ثقافة وفن

تحت عنوان “جيل الرواد .. وتأثيرهم في الثقافة العربية” مركز أبوظبى للغة العربية ينظم ندوة على هامش معرض القاهرة الدولي للكتاب

القاهرة : هرمز نيوز

Advertisement

أشاد نقاد ومثقفون بالدور التنويري والثقافي ، للراحلين الدكتور جابر عصفور الناقد الأدبي الكبير ووزير الثقافة المصري الأسبق ، والناقد الأدبي الكبير الدكتور صلاح فضل رئيس مجمع اللغة العربية ، مؤكدين أنه كان لهما دورا كبيرا في الثقافة العربية ،  وإلقاء الضوء علي الأعمال الأدبية المصرية و العربية.

وأضافوا : “سيبقى اسم جابر عصفور وصلاح فضل طويلًا في ذاكرة النقد الأدبي ، وتاريخ الأدب بما قدَّماه ، حيث أنهما فتحا الباب أمام الاجتهاد والنظر العميق الجاد إلى النصوص فضلا عن دورهما في حماية الثقافة العربية”.

Advertisement

جاء ذلك خلال الندوة التي أقامها مركز أبوظبي للغة العربية ، خلال معرض القاهرة الدولي للكتاب 2023 ، بعنوان “جيل الرواد وتأثيرهم في الثقافة العربية.. تجربة جابر عصفور وصلاح فضل” بالاشتراك مع الصالون الثقافي العربي.. ، وشارك فيها المفكر السياسي المعروف الدكتور مصطفى الفقي ، والدكتور حسين هنداوي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية ، والدكتورة أماني فؤاد أستاذ النقد الأدبي الحديث بأكاديمية الفنون ، وأدارتها الإعلامية منى سالمان.

وقال الدكتور مصطفى الفقي : “أن الراحلين كانا حالة فريدة وخاصة في تاريخ النقد العربي المعاصر ، حيث يعتبران امتداد لعميد الأدب العربي طه حسين ، واشتركا في عدة صفات أهمها الأستاذية ، فالراحلين كان لهما دورا كبيرا في تخريج كوادر النقد الأدبي في مصر والعالم العربي ، كما كانا على إطلاع واسع وعميق بالمناهج والتيارات النقدية الحديثة ، فضلًا على الذوق الأدبي الرفيع الذي أصقل بممارسة القراءة والنصوص الإبداعية”.

وأضاف الفقي : “أن جابر عصفور وصلاح فضل مكملان لبعضهما ، فجابر كان مثقف نخبوي يهتم بالمنهج الفلسفي النقدي ، بينما صلاح فضل كان ناقداً شعبويا يهتم بتشريح الروايات والأعمال الأدبية. مضيفاً إن الراحلين هما اللذان ربطا المصريين بالثقافة العربية ، معربا عن تخوفه من عدم وجود من يكمل مشوارها في هذا المضمار”.

واختتم الفقي قائلاً : “فقدت ساحة النقد الأدبي العربي عمودين راسخين طالما قرأنا لهما وعنهما عبر السنين ، والجدير بالذكر أن كليهما كان شعلة تنوير بمفهوم ليبرالي عصري ونهج ديني معتدل ، فبشّرا بالحداثة في الفكر والأدب ، وأخضعا النص الأدبي لمقتضيات العصر ، ويكفي أن نتذكر أن صلاح فضل هو الذي صاغ وثائق الأزهر ، التي تمت برعاية إمامه الأكبر ، منذ سنوات. إنها جِياد أصيلة من أجيال رصينة”.

ومن جانبه أشار الدكتور حسين الهنداوي ، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية ، “إن الراحلين الكبيرين كان لهما دورا بارزا في تأصيل وترسيخ الهوية الثقافية العربية ، رغم انفتاحهما على الثقافات العالمية”.

وأضاف الهنداوي :”جابر عصفور من المؤمنين بالانفتاح الثقافي إلى أقصى مدى؛ رغم كونه مثقفاً تراثياً بامتياز. فالبدايات الأولى له أكاديميا كانت رسالتي الماجستير والدكتوراه ـ حيث كانت من داخل الحقل التراثي وهما (“الصورة الفنية في التراث النقدي والبلاغي” و “مفهوم الشعر : دراسة في التراث النقدي”).

مضيفاً : “أنه في نفس الوقت عندما تولى عصفور منصب “الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة” بمصر عام 1993 ، واستمر فيه حتى عام 2007 ، كان قادراً على التواصل مع كل أطياف الثقافة ، لا في مصر وحدها ، بل في العالم العربي كله.”

أما الدكتورة أماني فؤاد ، أستاذ النقد الأدبي الحديث بأكاديمية الفنون ، “فقد أكدت أن الراحلين كانا حراس بوابة النقد الأدبي والحركة التنويرية في مصر والعالم ولعلنا نذكر دورهما في تأسيس مجلة فصول ، التي قادت الحركة النقدية في مصر والوطن العربي.

وأضافت فؤاد : “جابر عصفور كان مدافعا عن الثقافة الليبرالية وخاض معارك حامية الوطيس في مواجهة الظلاميين والمتشددين ، بينما نجح صلاح فضل في تقديم أحدث الأفكار والنظريات الغربية ، نظرياً وتطبيقياً ، ليسهل على الباحثين استيعابها وفهمها. وقد كان الراحل منفتحا على الثقافة الغربية كلها ، وخاصة الإسبانية ، حيث حصل على الدكتوراه في مطلع حياته من جامعة مدريد ، فجمع بين الثقافة الغربية والثقافة العربية ، كأزهري النشأة ، ثم كأحد خريجي كلية دار العلوم ، هذا الخليط الذي قلما يتكرر بين الأصالة والحداثة.”

وفي نهاية الندوة أوصي المشاركون بضرورة تنظيم قمة ثقافية عربية لحماية الأجيال القادمة من التفكك والتشرذم ، مؤكدين أن التعليم والثقافة هما مصدر توحيد الشعوب وسر تقدمها.

هذا وتمثل مشاركة مركز أبوظبي للغة العربية ، تعزيزاً للشراكة المتميزة التي تجمع بين المركز ، ومعرض القاهرة الدولي للكتاب ، الذي يُعد أحد أكبر التظاهرات الثقافية على مستوى المنطقة ، ويستقطب ما يقرب من مليوني زائر سنوياً ، إلى جانب عدد ضخم من الناشرين والمتخصصين في صناعة النشر على الصعيدين الإقليمي والعالمي ، ما يسهم في نشر رسالة المركز والتعريف بها ، ويدعم تحقيق أهدافه وخططه الاستراتيجية المختلفة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى