آراء

الأوطان حينما تصبح ضحية أفكار مغلوطة

بقلم : وافي الجرادي

Advertisement

عندما تصبح شعوبنا وحياتنا كوابيس ، لترّهات تحول دون تقدمنا وتحظّرنا لمواكبة العصر والتطور في حياتنا والارتقاء بعيشنا ، فنحن واقعون في لبُ وصُلب العُقم الفكري.

للأسف لازال البعض يريد من أوطاننا أن تظل على وقع أفكار ورؤى سامجة ورجعية ، بينما العالم المتقدم والمتطور تتجدد أفكاره ومنهجياته ، ويوماً بعد آخر يُثبت لنا غزارة ونجاح مفكريه وعلماءه في خدمة الشعوب وتقدمها ، تماشياً مع تحولات وتغيرات العصر ، وفي شتى الجوانب ، إلا نحن نعود للوراء ونتخلف عاماً بعد آخر.

Advertisement

إن العقول التي هي محصور تفكيرها ومواقفها في اطار حسابات دينية ضيقة ، لا يمكنها أن تقدم نموذج خلاّق ومثالي لبناء دولة ما ، ولا يمكنها أن تخدم مجتمعاتها ، بل على العكس تسعى لتدميرها وتمزيقها بأفكارها وأسلوبها في الحياة ، كما أن هذه العقول تقف وراء تغلغل وتفشي النزاعات والصراعات وتمزيق المجتمعات والشعوب ، وهنا يمكن القول بأنها تقدم خدمات مجانية للقوى الامبريالية في توسيع نشاطاتها وهيمنتها على الدول والشعوب وعبر مسميات وجوانب مختلفة.

إن عالمنا اليوم (الدول التي تشهد صراعات) بحاجة إلى أن تتضمد جراحاته وتتطفى نيران صراعاته وأزماته ، وأن تجد المذهبية والطائفية المتفشّاه في خاصرة الأمة حلاً نهائيا ، وأن تهدأ كل الأصوات المروجة والناشرة لها في جسد الشعوب.

وأن تتعايش الشعوب والأمم سواسية دون تذمر أو تزلف فلا سبيل للأمن والرخاء والاستقرار والتقدم إلا في ظل مجتمع يحترم ذاته ، ويسعى جاهداً في مضمار النمو والتنمية ، وأن تُحترم القوانين والتشريعات ، ويعلو صوت الحق والعدالة والمساواة.

مؤسف جداً أن نرى فئة تطلق على نفسها بـــ “فئة المثقفين ” ولا زال أسلوبها ونهجها عقيم ، وتنظر للأمور من زوايا محصورة ، لا تخدم بتاتاً رُقي وتقدم مجتمعاتها ، بل تساهم في تعقيد مشاكله وتعود به الى الوراء ولعقود زمنية.

مؤسف أن نسمع ونقرأ ونُشاهد بأن بشراً يحصرون النهضة الزراعية بزراعة واد معين ، أو للنهضة الصناعية بصنع صاروخ أو قاذفة…. مؤسف جداً  أن نرى مجتمعاً ينظر للحاضر على أنه جهاد ويجب الاستمرار في الحرب والصراع وحتى يوم القيامة…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى