قيامة الأنتولوجيا
بقلم : د. محمد بن صالح بن علي الندابي
إننا في خضم هذا الحديث الشيق والمقال الخامس من هذه السلسلة ، وحديثنا اليوم هو كيف تقوم قيامة الأنتولوجيا من ناحية العمل على إيقاظ أركان الصحة والمال والثقافة ، مع العلم بأننا سنأتي بالحديث عن الأمن الغذائي والسكني والبيئي والأمن القومي والاقتصاد الوطني ، ضمن هذه السلسلة.
إعلم أيها القارئ الكريم أن صحتك البدنية تنطلق شرارتها من عزيمتك الداخلية ، تلك العزيمة أنت من يطلق صافرة البداية لها ، أو بمعنى آخر أنت من يقص شريط الافتتاح لتنطلق أجهزة جسمك جميعاً إلى هدف محدد ، وهو نبذ كل الطفيليات التي تهاجم صحتك ، ألا تعلم بأنك مستشفى متنقل هكذا بصورة ذاتية في أعظم هندسة شفاء من صنع الخالق العظيم ؟ أنت لست بحاجة للطبيب ، فالطبيب هو أنت وتلك العزيمة التي تلقنها لنفسك وتغذي بها قناعاتك الداخلية حيث لا يمكن لأي مرض مهاجمة صحتك عندما تكون فلسفة القيادة لديك عالية الصمود وفي هذا التوجه ، هذا لمن أراد أن يكسر أسوار الضعف من الناحية الصحية فلا معتقدات هدامة ولا وساوس قاهرة ولا هزائم دعائية ، أي لا تسمح لأولئك الذين ينقلون أخبار الأمراض وشائعات الأوبئة بغزو هواجسك النفسية وإحداث قلق أو تصدع في عزيمتك ، أما من ناحية كسب المال فإنه يبدأ ثورته من منطلق الصحة الذي ذكرته لك آنفا ، تأكد بأن كسبك للمال تضمنه صحتك وقوتك البدنية وعزيمتك التي أشعلت فتيلها للتو ، عندها ستتلاشى الهزائم المالية إذ ستعلو سلم الرقي في العمل والذي يكسبك ليس قوت يومك فقط ، إنما دوافع معيشتك بيتك سيارتك زوجتك أبنائك ، ما عليك إلا أن توقظ عفريت عزيمتك الجبارة في إطلاق زر الصحة الذي ذكرته لك حتى تنطلق ورائه ثوراتك المالية ، أما حول الجانب الثقافي وتحقيق تطلعات ركب العالم المتحضر إذ عليك المضي في سباق العالم الخارجي لنيل مكتسبات تكنولوجيا العصر ، وكل ذلك أختصره في كلمة واحدة هي : إقرأ ، أجل عزيزي لا ثقافة بلا قراءة ، وأن التهاون في القراءة هو من يعيدك دوما للوراء صحياً ، ومالياً ، وعلمياً ، وحتى نفسيا ، والدليل أنك الآن تقرأ فأنت متقد هذه اللحظة بالحماس والفضول ، ولأجل أن تعرف المزيد ، وأن تضيف إلى سطور معلوماتك شيئا جديداً ربما أعمق مما عرفته الآن أو سيكون أحد منطلقات التطور لديك تابع هذه السلسلة من المقالات ، حتى ذلك الحين أراكم على خير.
د. محمد بن صالح بن علي الندابي
متخصص علم نفس اجتماع
