سياحة

السياحة مستقبل عمان الزاهر

السياحة من القطاعات الواعدة التي تعول عليها السَلطَنة الكثير في تنويع مصادر الدخل وفقا للرؤية المستقبلية عمان 2040م ، خصوصا وعُمان تتمتَّع بقومات متعددة للجذب السياحي؛ بتوافر مزارات مُختلِفة تُبهِر الزائرين، كالأسواق، والمنازل القديمة، بالإضافة إلى العديد من الأماكن المُصنَّفة ضمن مواقع التراث العالميّ (اليونسكو)، ففي السلطنة يستطيع الزائر مُمارَسة رياضات الصَّيد، وركوب القوارب الشراعيّة، كما يُمكِن لمُحبِّي البيئة البرية مُشاهدة السلاحف النادرة، والدلافين، والسباحة معها.
وإذا كنت من هواة التجوال والطواف في المدن ، فإنّه يُمكِن للزائر الاستمتاع بارتياد المقاهي، والمطاعم، بالإضافة إلى زيارة دار الأوبرا السلطانية التي تُعتبَر الأولى في شبه الجزيرة العربيّة.
ومن أهم المقاصد السياحيّة في السَلطَنة الشواطئ البكر الساحرة ومنها شاطئ المغسيل الواقع في ولاية صلالة، برماله الناعمة الفضِّية، والتي يستطيع الزائر رؤيتها من كهف المرنيف؛ حيث ترتفِع نوافير الماء من أسفل الصخور، مُصدِرة صوت هدير مرتفعا يُمتِّع زُوّاره عند زيارته.
سهل أتين في محافظة ظفار بمدينة صلالة وهو من الأماكن الجميلة التي يرتادها الزوّار في فصل الخريف؛ للاسترخاء، والاستجمام؛ نظراً لأجوائه الجميلة، ومُروجه الخضراء الخلّابة، وأشجاره الرائعة، كما تُوجَد بالقُرب من سهل أتين عين جرزيز التي تُعتبَر مصدراً للثروة المائيّة في ظفار.
ولمحبي التسوق هناك الأسواق المتنوعة، منها هو قديم، ومنها ما هو حديث، ومن أهمّ الأسواق في سلطنة عُمان: سوق صحار التاريخيّ الذي تمّ ترميمه و الواقع في ولاية صحار، بمنطقة الحجرة، وتبلغُ مساحته 4575م2، ولهذا السوق أربع بوّابات، تقع البوّابة الأولى في الجهة الشماليّة، حيث تَربط السوق بالمباني القديمة، وتصِل نهايتها حتى الخور. تقع البوّابة الثانية في الجهة الجنوبيّة من السوق، وتمتدُّ حتى المسجد القديم، والبوّابة الثالثة في الجهة الشرقيّة، بمحاذاة الشارع البحريّ، بينما تقع البوّابة الرابعة في الجهة الغربيّة، وتُسمَّى (بوّابة الحجرة) ويحتوي السوق على البخور واللبان وكافة السلع والبضائع التراثية والحديثة.
ويُعتبَر سوق نزوى التراثيّ من أعرق الأسواق وأهمِّها في السلطنة ، وّهو سوق شامل، وكبير، وغنيّ بمُنتَجاته النباتيّة، والحيوانيّة والمنتجات التراثية من السعفيات والخوص وأنواع التمور والحلوى العمانية وصناعة المشغولات الفضية التراثية من الخنجرالعماني الأصيل ، حيث يَقصِده السكّان بكثافة يوم الجمعة بشكل كبير؛ بالإضافة إلى أهمِّيته في الفترة الواقعة بين عيد الفطر، والأضحى؛ نظراً للأسعار الرخيصة للماشية، والأغنام.
كما تتميَّز سلطنة عُمان بقلاعها، وحصونها الشامخة التي تدلّ على الأصالة والبعد التاريخيّ، ومن أهمِّ هذه القلاع والحصون:
حصن خصب الذي شُيِّده البرتغاليِّون، في القرن السابع عشر الميلادي، وهو حصن مُميَّز، ورائع؛ نظراً لمَوقِعه الساحر؛ إذ يُطِلّ على الجزء الشرقيّ من ولاية خصب ومازال يحتفظ بالأسوار والحصون القديمة.
وحصن مطرح الذي يقع في محافظة مسقط، ويعود تاريخ بنائه إلى القرن السادس عشر، وقد بُنِي على قِمّة هضبيّة تُطِلّ على الشاطئ، وله ثلاثة أبراج كبيرة دائريّة الشكل كانت تستخدم في الدفاع عن المدينة العتيقة.
وتتميز السلطنة بتوافر العيد من العيون والوديان التي تتنوُّع بيئتها الطبيعيّة، من أهمِّها وادي العربيين، الواقع في محافظة مسقط، و وادي قميراء، الواقع في محافظة الظاهرة، ووادي تنوف، الواقع في محافظة الداخليّة، ووادي طوي أعتير، الواقع في محافظة ظفار، فلج الخطمين، الواقع في محافظة الداخليّة، عين كور، الواقعة في محافظة ظفار، عين جرزير، الواقعة في محافظة ظفار، عين غرير، الواقعة في محافظة ظفار.
كما تمتاز سَلطَنة عُمان بتعدد متاحفها، ومواقعها الأثريّة التي تنتشر في مُختلَف المناطق فيها، ومن أهمّ هذه المواقع والمتاحف: مدينة البليد الأثريّة: الواقعة في محافظة ظفار، وهي من أبرز المعالم التاريخيّة الأثريّة في صلالة؛ فهي تحتوي على بقايا مساجد، ومبانٍ، وأرصفة، موانئ، بالإضافة إلى حصنها الشهير، وقد ازدهرت مدينة البليد في القرنين الثاني عشر، والسادس عشر الميلاديَّين، كما انّها اكتسبت رونقاً فريداً في العهد الإسلاميّ، وقد ظهر ذلك واضحاً في تصميم مسجدها القديم الذي يُعتبَر من أشهر المساجد القديمة في العالَم.
متحف أرض اللبان الواقع في مدينة صلالة، والذي يَبعدُ عن مركز المدينة مسافة 5كم تقريباً؛ وذلك لأنّه متحف يشمل الفترات الزمنيّة للسَلطَنة ومحافظاتها، حيث يتعرَّف الزائر على تراثها البحريّ، وموروثها التاريخيّ، من خلال نماذج، وشواهد أثريّة، موجودة في قاعات المتحف المُختلِفة.
ومن أهم المزارات التاريخية، ضريح النبيّ أيّوب، في ولاية صلالة،وضريح النبيّ عمران، في نفس الولاية،و دحقة النبي صالح في محافظة ظفار.
كما تنفرد السلطنة بتواجد مجموعة من الكهوف الطبيعية النادرة، من أهمها “كهف الهوته” في الجزء الجنوبي من سلسلة الجبل الأخضر وبالتحديد بالقرب من ولاية الحمراء بمحافظة الداخلية، ويبعد عن مسقط بحوالي الساعتين في الجزء الجنوبي من سلسلة الجبل الأخضر وبالتحديد بالقرب من ولاية الحمراء بمحافظة الداخلية، ويبعد عن نزوى نصف ساعة، وقد اكتشفه السكان المحليون منذ مئات السنين، ويعود سبب التسمية إلى قرية الهوتة التي يقع الكهف ضمن نطاقها.
يمتد الكهف لمسافة 5 كيلومترات تحت الأرض ، أما المسافة التي يمكن الدخول إليها هي 860 متراً تنتهي ببحيرة الكهف لعل الزائر لهذا الكهف مروراً بالمنطقة المحيطة يجد أكبر برهان على المقولة ” الكهوف هي النظائر تحت الأرضية لما نراه على سطح الأرض (من أو دية ومجار مائية)”، إذ أن لهذا الكهف فتحتين يدخل من إحداهما ماء الوادي المتحدر من أعلى الجبل وتسمى هذه الفتحة بـ (الهوتة )، أما الأخرى (الفلاح ) فيخرج الماء عبرها بعد توغله داخل أروقة الكهف ودهاليزه المتصلة.
وتقع بحيرة كهف الهوتة في نهاية الجزء الذي يمكن زيارته على الأقدام ويصل عمقها إلى 20 متراً إلا أن هناك أجزاء يصل عمقها لأكثر من ذلك، ويقال إن امتدادها يصل إلى وادي تنوف بولاية نزوى. تحتوي البحيرة على أنواع عديدة من الأسماك العمياء فبعضها تظهر بدون أعين ولكنها تملك شعيرات طويلة لتلتمس الطعام، وبعضها بعيون صغيرة جداً، كما يعيش في البحيرة نوع نادر من الأسماك العمياء الصغيرة ذات اللون الوردي الشفاف لدرجة يمكن معها رؤية الهيكل العظمي لتلك الأسماك الصغيرة.
ومن أجمل المزارات السياحية بالسلطنة الجبل الأخضر الواقع في ولاية نزوى، وهو يتميَّز بتنوُّعه الزراعيّ، من زهور، وأشجار اللوز، والجوز، والرمّان، وكذلك الخوخ، والمشمش، كما يشتهر بزراعة الورود التي لا تنمو في أيِّ منطقة في الخليج العربيّ إلّا في الجبل الأخضر، ويَصِل ارتفاع هذا الجبل إلى 3000 متر، وهو ذو مناخ مُعتدِل في الصيف، وبارد في الشتاء.
وهناك مهرجان صلالة السياحي  الذي يقام بصلالة  في فصل الخريف من 15 يوليو إلى 31 أغسطس، ويتوافد عليه الزائرون من السلطنة ودول الخليج والعالم لينعموا بالراحة والاستجمام في مدينة صلالة بعيونها المدهشة وشواطئها الخلاّبة ورمالها الذهبية، وثمار أشجار الموز والفافاي والنخيل والنارجيل الاستوائية التي تشبه جوز الهند.
صلالة تبدو في الخريق كحديقة طبيعية ذات مناظر ساحرة لشلالات المياه والبحيرات والجبال والكهوف، ووادي دربات الذي تنصب فيه الخيم العربية تحت أغصان أشجار صبّار يزيد عمرها عن 300 سنة وتعدّ من عجائب الأشجار في الجزيرة العربية، حيث يبلغ ارتفاعها 30 متراً، وعرضها 40 متراً، وتحيطها أحجار رائعة الجمال.
كما تزخر صلالة بالقلاع والحصون التي تحكي عراقة الماضي، وفيها العيون والشواطئ والخلجان الزاخرة بالرمال الذهبية اللامعة، وفيها الجبال الشاهقة والسهول والصحارى.

Advertisement

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى