قراءة في كتاب

الفصل الأخير .. قصة الجِنيه

بقلم : د. فايل المطاعني

Advertisement

لم أصف نفسي ذات يوم ولكن الآن سوف أصف نفسي ليعلم الجميع أنني لست جِنيه  ، وابتسمت ريم وهي تمسك بمرآة صغيرة وتقول : هل الجِنيات بجمالي!  وتركت المرآة وقالت : أنا اتمتع بقوام جميل ، ورشاقة  تحسدني  عليها نعوم كامبل ، بالإضافة إلى عينان ناعمتان وشعر طويل يحاكي سواد  الليل وبشرة بيضاء مشربة بحمرة ، وشفتان صغيرتان وحواجب مقرونة. ثم قالت بغضب : ورغم ذلك الرجال يروا فيني إبنة للجن ، الذين نسوها أهلها ، في ليلة مغاربية مغبره هرباً من أقدراهم.

تصدقوا أنني صدقت ، أنني إبنة لهم ، و انتظرت أبائي يأتوا  بليلة مغاربية أخري ، وأيضا مغبرة ،  ويرحلوا بي إلى عالمهم ، نعم هيا خذوني فلقد كرهت عالم الأنس.

Advertisement

بعدها بسنة ، تزوجت رجل مرة أخري ، وهذه المرة كانت المشكلة في أخاه وليست والدته ، فهو يغار من أخيه ويحاول أن يقلده في كل شي ، والمصيبة يذهب الى زوجته يقول لها ، افعلي كما تفعل زوجة أخي ، فهي جميلة ومطيعة ، وتسمع كلامه !

فكان  يقارن زوجته بي ، ونحن نعيش مع بعض فى  بيت واحد  لضيق ذات اليد كالعادة مع أي زوج يتزوجني  ، وكأن ضيق ذات اليد لا تريد أن تغادرني أبد ، فأصبحت محط حقد وغيرة زوجته.

فأنا أحس بأنفاسها تنفث نار الغيرة ، انظروا أنني أراها من نافذة غرفتي وهي تنظر اللى وبحقد دفين  غيرة النساء ، فالنساء لهن أساليبهم في الحقد أساليب لا تخاطر على بال الرجال ، فالرجل عندما يغار يمنع زوجته أو حبيبته من زيارة مكان معين ، أو تتحدث إلى شخص معين ، يعني أشياء تستطيع المرأة بدهائها السيطرة عليها ،ولكن المرأة عندما تغار من امرأة تكيد لها والدليل ما فعلته زليخه مع صديقاتها عندما سخرن من حبها لسيدنا يوسف أنها المرأة أيها الرجال. وهذه الغيرة التي تحدث نتيجة المقارنات ودائماً الفتاة الجميلة تخسر الرهان ، لا تصدقوا المسلسلات بأن  الفتاة الجميلة تكون محبوبة.

مرت سنة على زواجنا وجاءت الفرحة المنتظرة  فرحة حملي بولدي محمد وفرحة تخرجي  ، يوم تخرجي من الجامعة.لحظة لم أخبركم أنني حامل وأنني  واصلت تعليمي والتحقت بالجامعة رغم  الظروف القاسية  ، لا تؤخذوني من طغيان الحزن على مراحل حياتي نسيت لحظات الفرح القليلة ، أنا أعتذر منكم أيها الأحبة ، وقالت ريم ضاحكة :  أحببت أن استعجل الأحداث لكي أفسح مجال للتحدث عن  أحداث جميلة في حياة الجنية المهم  كنت لحظتها ، اقصد لحظة تخرجي  أكلم زوجي فرحة بتخرجي ، وبعد أن أغلق الهاتف ، تبادل مع أخيه بعض الكلمات تحولت إلى خلاف بينهما ، زوجي مريض  بالقلب ، فلم يتحمل كلمات أخيه ، فسقط  ميت.

مات زوجي ليلة تخرجي هذا ملخص حياتي ، بين طلاق زوج وموت زوج  ، والحمدلله على كل حال.

بعد أن كبروا إخواني  وتوظف أغلبهم ، أخذوا أمي تعيش معهم ، وهذه أقل هدية نهديها لأمنا الصابرة  تلك المرأة المسكينة ، ولكن البنات ، وأنا منهم ، جلسنا مع الوالد ، وبعد ولادتي لابني محمد رفضت زوجة أبي المكوث معها في البيت ، فذهبت مع أمي ، وجلسنا في بيتي الذي ورثته من المرحوم زوجي ، لأن أخيه اتهم بالتسبب في وفاته فتنازل عن البيت لي ولابني.

والآن بعد أن انتهت حكايتي

لحظة

الجنيه الفصل الأخير 2

انتهت حكايتي بس حلمي لم ينتهي بعد!  أنا الآن في الخامسة والثلاثون من العمر ، انتظر الوظيفة ، وسوف أبدا تحقيق حلمي ، والبحث عن سعادة ، وان شاء الله  انتقل إلى عالم فيه مرح وحب للحياة ، وهناك خيط من الأمل قد تسلل إلى قلبي ، حب جديد لرجل أتمني أن يكون فعلاً سندي وسند لابني في هذه الحياة  لعل وعسى يكون عهد جديد وصلح مع الحياة .. تستحقها  الجنية  بعد عناء أيها الاحبة حافظوا على أمانيكم فهناك رب كريم سوف يحققها. وعيشو حياتكم مثلما أردتموها ، حتى ولو كنتم ممسوسين ، من الجن .. فأنتم تستحقون الحياة

أختكم الجنية … ريم صالح

القصة ضمن المجموعة  القصصية “جريمة على شاطى العشاق” ، وهو  كتاب يحتوي على مجموعة من القصص ، للكاتب فايل المطاعني المعروف “بالحكواتي” ، ومنه على سبيل المثال قصة “الجنية” ، والتي أهداها الكاتب إصداره بعد أن علم بخبر موتها قبل طباعة الكتاب بأسبوعين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى