سياحة

أولها قلعة بهلاء وأحدثها مدينة قلهات الأثرية 5 مواقع عُمانية مسجلة في قائمة التراث العالمي تعزز المقومات السياحية وتجلب الاستثمار للقطاع

مسقط : هرمز نيوز

Advertisement

تعزز المواقع العُمانية المسجلة في قائمة التراث العالمي البالغ عددها خمسة مواقع المقومات السياحية والتراثية لسلطنة عُمان ، كما تعمل على جلب الاستثمارات للقطاع السياحي بما يعمل على تمكين القطاع من دوره في تحقيق غايات رؤية (عُمان 2040).

وقالت ابتسام بنت عبد الله المعمرية مديرة دائرة التراث العالمي بوزارة التراث والسياحة : إنه انطلاقا من كون التراث هو الأداة الحقيقية لصنع الهوية والوثيقة الدالة على أمجاد الأمم وأسباب ازدهارها ومصدراً هامًا للإلهام والاعتزاز بالفكر الإنساني ، جاء حرص سلطنة عُمان ممثلة في وزارة التراث والسياحة حيث تم الانضمام إلى اتفاقية حماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي في عام 1981 وبمرسوم سلطاني رقم 69/81 ما مهد لقيام سلطنة عُمان بترشيح هذه المواقع ذات القيمة الاستثنائية ليتم إدراجها في قائمة التراث العالمي مبينة أن هذا الحرص جاء أيضا للعمل على إثراء تراثنا الثقافي وتعريف العالم بأهميته الثقافية والسياحية.

Advertisement

التراث العالمي 2

وأوضحت : أن إدراج أي موقع على قائمة التراث العالمي يجعل الموقع يحظى بدعم واهتمام المجتمع الدولي ، كما يمكن الدول من الحصول على المساعدة في حماية تراثها وإصلاحه من خلال المساعدة المباشرة من قبل اليونسكو ، وأيضا الترويج سياحيا للموقع من قبل اليونسكو على مستوى العالم لاستقطاب أعداد كبيرة من السياح لزيارته.

وأضافت ابتسام المعمرية : أن المواقع العُمانية استوفت مبررات الترشيح من ناحية حفاظ الموقع على أصالته والإدارة والحماية المناسبة ، كما تم تقديم تحليل يشمل مقارنة للموقع مع مواقع أخرى من نفس النوع بالإضافة إلى معايير محددة في المادتين (2،1) من الاتفاقية والتي تضمن أن يكون الموقع ذا قيمة عالمية استثنائية ومحافظاً على شرطي الأصالة والسلامة.

وبينت أن هناك عدة معايير تحدد إدراج المواقع على قائمة التراث العالمي منها أن يكون المعلم ذو قيمة عالمية استثنائية بمعايير تتعلق بأن يمثل إحدى روائع العقل البشري المُبدع أو تتجلى فيه تأثيرات قوية جرت على امتداد الزمن أو داخل منطقة ثقافية فالعالم ، تتعلق بتطور الهندسة المعمارية أو التكنولوجيا أو الصروح الفنية أو تخطيط المدن أو تصميم المناظر الطبيعية.

وأن يكون المواقع شاهداً فريداً أو استثنائياً على تقليد ثقافي أو حضارة لا تزال حية أو مندثرة أو يمثل نموذجا بارز لمستوطنة بشرية تقليدية أو لأسلوب تقليدي لاستخدام الأراضي أو لاستغلال البحار ويمثل ثقافة معينة أو التفاعل بين الإنسان وبيئته.

ومن ضمن المعايير أيضا أن يكون الموقع مقترنا بشكل مباشر أو ملموس بأحداث أو تقاليد حية أو بمعتقدات أو بمصنفات أدبية أو فنية ذات أهمية عالية بارزة أو يضم مناطق ذات جمال طبيعي استثنائي وأهمية جمالية فائقة.

التراث العالمي 3

كذلك فإنه من ضمن المعايير التي تجعل الموقع استثنائيًا أن يعبر عن أمثلة فريدة لمختلف مراحل تاريخ الأرض كسجل الحياة على الأرض والعمليات الجيولوجية الهامة أو العمليات الأيكولوجية والبيولوجية وأن يشمل أهم المواطن الطبيعية وأكثرها دلالة لصون التنوع البيولوجي ، كالمواطن التي تحتوي على أجناس مهددة ذات قيمة عالمية استثنائية من وجهة نظر العلم أو المحافظة على الثروات.

من جانبه قال محسن بن مرتضى اللواتي أخصائي تراث بوزارة التراث والسياحة : إن موقع قلعة بهلاء بولاية بهلاء بمحافظة الداخلية يُعد أول المواقع التي تم إدراجها في القائمة وذلك في عام 1987 حيث يضم الموقع القلعة والواحة بما فيها أسواق تقليدية وحارات قديمة ومساجد أثرية داخل سور بهلاء.

ووقعت وزارة التراث والسياحة اتفاقية مع الشركة العُمانية الوطنية للتنمية السياحية (عُمران) تهدف إلى إدارة وتشغيل وتوظيف موقع قلعة بُهلاء.

كما يعزز الموقع الاستثمار في القطاع السياحي نظرا لما يتمتع به من جذب يتزايد بعد إدراجه في قائمة التراث العالمي خاصة وأن السوق يضم 186 محلا بلغ عدد المأهول منها 154 محلا كما تم ترميم 67 محلا من قبل وزارة التراث والسياحة.

كما وضعت الوزارة خطة دقيقة لترميم سور بهلاء والذي يمتد مساره على مسافة 12 كم كمشروع ترصد له موازنة سنوية للقيام بأعمال تدعيم وترميم الأجزاء المتضررة منه حيث انطلقت الأعمال كمرحلة أولى 2021م بطول اجمالي يصل إلى 729 متر على الواجهة الأمامية المطلة على الطريق الرابط بين مدينة نزوى وبهلاء؛ على أن تستكمل أعمال التدخل لتدعيم وترميم السور بشكل سنوي.

كذلك يجتذب الموقع العديد من الأنشطة الاقتصادية والتجارية مثل المقاهي والمعارض والتحف والهدايا والمنتجات المحلية وإصلاح الأجهزة الإلكترونية ويع المنتجات الحرفية وغيرها.

وأضاف محسن اللواتي : أنه تم إدراج مواقع بات والخطم والعين بولاية عبري بمحافظة الظاهرة في عام 1988 والذي يمثل نموذجا بارزا لمستوطنات الألف الثالث قبل الميلاد ويضم أكبر تجمع للأبراج والمقابر الأثرية المميزة لهذه الحقبة، وتعمل وزارة التراث والسياحة على إعداد خطة إدارة شاملة للموقع تراعي الجوانب التاريخية والأثرية والمعمارية.

كما تم الانتهاء من ترميم برج الخطم الأثري والانتهاء من الأعمال الكهربائية وإنارة البرج والمنطقة المحيطة به ويتم العمل على تصميم اللوحات التعريفية.

كذلك يتم العمل على مشروع استثماري يتمثل في انشاء مركز زوار بات الأثري في موقع قريب من الموقع الأثري يتضمن عددا من المرافق تشمل منطقة للصناعات الحرفية ومكاتب ومركز معلومات وآخر للوسائط المتعددة ومقاهي ومخازن.

وبين أيضا إنه في عام 2000م تم إدراج مواقع أرض اللبان على قائمة التراث العالمي والتي تقع في محافظة ظفار وتتمثل في 4 مواقع مترامية الأطراف (البليد ـ سمهرم ـ خور روي ـ وادي دوكة ـ الشصر) ويعتبر موقع البليد أهم وأكبر هذه المواقع الأثرية.

وتشتمل خطة إدارة الموقع على المعلومات والبيانات المتعلقة بالجوانب الأساسية كالجانب التاريخي والجانب الأثري والجانب المعماري والإطار القانوني والحدود والإحرامات، كما تم خلال العام 2022 طرح مزايدات لاستثمار المقاهي (البليد وسمهرم وأوبار) وإقامة الأنشطة الترفيهية (البليد وسمهرم) وتم التعاقد لاستثمار موقع وادي دوكة.

ووتعاقدت الوزارة مع مؤسسة ريجولي الإيطالية (2022-2021م) المتخصصة في أعمال الترميم والتدعيم للمواقع الأثرية، لتنفيذ أعمال ترميم الأجزاء التي المتضررة من جرّاء الأنواء المناخية وذلك في موقعي البليد وسمهرم، حيث اشتمل نطاق العمل المحافظة على أصالة هياكل المباني قدر الإمكان أثناء اعمال الترميم والتدعيم.

كذلك أشارت أثير بنت سليمان الحجرية إلى أنه في عام 2006 تم إدراج 5 أفلاج في قائمة التراث العالمي لمنظمة (اليونسكو)؛ اعترافًا بقيمتها الثقافية الاستثنائية ، وهذه الأفلاج هي : دارس ، والخطمين ، والملكي في محافظة الداخلية ، وفلج الميسر في محافظة جنوب الباطنة ، وفلج الجيلة في محافظة جنوب الشرقية.

وتم إدراج موقع مدينة قلهات الأثرية على قائمة التراث العالمي في عام 2018م حيث تحتفظ مدينة قلهات بكافة عناصرها على أرض مساحتها 35 هكتارا بالإضافة إلى مساحة مماثلة في البحر وتعتبر محمية طبيعية من جوانبها الثلاثة الغرب والشرق الذي يحيط به الجبال والبحر والشمال حيث يوجد خور قلهات والجنوب حيث توجد بقايا سور دفاعي ضخم يمتد من الشاطئ عبر محيط المدينة حتى أعلى السلسلة الجبلية.

وتم الانتهاء من ترميم ضريح بيبي مريم في 2021م ، وعملت الوزارة أيضا على ترميم أجزاء من المسجد الجامع في 2017 على أن تستكمل أعمال الترميم للمسجد في 2023م، كما تسعى الوزارة لتأهيل الموقع الأثري بممشى وبوابات ومنصات مشاهدة وإنشاء مركز زوار يتضمن صالات لعرض المقتنيات الأثرية ومكاتب ومركز معلومات وآخر للوسائط المتعددة ومقاهي ومخازن.

على أرض مساحتها 4700 متر مربع وبتكلفة تصل إلى مليون و200 ألف ريال عُماني.

وتتيح وزارة التراث والسياحة الفرص الاستثمارية للشركات الأهلية والشركات المتخصصة من فئة الشركات الصغيرة والمتوسطة ، حيث أن القيمة الإيجارية لمواقع التراث العالمي تكون زهيدة ومدد عقود الاستثمار لفترات زمنية طويلة قد تصل إلى عشرين عاماً ، مع سماح في سداد المستحقات الضريبية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى