آراء

الإتفاق السعودي الإيراني .. نقطة تحول تاريخية

بقلم : وافي الجرادي

Advertisement

إن ما حدث من اتفاق سعودي ايراني وبرعاية صينية لإستئناف العلاقات بينهما لفاتحة خير للمنطقة ككل وليس للبلدين فحسب ، وحدث هام لطالما انتظرناه وشدّدنا على ضرورات وجوبه ، ايماناً بنتائجه وتداعياته على استقرار وأمن المنطقة ، لكون الرياض وطهران القوتين الاقليمتين الأبرز في المنطقة ، وتقفان خلف ما يحدث من صراعات وأزمات في سوريا والعراق واليمن ولبنان ، ولديهما من الوكلاء والحلفاء ما جعل من المنطقة على صفيح ساخن ، وتحديداً منذ انقطاع العلاقات السعودية الايرانية في العام 2016م.

جاء الاعلان عن الاتفاق من خلال بيان مشترك بين المملكه العربية السعودية والجمهورية الاسلامية الايرانية والصين يوم الجمعة الماضية الموافق ال10 من مارس 2023م ، وتضمّن الموافقة على استئناف العلاقات الدبلوماسية واعاده فتح سفارتيهما وممثلياتهما وخلال مدة أقصاها شهرين ، الى جانب تفعيل اتفاقيه التعاون الأمني بينهما ، والتي جرى توقيعها قبل 22 عاماً اي في 2001 ، والاتفاقية العامة للتعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والعلوم والثقافة والتقنية والشباب والرياضة والموقعة بتاريخ 27/5/1998.

Advertisement

ولقد افرز الاتفاق من الرؤى والمواقف الاقليمية والدولية ما يدعُنا للقول بأن العالم العربي والاسلامي أجمع رحّب وأيّد الاتفاق ورأى فيه مخرجاً مُلحّاً للمنطقة من براثن الفوضى والصراعات الطائفية والمذهبية ، والعداء الذي لم ولن يخدم سوى أعداء اُمتنا ، واللذين فور الاعلان عن الاتفاق أبدو الخيبات ومشاعر غضبهم ويأسهم من بقاء مخططاتهم وطموحاتهم تجري في المنطقة.

وبالنظر الى ردود الأفعال الصهيونية فقد وصف زعيم المعارضة الاسرائيلية “يائير لبيد” إعادة العلاقات بين السعودية وايران بأنّها فشل ذريع وخطير للسياسة الخارجية الإسرائيلية ، واعتبر رئيس حكومة الاحتلال السابق نفتالي بينيت إن إستئناف العلاقات السعودية الايرانية يُشكل ضربة قاضية لجهود بناء تحالف إقليمي ضد ايران.

ومن ردود أفعال المسؤولين في الكيان الصهيوني يتبين لنا حقيقة استثمار الكيان للخلافات السعودية الايرانية في تنفيذ أجنداتها الرامية لنشر الفوضى والخراب في المنطقة ، واشعال نيران الحروب والفتن في أوساطنا؛  حيث لا يستطيع العدو أن يأمن ويستقر ويتمدد في المنطقة ، وأن يستبيح المقدسات والدم الفلسطيني دون ان يُشغل العرب والمسلمين ببعضهم البعض وما تهاوى الكثير من الأنظمة للتطبيع معه إلا نتاج الخلافات البيّنية بين الرياض وطهران واستفحال شرارة الصراعات العربية العربية ليرى البعض من الأنظمة ومع الأسف اسرائيل ليس العدو الألدّ رغم بشاعته وجرائمه ونازيته بحق الشعب الفلسطيني وبحق العرب كل العرب والمسلمين قاطبة.

وبالعوده الى الاتفاق فإنه أتى كمتطلب مهم وأساسي لتحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة ، وبه سيتم ترميم كل الفجوات وتذليل الصعوبات ، وتتلاشى كل الأخطار والمخاطر الضاربة في عمق وجسد عالمنا العربي والذي ونتيجةً  للصراعات بين ابناءه وتراجع تماسكه ووحدته بات اليوم بحاجة الى مثل هكذا اتفاقات تلملم شتاته ، وتنهي تشرذمه وانقسامه.

وإننا لنرى فيه خير توجه ، وأثمر ما فعله الأشقاء السعوديين والايرانيين ، وسيعم خيره كافه أرجاء المنطقة بحولٍ من الله وقدرته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى