قراءة في كتاب

الفصل الثالث .. الجنية القصة ضمن المجموعة القصصية “جريمة على شاطى العشاق”

بقلم : د. فايل المطاعني

Advertisement

الفصل الثالث بعنوان (عبد القيوم)

بيني وبين الصمت محبة من سنين

Advertisement

وأخاف أخون الصمت لا من تكلمت

بعض الحكي يوجع ، ولو كان حرفين

وش ينفعك لا من حكاية وتندمت

جريمة على شاطئ العشاق 2

انتهى الفصل الثاني من قصة “الجنية” بالحيرة التي يعيشها الأب وبدأ الفصل الثالث :

( الوالد ) أراد  أن  يريح رأسه ، من وجعنا ، وبعد الناس أكلوا وجهه ، كيف تخلي أطفال لحالهم ، ومانع أمهم عنهم.

وهنا الوالد فكر ماذا  يعمل ولمعت الفكرة برأسه

أتي  بعامل أسيوي ، اسمه ( عبدالقيوم ) أتي به الى البيت ،  وكان ينام معنا بنفس الغرفة ، ويطبخ لنا ، ويغسل ملابسنا ، يعني نفس عاملة المنزل  ولكن  رجل.

ولكنه كان حنون أكثر من والدي  ، وبعض الأحيان أقول له  (أبي).

سقطت دموعي. أسفة! ، يا إلهي لقد غرقت الأوراق التي أكتب عليها وأصبح لونها أسود !

أصبح المطر الأسود يتدفق في كل اتجاه ولا أستطيع أن أوقفه ، لقد فتحت باب الذكريات ، وكيف لي أن أوقف الألم ؟!

وكيف  أُغلق ذكرياتي

وحنيني و ألمي….

وأنا  أتذكر (عبدالقيوم)

الذي بلغني خبر وفاته قبل أيام قلائل ، وبعد أن جفت دموعها قالت :

(الحمدلله على كل حال) هكذا استقبلت خبر موت أبيها (عبد القيوم)

وأضافت(ريم) قائلة : (عبدالقيوم) كان أبي الحقيقي الذي رباني ، وأخذ الدور الذي يفترض أن يأخذه (والدي) ، دام أنه منع والدتي عنا ، ولكن الرجال ،  يا ويلي منهم!!!

كيف أنسي بابا  (عبدالقيوم) وحنيته علينا ، مرة استقيظت أختي الصغري من النوم فزعه خائفة ، تبكي. فنهض رحمه الله و سخن لها الحليب ، وجلست على ركبته إلى أن نامت ،  كان  حنون جداً  ، الله يرحمه ويغفر له ويدخله الجنة.

حين  كبرت وأصبح عمري تسع من  السنوات كان  (عبدالقيوم) يرفض ينام معنا قائلاً لي : أنت الآن كبيرة ، وأصبح  ينام بالغرفة المجاورة ، في هذه السن المبكرة تدربت على أمور الحياة ، فصرت أهتم بأخواني

جنية في نظر المجتمع! وأم وأب وأخت في نفس الوقت!!

فهل أحد يستطيع أن يتحمل كل هذا في سن التاسعة؟

فتح الوالد بقالة ، فأخذ (عبدالقيوم) معه ، فصار شغل البيت كله علي ، من طبخ ونظافة منزل ، وتربية إخواني ، حتي وصلت إلى الاعدادية أو السابع في المناهج الآن   ، وقرر الوالد أن يتزوج رحمة  بي على حسب قوله.

قرر الوالد أن يتزوج وسافر لاختيار زوجته ، أما أمي المسكينة فهي تسمع أخبارنا من الناس ، ونحن أيضا نسمع أخبارها من الناس.

بعدما تزوج الوالد ، أصبحت  (الأمور طيبة) ، فزوجته كانت حنونة جداً معنا ؛ لأن الوالد قال لها بأن أمي ميتة

وكانت تقوم بأمور البيت  عني وتحثني على المذاكرة.  وكانت تقولي ، اهتمي بدراستك ، فهي مستقبلك ، ولن ينفعك إلا دراستك.

ولكن بعد إنجابها  اختلف الوضع مائة وثمانون درجة!!

تركت إبنتها عندي وبعده ابنها لكي اعتني بهم!!

بينما هي صارت تهتم بنفسها ، ومن محل الى محل ، تتمشي بالأسواق!!

وسكتت (الجنية) فجأة

ثم قالت (الحمدلله على كل حال).

يتبع ،،،،،

د.فايل المطاعني 2

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى