فعاليات

جامعة مسقط تستضيف أعمال مؤتمر الاستدامة المالية للأسواق

بالتعاون مع أكاديمية الاستدامة المالية والمحاسبة والحوكمة

كتب : د. حيدر بن عبدالرضا اللواتي

Advertisement

انطلقت بجامعة مسقط برعاية معالي ناصر بن خميس الجشمي رئيس جهاز الضرائب مؤخراً أعمال المؤتمر الدولي بعنوان “الاستدامة المالية للأسواق والرؤية العالمية لصافي الانبعاثات الصفرية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا” ، وذلك بالتعاون مع أكاديمية الاستدامة المالية والمحاسبة والحوكمة ، والذي اسْتضافَته الجامعة لمدة يومين متتالين الثلاثاء والأربعاء 6 و7 من شهر مارس الحالي.  وشارك في أعمال المؤتمر عدداً من المسؤولين في وزارة المالية وهيئة سوق المال وأسياد ، ومجموعة من الخبراء الدوليين المختصين بجانب المسؤولين في الجامعات والمؤسسات والشركات العُمانية ، بالإضافة إلى الكوادر التعليمية والطلبة الدارسين في تلك التخصصات.

جامعة مسقط 2

Advertisement

وقد رحب الأستاذ محسن الهنائي مسؤول الادارة بجامعة مسقط في كلمته بالحاضرين مؤكداً التزام الجامعة بالعمل على الاستدامة المالية والعمل باستراتيجية واضحة في عملياتها اليومية وتعاونها مع المؤسسات التي تعمل في مجال الطاقة التقليدية والطاقة المتجددة.

جامعة مسقط 8

وقد إفتتح أعمال المؤتمر صاحب السمو السيد الدكتور أدهم بن تركي آل سعيد مساعد عميد الاقتصاد بجامعة السلطان قابوس بكلمة تحدث فيها عن أهمية الحياد الصفري وتمويل استدامة الأسواق المالية والرؤى العالمية لصافي الانبعاثات الصفرية في منطقة الشرق الاوسط وشمال أفريقيا ، بالاضافة إلى وضع السلطنة نحو الحياد الصفري ، والمخاطر والسياسات المناخية في البلاد بالاضافة إلى التمويل المستدام للمشاريع التي تهم هذا القطاع.

جامعة مسقط 5

وأوضح سموه أن السلطنة وخلال مئة عام مضت تعرضت إلى الكثير من الأعاصير والتأثيرات المناخية ، وما نتج عن ذلك من آثار سلبية على الحياة الاقتصادية والاجتماعية ، مشيراً أن ذلك أمر طبيعي في وجود أكثر من 3000 كيلو من الشواطىء على البحار المفتوحة. كما شهدت السلطنة ارتفاعا في درجات الحرارة خلال القرن الماضي بين درجة ودرجة ونصف ، وذلك خلال السنوات من 1901 إلى 2021 ، إلا أن الأعاصير التي شهدتها في السنوات الثلاثين الماضية كانت قوية وأكثرها كان إعصار “جونو” عام 2007 ، حيث نتج عنه خسائر بلغت حوالي 2 مليار ريال عُماني.

جامعة مسقط 9 1

ثم تحدث سموه عن السياسات المناحية في السلطنة مشيراً إلى أن الحكومة تعمل على الاستفادة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بجانب الطاقة الأحفورية. وقال بأن رؤية عُمان 2040 لأهداف التنمية المستدامة هي من أجل إيجاد نظم ايكولوجية فعالة ومتزنة ومرنة لحماية البيئة واستدامة مواردها الطبيعية دعماً للاقتصاد الوطني ، بالاضافة إلى إيجاد بيئة تضمن التوازن بين المتطلبات البيئية والاقتصادية والاجتماعية وفقا للمبادئ التوجيهية للتنمية المستدامة ، والاستفادة من الطاقة المتجددة ، والاقتصاد الدائري.

جامعة مسقط 4

كما تحدث عن توجهات السلطنة فيما يتعلق بالتكييف المناخي من خلال العمل بالاستراتيجية الوطنية للتكييف والتخفيف  من التغييرات المناخية 2020-2040 ، والتصديق على اتفاقية باريس للحد من انبعاثات غازات الدفينة وخفضها ، والاستثمار في الطاقة المتجددة والهيدروجين الاخضر ، والقيام بالحملات الوطنية لزراعة الاشجار والإستمرار في التنمية الحضرية والمهن المستدامة.

جامعة مسقط 3

كما تحدث سموه عن سياسة الحياد الصفري لعام 2050 في العالم من خلال تقليص 97 مليون طن من انبعاثات ثاني اكسيد الكربون ، و93% من خلال إزالة الكربون من بواعث الابنعاثات الرئيسية ، و7% من خلال استخدام التكنولوجيا ، مؤكدا أن هناك العديد من التحديات في مواجهة هذه القضايا تتمثل في قلة البيانات والمعرفة المحدودة ، وعدم كفاية الميزانيات الوطنية وضرورة بناء القدرات وتحسين الكفاءة ، وكيفية تمويل التكييف المناخي ، وعدم كفاية الأطر التنظيمية الوطنية بجانب محدودية التجارب والاساليب والادوات المستخدمة في هذا الاطار.

ثم تحدث سموه عن أساليب التمويل المستدام لهذه المشاريع سواء بالتمويل الأخضر في القطاع المصرفي أو التعاون الاقليمي في هذه المجالات ، مشيراً إلى أن وزارة المالية أطلقت في يناير 2024 إطار التمويل المستدام والحوكمة وسبل استغلال عائدات المشاريع المستدامة ، موضحاً أن مشروعا واحدا كانشاء سد الحماية يكلف السلطنة حوالي 200 مليون ريال عُماني أي بنسبة 20% من إجمالي الميزانية المخصصة للمشاريع الانمائية في البلاد ، الأمر الذي يتطلب توفير التمويل اللازم لتنفيذ هذه المشاريع وضرورة إيجاد التمويل المستدام للاستمرار في تلك المشاريع.

بعد ذلك انطلقت الحلقات النقاشية التي أدارها الدكتور حاتم الشنفري مساعد عميد الاقتصاد بجامعة السلطان قابوس ، وبمشاركة سعادة وكيل وزارة المالية والمسؤولين في هئية سوق المال ومجموعة الاسياد ، حيث تم خلالها الاجابة على أسئلة الحاضرين وخلاصة الامور المتعلقة بالقضايا المتعلقة في مجال الاستدامة المالية والمحاسبة والحكومة وتنويع مصادر الطاقة والحياد الصفري الكربوني ، وأفضل الوسائل والممارسات لتحقيق الاستدامة المالية في تقليل الانبعاثات الكربونية للوصول إلى الحياد الصفري. بعد ذلك واصل المشاركون الجلسات المتخصصة التي تناولت تلك القضايا المهمة في صفوف الجامعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى