د. محمد الندابي

متخصص علم نفس اجتماع
آراء

الأنا العليا .. والأنتولوجيا

بقلم : د. محمد بن صالح بن علي الندابي

Advertisement

نتواصل بحديثنا الذي بدأناه حول النفس الهو والنفس الأنا ، ولكن ما أهمية ذلك في واقع الحياة التي نعيشها أي كيف يخدم متطلباتي من الحياة .

سؤال وجيه !! أجل لأن الداخل النفسي هو القبطان أو الموجه الرئيسي لترجمة الواقع ، وستتضح الرؤية أكثر فأكثر حينما أسرد فيها مقال تلو المقال حول الصدامات الداخلية ، عندها ستكتشف أنها ساهمت إسهاماً كبيراً في رسم الحلول المنطقية للمعاناة التي يتكبدها الانسان بشكل يومي دون أن يعرف الأسباب الحقيقية لتلك المعاناة ، وماهو المطلوب لأجل خلق سعادة تملاء المحيط الذي نعيش فيه ؟.

Advertisement

وعلى ضوئه فإن حديثنا اليوم يأتي قبل أن نغوص عميقاً إلى كشف حقائق ما بعد التعرف على القضية الرئيسية والكشف عن الاصلاحات المطلوبة لنيل تلك السعادة التي ندفنها دون قصد أو نهمش ظهورها بلا معرفة ، حيث أن الأنا العليا هي الجانب المتطور ما بعد الأنا إذ أن الأنا تكرس غريزتها في إشباع ذواتها فإن الأنا العليا تتصف بأنها تكرس غريزتها في تلبية مصالح الآخرين ، وسميت الأنا العليا ذلك لأن مسألة إشباع الغرائز الذاتية يبقى هو الجرم السائد الذي يتملك قيادة هذه النفس ، وما يفرق بينها وبين الأنا هو حدة الذكاء حيث تعمل على إختيار المتكافلون حولها بعناية تامة وتعمل على علاج مشكلة قائمة في المجتمع إنما مدفون في داخلها مصلحة ذاتية ستظهر عيوبها عندما تبدأ صراعاتها مع أنا عليا أخرى لتتضارب المصالح بينهما .

أما الأنتولوجيا وتعني : العالم الخارجي المتطور ، فإن أصحاب هذه النفوس هم الفئة القليلة جداً ، وغالباً ما يتم التعتيم أو التكتم وتهميش قدراتهم العقلية الهائلة من قبل القابعة نفوسهم في الأنا العليا ، ذلك لأن المتصفون بالأنا العليا يخافون إنهيار مصالحهم الغريزية الشخصية ، إن من يمتلك صفة أنتلوجية هم من لديهم القدرة على إخراج المجتمع إلى حيز التنوير ، وهم من يقومون بدور الريادة الحقيقية لنهضة أي مجتمع علمياً ، وتكنولوجياً ، وصحياً ، واقتصادياً ، وحتى نشرح هذه القضية في المقال الجديد كي يفهم السائل بأهمية هذا الموضوع في الحياة العادية وحل المشاكل العصرية المستوطنة التي يعيشها المجتمع ، إلى ذلك الحين ألقاكم على خير.

د.محمد بن صالح بن علي الندابي

متخصص علم نفس اجتماع

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى