آراء

مصر قادمة .. وإسرائيل في مفترق الطُرق .. والعرب علي المحك

بقلم السفير : مدحت القاضي

Advertisement

حديث معظمه شائك – في موضوع مُعقد – حقائقه مٌعظمها غائبة أو مُغيبة:

[1] دعونا نستحضر أن “حسن نصر الله” رئيس ما يسمي بـ”حزب الله”، هو ليس أمير المقاومة بل هو نائب المرشد ومندوب إيران.

Advertisement
[2] كما وأن “حماس” تاريخها معروف ولا يجب أن ننساه.

[3] من حق العرب الذين نطالبهم بالتأييد وإتخاذ مواقف قوية ، أن يسألوا “حماس” ماذا كنتم تخططون من وراء هجمات 7 أكتوبر ، ومن وراءكم.

[4] وهذا لا يعني دفاع أو إستكانة أو قبول ، لما يعانيه الشعب الفلسطيني في غزة من أهوال وجرائم ، أو لتصرفات حكومة “نتانياهو” تجاه الحق الفلسطيني.

[5] لماذا لا نعترف أولاً أن عدم جاهزية الملف الفلسطيني وإستمرار الخلاف الفلسطيني/الفلسطيني ، هو أحد معوقات حل الدولتين!.

[6] كما وأن وقوع الأطراف الفلسطينية تحت نفوذ وسيطرة وتمويل بعض حكومات المنطقة يجعل أي حل سلمي بعيد المنال.

[7] (بحكم خبرتي ومعايشتي) فلسطينيو أهل الضفة ليسوا هم فلسطينيو قطاع غزة ، والسُلطة في واد آخر.

[8] ما قامت به “حماس” عام 2007 من إنقلاب دموي علي السلطة الفلسطينية ومهاجمة “فتح” وقتل عناصرها وإحكام السيطرة علي قطاع غزة ، أيضاً هو جريمة لم تحاسب عليها.

[9] ما قامت به “حماس” ضِد مصر وشعب مصر ، كان وسيظل عمل إرهابي وتخريبي ، و لا يجب أن يكون محل نسيان أو تناسي ، لمجرد أن “حماس” اليوم قتلت أو خطفت إسرائيليين.

[10] ولكن هذا لا يُصادر علي واجب التواصل الأمني والاستخباراتي ، سواء معها أو مع غيرها ، لأن الملف الأمني والاستخباراتي يضم كافة الأطراف ، الخصوم والأعداء قبل الأصدقاء.

[11] نعم ، أتعاطف وبشدة مع أهل غزة الذين يدفعون بأرواحهم ودماءهم ثمن ما تفعله “حماس” ، ولكني لا أثق ولا أتعاطف مع “حماس”.

[12] الجميع يهتم ويتحدث عن حرب غزة ، ولكن الأكثرية لا تعلم الحقائق ، فالحرب النفسية والدعاية وإخفاء الحقائق ، من الجانبين ، علي قدم وساق.

[13] ليس كافياً يا مصريين التصريح برفض تصريحات وسياسات تهجير أهل غزة، ولأننا طبعاً لن نقوم بمهاجمة أهل غزة فيما لو احتشدوا علي الحدود وقاموا بعبورها إلي داخلنا المصري.

[14] مطلوب الشروع في خطوات رادعة ، يُعمل لها حساب من كافة الأطراف ، وفق حسابات دقيقة ، وليس مجرد تصريحات نارية ، وبحيث تسمح لمصر بالتحكم الفعلي في الحدود وحشد قواتها ، لردع “نتانياهو” فيما لو خاطر بالاستمرار بما قد يتسبب في حدوث ذلك.

[15] وليكن معلوماً أن ما يتهدد مصر من مخاطر ، تتعلق بالتهجير القسري لأهل غزة إلي داخل سيناء؛ هو ليس في رأيي نهاية المطاف!، بل أن هنالك (في تقديري وحسب معلوماتي) مخاطر أُخري تتهدد مصر؛ ومنها البدء في إفتعال حوادث التعرض لسفن أميركية وإسرائيلية وبريطانية وغيرها في البحر الأحمر ومدخله الجنوبي بواسطة عناصر الحوثيين المدعومة إيرانياً ، وبما يجعل الملاحة في البحر الأحمر غير آمنة ، وبالتالي تتناقص أعداد السفن العابرة لقناة السويس ، وبما ينال من إقتصاديات مصر في الأساس ، وهو أيضاً ما ستتأثر به سلباً دولاً أُخري بخلاف مصر، منها إسرائيل!.

[16] نعم ، هنالك سيناريوهات مُتعددة ، مُختلفة ، متناقضة ، لوضعية قطاع غزة بعد توقف/إنتهاء العملية العسكرية لـ”نتانياهو”.

[17] وأطالب صانع القرار – سواء في مصر أو في دول المواجهة العربية والدول المعنية بالمنطقة – بتشكيل خلية أزمة موسعة ، تقوم بدراسة كل سيناريو علي حدة ، وتأثيرها ، وطرح سُبل وكيفية تفادي تلك المخاطر والسلبيات.

[18] علي أن يتم بالتوازي؛ وفي نفس الوقت (وكما تعلمت ومارست منذ 40 عاماً عبر حياتي المهنية كدبلوماسي مُحترف) تشكيل خلية أزمة ، موازية ، تضم فقط أصحاب الخبرات دون أصحاب المناصب ، لتصل إلي صانع القرار ودون وسيط.

[19] هل يتمخض عن هذه الأحداث أن تعود فٌرصة حل الدولتين ، كما يردد الحالمون! ، أم أنها ستكون كفيلة بدخولنا الي مرحلة جديدة مُغايرة ، تتمخض عن مُجرد دولة يجاورها كيانان ، قطاع غزة والضفة الغربية.

[20] حذار مَنْ مُجرد الاكتفاء بالإنخراط في جدلية توصيف أفعال الفصائل الفلسطينية ما بين مفهوم “المقاومة” و “الإرهاب”.

[21] ولنستدعي دوماً أن أفعال “نتانياهو” هي أيضاً إرهاب ، بل فاقت وتجاوزت الإرهاب ، وإزدادت وإزدانت لتصبح جرائم حرب ، قصف كنائس ومساجد ومستشفيات ، وجرائم ضِد الانسانية ، ومنع دخول مساعدات ، وحرب إبادة ، وتهجير ، و…

[22] ولكن بفضل هزلية منظومة مجلس الأمن بالأمم المُتحدة من جهة ، وإزدواجية المعايير من جهة ثانية ، وطُغيان القوة علي الحق من جهة ثالثة ، وضعف العرب وتناقض مصالحهم وبالتالي مواقفهم من جهة رابعة ، وتشتت الصف الفلسطيني من جهة خامسة ، … تظل أفعال “نتانياهو” مستمرة وتحظي بتأييد من دول كبري.

[23] وهو تأييد للأسف لا ينتقص منه ، بعض من انتقادات وملاحظات تلك الدول إلي “نتانياهو” فيما يتعلق بالأسلوب والتوقيت.

[24] أُحَذِر و أُنَبِه : طرفا الصراع في غزة ، والعالم كله ، ودولاً بعينها ، بفضل حرب غزة؛ سيدفع الثمن غالياً! ، وسيكون نادماً! ، ولكن بعد فوات الآوان.

[25] هل أنا في حاجة للتذكير بأن العرب كانوا سباقون في إظهار واجب المشاركة والتنديد بالإرهاب إذا ما وقع حدث ما في أي عاصمة أوروبية أو أمريكا.

[26] أبهذه السهولة تناسينا مسيرة باريس في 11 يناير 2015 والتي كانت بمثابة التظاهرة المناوئة للإرهاب والمتضامنة مع ضحايا الهجوم على صحيفة “شارلي إيبدو” الساخرة! ، والتي شارك بها وقتها ملوك وحُكام عرب (كرئيس السُلطة الفلسطينية محمود عباس ، وملك الأردن عبد الله الثاني وعقيلته) ، وتصدرها رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” ، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ، ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ، وممثلي 40 دولة من دول العالم ، للتنديد بضحايا العُنف والإرهاب.

[27] وأياً ما كان؛ مصر ينتظرها دورًا قادماً ، مستقبلياً ، يحمل الكثير من التأثير والمكانة؛ ومواجهات للتحديات والمخاطر ، ولا يحتمل أخطاء.

[28] وللحديث بقية…
مصر قادمة .. وإسرائيل في مفترق الطُرق .. والعرب علي المحك .. ولكن الأفضل أن يأتي ذلك خياراً وليس إجباراً

السفير/ مدحت القاضي

}عضو الهيئة الاستشارية لتحليل السياسات الإيرانية AFAIP – كبير مٌستشارين مركز القانون والعولمة CLG جامعة رينمين/بكين – عضو صفوة الخٌبراء المصريين للتنمية EEED – سفير مصر لدي سلطنة عٌمان سابقاً {.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى