رياضة عالمية

غزو ليبي للملاعب التونسية

لم يكن اللاعبون الليبيون يستقطبون اهتمام الأندية التونسية كما أن اللعب بالدوري الممتاز لم يكن يستهوي كثيرين منهم، ولكن منذ موسم 2018ـ 2019، ومع توقف نشاط الدوري الليبي بسبب توتر الأوضاع هناك، وجد العديد من لاعبي الكرة الليبية في الأندية التونسية الوجهة المثالية.

Advertisement

وشهد الموسم الماضي 2019ـ 2020 والموسم الحالي 2020ـ 2021 توافد أكثر من 20 لاعبا ليبيا بعد أن أثبتت التجربة نجاح عدد كبير من هؤلاء في الاندماج سريعا في أجواء الكرة التونسية.

وحفز عدم استقرار الساحة الرياضية الليبية واضطراب نشاط الدوري خلال الأعوام القليلة الماضية، جراء توتر الأوضاع الأمنية والاجتماعية، عددا كبيرا من اللاعبين الليبيين إلى البحث عن مكان في الدوري التونسي فيما كانت الفرصة سانحة للأندية للاستفادة من القوانين الجديدة التي تسمح بتسجيل عدد غير محدود من اللاعبين المغاربيين واعتبارهم عناصر محلية وليست أجنبية.

Advertisement

وشكل تهافت أندية الدرجة الأولى على نجوم الكرة الليبية محل جدل متواصل في الأوساط الكروية حول انعكاسات الظاهرة على الكرة التونسية وعلى مستوى اللاعبين الليبيين على حد سواء.

وبحسب أرقام غير رسمية ، ناهز عدد لاعبي كرة القدم الليبيين الذين احترفوا اللعب في تونس خلال المواسم الثلاثة الماضية 30  لاعبا فيما يوجد 12 لاعبا ينشطون بالدوري الممتاز خلال الموسم الحالي كثاني أكثر اللاعبين من بلد واحد حضورا بعد اللاعبين الجزائريين.

وشكل نجاح المهاجم حمدو الهوني في إثبات نفسه واحدا من صانعي ربيع الترجي التونسي في العامين الماضيين، مصدر إلهام لعدد آخر من اللاعبين للنسج على منواله في الأندية الكبيرة والمراهنة على الألقاب في تونس مثل النادي الصفاقسي والنجم الساحلي والاتحاد المنستير

وحقق الهوني، صانع ألعاب منتخب “فرسان المتوسط” مسيرة لافتة مع الترجي حيث قاده في مايو 2019 إلى التتويج بدوري أبطال أفريقيا والدوري التونسي كما جدد في 2020 العهد مع منصة التتويج بالدوري المحلي.

وفضلا عن ذلك، دخل الهوني التاريخ بقميص الترجي التونسي أثناء مشاركته في كأس العالم للأندية 2019 بعد أن أصبح هداف البطولة برصيد 3 أهداف وأصبح أول لاعب في تاريخ المسابقة يسجل “هاتريك” في مباراة واحدة وذلك في شباك نادي السد القطري بعد فوز الترجي (6ـ 2) في مباراة تحديد المركز الخامس.

ونسج كل من محمد المكاري والمعتصم صبو، لاعبي منتخب ليبيا، على منوال الهوني، حيث ساهما في سبتمبر الماضي في تتويج الاتحاد المنستيري بلقب كأس تونس للمرة الأولى في تاريخه.

وأشاد مدرب اتحاد تطاوين شكري الخطوي بالإمكانات الفنية لكل من الجورني والكوت معتبرا أنهما من خيرة اللاعبين الأجانب بفريقه وبالدوري التونسي بوجه عام.

وقال الخطوي : “يملك الاتحاد اثنين من أفضل اللاعبين الأجانب في الدوري، اللاعبون الليبيون يمتازون بمستوى فني لافت وتشابه المناخ والعادات واللغة بين تونس وليبيا ساهم في مزيد نجاح الأقدام الليبية وسهل اندماج عديد الأسماء الذين يخط بعضهم مسيرة لافتة في الدوري التونسي.”

ويرى الخطوي أن اللاعبين الليبيين وجدوا من جهتهم في تونس الوجهة المثالية لتفجير مواهبهم مستغلين القوانين المنظمة للدوري التونسي وذلك باعتبار اللاعب القادم من دول شمال إفريقيا محليا وليس أجنبيا.

يشار إلى أن الاتحاد التونسي لكرة القدم أقر في أواخر العام 2018 السماح للاعبين من المغرب ومصر والجزائر وليبيا وموريتانيا بالتعاقد مع الأندية التونسية بصفة لاعبين محليين، مما حفّز أندية الدوري الممتاز على الإقبال على ضم لاعبي شمال أفريقيا فيما أثار القانون الجديد حفيظة اللاعبين التونسيين الذين طالبوا أيضا بأن يعمم القانون على دوريات الجزائر والمغرب ومصر بالخصوص.

ولم يقتصر بروز اللاعبين الليبيين على الترجي التونسي والاتحاد المنستيري واتحاد تطاوين بل شمل أيضا النادي الصفاقسي الذي ضم هذا الموسم الدولي محمد صولة ولاعبي منتخب ليبيا للشباب أنس الشبلي وفرج غيضان.

ويعد صولة إحدى العلامات البارزة في تشكيلة الصفاقسي التونسي خلال الموسم الجاري حيث قاد فريقه لتحقيق نتائج لافتة في الدوري وسجل 3 أهداف حتى الآن كما قدم أربع تمريرات حاسمة.

وقال محمد صولة لوسائل إعلام تونسية أن اختياره اللعب في النادي الصفاقسي كان رغبة منه في إثراء مسيرته الكروية بالألقاب مؤكدا أنه يطمح لمزيد التألق وتقديم الإضافة المنتظرة منه خلال الموسم الجاري من الدوري التونسي.

بدوره تعاقد النجم الساحلي مع الدولي عبد الله داغو الذي ساهم في احتلال ناديه المركز الثاني بالدوري الممتاز فضلا عن التأهل لدور الستة عشر من كأس الكاف.

ويضم الأولمبي الباجي اللاعب يحيى سالم صولة فيما يلعب الليبي أحمد المقصي في صفوف الملعب التونسي الذي كان ضم الموسم الماضي ثلاثة ليبيين وهم إبراهيم المسراطي وأحمد العريبي وعلي معتوق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى