ثقافة وفن

السلطنة تحتفل بيوم المخطوط العربي

تشارك السلطنة الدول العربية اليوم الأحد الرابع من أبريل، الاحتفال بيوم المخطوط العربي الذي يُحتفى به هذا العام2021 تحت شعار “المخطوط في زمن الأوبئة”.

Advertisement

وتنظم اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم بالتنسيق مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، ندوة علمية عبر تقنية الاتصال المرئي يقدّمها أكاديميون وباحثون مختصون من السلطنة، بالإضافة إلى مداخلات حول الموضوع ذاته.

كما تنظم اللجنة أمسية حوارية (عن بُعد) من خلال برنامج (Microsoft Teams) حول “أوضاع التراث الوثائقي والفكري في سلطنة عمان والوطن العربي” يشارك فيها محمد بن عامر العيسري رئيس تحرير مجلة الذاكرة والدكتور فيصل الحفيان المدير السابق لمعهد المخطوطات التابع للـ ” ألكسو”، ويُدير الأمسية الدكتور محمد بن سعيد الحجري.

Advertisement

ويأتي الاحتفال بيوم المخطوط العربي “في إطار اهتمام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) بالتراث الفكري والمخطوط في الوطن العربي؛ لأجل إيلائه العناية اللازمة لاسيما في زمن الأوبئة، حيث إن العالم يشهد اليوم تحديًا غير مسبوق يتمثّل في انتشار فيروس كورونا “كوفيد 19″، مما ألقى بظلاله على جميع مناحي الحياة، وتتصدى جميع دوله لهذه الجائحة بشتى السُبُل المُتاحة، وفي هذا السياق، قامت المنظمات المعنية بالتربية والثقافة والعلوم وبالتعاون مع الدول الأعضاء لديها بتنفيذ استراتيجية شاملة لمعالجة هذه الأوضاع في كل المجالات ذات العلاقة بمجال عملها ومن بينها قطاع التراث الوثائقي”، وتأتي هذه الندوة كمشاركة من السلطنة في العناية بهذا النوع من التراث واستعراض التجارب المهمّة في صونه والحفاظ عليه.

وتتمثّل الأهداف المنشودة من هذه الندوة في إحياء هذه المناسبة من خلال تسليط الضوء على المخطوط وأهميته، واستعراض تجارب المؤسسات المختلفة في صون التراث الفكري والوثائقي في ظل جائحة كوفيد 19، وإبراز الجهود الوطنية في مجال المخطوطات في مختلف القطاعات الحكومية والأهلية.

وستتضمّن الندوة العلمية التي تُنظّم عن بُعد “التراث في زمن الأوبئة”، جلسة افتتاحية يلقي خلالها الدكتور محمود بن عبدالله العبري نائب أمينة اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم كلمة اللجنة، ثم يُدير الدكتور ناصر بن علي الندابي الجلسة الأولى للندوة التي سيتحدث فيها الدكتور فتحي الجرّاي من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “جهود الألكسو في المحافظة على التراث الثقافي خلال جائحة “كوفيد 19”.

وستتناول الورقة العلمية الثانية التي سيقدمها نايف بن سليمان الهنائي من مؤسسة عبر الخليج لتقنية المعلومات “دور منصة المقصورة في الحفاظ على المخطوط العربي في ظل جائحة كورونا”، كما سيقدم سيف بن مسلم المحروقي المكلف بفهرسة وتوصيف المخطوطات بهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية ورقة بعنوان “دور هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية في صون التراث الفكري، المخطوط”.

وفي الجلسة العلمية الثانية التي سيديرها الدكتور سليمان بن عمير المحذوري، سيتحدث محمد بن فائل الطارشي من وزارة الثقافة والرياضة والشباب في ورقة علمية حول جهود الوزارة في صون التراث الوثائقي والفكري خلال جائحة كورونا – كوفيد 19، فيما سيتحدث الدكتور حازم علي من كلية الشرق الأوسط عن “الإجراءات الاحترازية زمن الوباء في عهد السلطان فيصل بن تركي”، وستقدم زهراء بنت حسن اللواتية من المتحف الوطني ورقة في ختام الندوة عن “دور المتحف الوطني في صون التراث الثقافي خلال جائحة كورونا – كوفيد 19”.

ويُمثل المخطوط العماني رصيدًا معرفيًّا وعلميًا وحضاريًا، يدل دلالة واضحة على إسهامات العمانيين المهمّة في مضمار الحضارة العربية الإسلامية، وأهمها الحركة الثقافية والفكرية من علوم دينية وفقهية ودراسات لغوية وأدبية إلى جانب اهتماماتهم بالعلوم التاريخية والفلكية والملاحة البحرية، ويعدُّ العُمانيون من أوائل الشعوب الذين عرفوا التأليف الموسوعي.

وتعدُّ “دار المخطوطات” التابعة حاليًا لوزارة الثقافة والرياضة والشباب الجهة المسؤولة عن الحفاظ على هذا الإرث الثقافي للسلطنة من المخطوطات وجمعها وفهرستها وتصنيفها وتحقيقها وطباعتها ونشرها، حيث تحتضن الدار أكثر من خمسة آلاف مخطوط في مختلف العلوم تم جمعها من مختلف محافظات السلطنة، فيما يقدَّر عدد المخطوطات الموجودة لدى الأهالي والخزانات العامة في تلك المحافظات بحوالي /60000/ مخطوط.

وتمكنت الوزارة من طباعة ونشر أكثر من 300 عنوان في علوم التفسير، الفقه، اللغة، الأدب، التاريخ، الطب وعلم الفلك، بالإضافة إلى كتب تُرجمت إلى العربية من لغات أجنبية تناولت في مادتها مختلف الموضوعات عن السلطنة.

وسجّلت ذاكرة العالم بمنظمة اليونسكو في عام 2017 المخطوط العماني “معدن الأسرار في علم البحار” للنوخذة ناصر بن علي بن ناصر الخضوري، وهي من أهم المخطوطات العالمية في علم البحار.

ودشنت وزارة التراث والثقافة سابقًا في مايو من عام 2019 المنصة الإلكترونية الخاصة بمخطوطات الوزارة وإتاحتها رقميًا على موقع الوزارة الإلكتروني للباحثين والمختصين والمهتمين من مختلف دول العالم، حيث تمكنهم من الاطلاع على أول 10 صفحات من كل مخطوطة.

ومن أجل الوعي في الحفاظ على المخطوطات، قامت الدار بإقامة العديد من المعارض في الجامعات والكليات لتعريف الطلاب بأهمية المخطوطات وكيفية المحافظة عليها بالشكل الصحيح.

من جانبها قامت هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بدور بارز في الاهتمام بالمخطوط العماني والعناية به، من خلال تصوير وتعقيم وترميم مخطوطات المواطنين والمقيمين في السلطنة وفقًا لأعلى المعايير الفنية العالمية، التي بلغت (2275) مخطوطة رقمية ويجري العمل على إعداد فهرس خاص بهذه المجموعة، كذلك قامت باقتناء أصول المخطوطات التي تحوي على مضامين ذات أهمية علمية وتاريخية، وتملك الهيئة أكثر من 75 ألف مخطوطة حتى نهاية العام الماضي 2020 في مختلف العلوم، حيث عملت الهيئة منذ إنشائها على جمعها من الأرشيفات الدولية والمكتبات الخاصة داخل السلطنة وخارجها وترميمها والمحافظة عليها وتحويلها رقميًا.

ودشنت الهيئة يوم الأحد الماضي المعرض الافتراضي لمخطوطات الهيئة وإتاحتها رقميًا على موقعها الإلكتروني لجميع الباحثين والدارسين في مختلف دول العالم؛ تماشيًا مع توجه الحكومة في التحوُّل الرقمي، ويضم المعرض خمسًا وعشرين مخطوطة من المخطوطات النفيسة.

وتضم قاعة “عظمة الإسلام” بالمتحف الوطني بمسقط العديد من الكنوز التي تثري الزائر وتعرّفه بإسهامات العمانيين في العديد من مجالات العلوم، حيث تضم القاعة من بين المعروضات العديد من المصاحف العمانية المخطوطة التي أولاها النساخ والخطاطون العمانيون أهمية كبيرة، وتسابقوا في إتقانها وإبداعها وتتميّز بجمال الخط، وحسن تجليدها وزخرفتها وتذهيبها وعرض نماذج منتقاة لمخطوطات نادرة تبرز الإسهامات التي قدمها العلماء العُمانيون في علوم العقيدة الإسلامية، والعلوم الطبيعية وفروعها، والتي تشمل علوم الفلك، الأحياء، الكيمياء، الفيزياء، الطب، الرياضيات، علوم البحار، وعلوم اللغة العربية وآدابها.

كما تعرض قاعة التاريخ البحري بالمتحف العديد من المخطوطات في علم البحار ومن بينها يتم حاليًا عرض الأصل من مخطوط “كتاب الفوائد في معرفة علم البحر والقواعد” للملاح والربان العُماني الشهير شهاب الدين أحمد بن ماجد السعدي بخط يده والمعارة من مكتبة الأسد الوطنية بالجمهورية العربية السورية، ومخطوط “معدن الأسرار في علم البحار” للنوخذة ناصر بن علي بن ناصر الخضوري ومخطوطات أخرى نادرة.

وهناك العشرات من المتاحف والمكتبات الخاصة في محافظات السلطنة التي تولي عناية كبيرة بالمخطوطات وتحتفظ بها في شتى صنوف العلوم.

المصدر: العُمانية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى