكتيبة 63) من الجيش الثوري التي جميع أفرادها من المسلمين .

و هم المسؤولون عن الدفاع عن المنطقة وكانوا بضع مئات.

وكان عدد الجيش الروسي المهاجم 7 آلاف جندي ، مدعومين بالدبابات والطائرات والمدفعية الثقيلة وكانت مقابلتهم في حرب مفتوحة محسومة النتيجة لصالح الروس.

كان “ما زونج ينج” يدرب فرقته تحت ظروف صعبة جدا ، في درجة حرارة أقل من الصفر ، وهم ينشدون الأناشيد الصينية الإسلامية ..

يقول الكاتب الرحالة “بيتر فليمنج”: “لم أرى أي مقاتلين في هذه الحروب يخوضوا هذا النوع الشاق من التدريبات”.

وفي إحدى الليالي الباردة كان الجيش السوفيتي المعتدي على موعد مع مجموعة من أشجع الرجال في التاريخ ، تنكر “ما-زونج-ينج” ورجاله في ثياب الحملان (الخراف) زاحفين على نهر ” توتونج” المتجمد ، ولكنهم لم يجلبوا معهم أي بنادق أو قنابل .. بل جاؤوا حاملين الموت على هيئة سيوف وخناجر ، عصفوا بالمعسكر الرئيسي للسوفيت في شجاعة منقطعة النظير ، بالسيوف والخناجر مقابل الرشاشات والدبابات ، يقول المؤرخ “سفن هيدن” مقتبسا من سفر الرؤيا في الكتاب المسيحي ، واصفا “ما زونج ينج” ورجاله: “فنظرت وإذا فرس شاحب ، وراكبه اسمه الموت، والجحيم يتبعه ، يقتل بالسيف وبوحوش الأرض”.

كلف “ما زونج” ورجاله المسلمون الجيش السوفيتي خسائر فادحة في هذه المعركة ربما تتعدى الألف مقاتل ، قبل ان ينسحب هو ورجاله ، ليصطدم برتل من السيارات العسكرية ، والتي قام بالهجوم عليها بلا هوادة مفنياً الرتل عن بكرة أبيه، والقى بالسيارات من فوق الجبل.

والجدير بالذكر أن هذا الأمير المسلم “ما زونج ينج” أعلن الجهاد والثورة لتحرير المسلمين من الحكم الصيني الشيوعي عام 1934م ، واستشهد “نحسبه كذلك” علي يد تحالف الصينيين والسوفييت عام 1936 عقب معركة أورومشي كان في رتبة الجنرال في جيش شينكيانج المسلم. حيث انه انضم ” إلي الجيش الإسلامي لشينكيانج وهو في الرابعة عشرة وقاد ذلك الجيش وهو في الرابعة والعشرين واستشهد في السابعة والعشرين.

عزيزي القارئ

إن هذا البطل وغيره من الأبطال المسلمين وقفْوا دونَ رأيهم في الحياةِ مجاهدين لأنهم يعلمون إِن الحياةَ عقيدةٌ وجهادُ ولم يرضون بالذل والهوان فإن كرامة الأمة أغلى من رخائها .. بل و أغلى من حياة الأمة نفسها و إن الإنسان لا يرث الكرامة ولا المهانة، بل هو من يصنعها بنفسه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى