حوارات

الكاتبة السعودية “آسيا البلادي” في حوار خاص لـ “هرمز نيوز” ورسالتها إلى نصف المجتمع بين الواقع والمفروض

هرمز نيوز  : زهير بن جمعه الغزال

Advertisement

في حوار خاص لجريدة هرمز نيوز يطيب لنا أن نلتقي بمبدعة خليجية لها بصمة وأثر من خلال اسهاماتها في الكتابة ، وتجربتها في المقال الصحفي ، والبرامج التليفزيونية ، وموضوعات ثقافية أخرى ، كان هذا الحوار مع الكاتبة “آسيا البلادي”.

حوار 2

Advertisement

س1 من هي آسيا بنت علي البلادي أين ومتى كان مسقط رأسك؟ وأين تلقيتي تعليمك؟

آسيا علي البلادي من مواليد ١٥ محرم لعام ١٤٠١هجري في الأحساء في منطقة الهفوف وتلقيت تعليمي في الابتدائية الرابعة عشر والمتوسطة الحادية عشر والثانوية الثانية بالهفوف، ومن نافذة هرمز نيوز أوجه شكري العميق لمن كانو سببا في دخولي المدرسة بعد الله سبحانه وتعالى، حيث كان الرفض هو السمة السائدة  في تلك المرحلة ، فأصر والداي على تسجيلي في المدرسة بدون علم جدي رحمة الله عليه وذلك بتسجيلي بالمدرسة القريبة من بيت خالتي حيث هي تولت الاهتمام بي ورعايتي لسنوات طويلة، ولولا الله ثم موقف والدي ووالدتي وخالتي لما تمكنت من التعلم إلا في سن متأخرة فلهم مني كل الشكر والتقدير والامتنان.

حوار 3

س2 البداية لكل مؤلف مع أثر ومؤثر فمن كان وجه البداية والدليل الذي قادك للكتابة وكيف كانت هذه البداية؟

منذ أن كنت في المرحلة الابتدائية أحببت المشاركة في الأعمال الاجتماعية والأنشطة المدرسية، وكنت أهتم بالبحث عن المواضيع المختلفة والمتنوعة للمشاركة في الطابور الصباحي، وبعد زواجي شجعني زوجي على الاستمرار في هوايتي ووقف بجانبي وساندني وهو الذي أصر علي أن أبدأ بالكتابة والتأليف؛ فكان هو الدليل الذي قادني لأسلك هذا الطريق، خصوصا عندما رأى دقتي وبراعتي في تدقيق ومراجعة مجموعة من كتبه التي قام بتأليفها.

س3 عرفناك من خلال مواطن عدة حديثنا عنها وما الذي تطمحي إليه والهدف الذي ستصلين إليه بإذن الله؟

من توفيقات الله تعالى أن هيأ لي أسباب الانتساب والانضمام لمجموعة النورس الثقافية لأستفيد من إفاضاتها وخدماتها للمجتمع بشكل عام وللمرأة بشكل خاص بقيادة وإدارة الدكتور الفاضل عبد الله البطيان والذي أوجه له الشكر والتقدير على جهوده المباركة ونشاطاته في المجموعة والتي تعنى وتهتم بتنمية الروح الثقافية والأدبية والفكرية في المجتمع وقد ركزت على إبراز الخدمات النسوية وسلطت الضوء على الإبداعات الثقافية والمعرفية والفكرية لنساء الأحساء بسبب التغييب والتعتيم على أدوارهن الفاعلة في المجتمع.

وأهم النتائج لهذا الارتباط أنني قمت بنشر مجموعة من المقالات من خلالها بعنوان تجاربي في التربية والمشاركة في إضاءة ٤ وجلسة استضافة لكتاب رسالة نصف المجتمع، وما أطمح إليه من خلال هذه المجموعة العمل على إصدار كتب جديدة وبرامج ثقافية واجتماعية متنوعة.

س 4 كيف كانت تجربة مشاركتك ضمن فرسان وفارسات الموسوعة العربية “إضاءة” وهل ستشاركين في النسخة الجديدة؟ وتنصحي المبدعات بذلك؟

كان لي شرف المشاركة في الموسوعة العربية إضاءة في نسختها الرابعة قبل عدة سنوات، ضمن مجموعة متميزة ومتألقة من مبدعات ومبدعين، بمجوعة مقالات تحت عناوين: “نفحات ورحمات ، زاوية الانتظار ، شغف اللقاء ، كن شكوراً”.

وكانت تجربة فريدة جدا دخلت ولله الحمد من خلالها إلى العالم العربي، وأطمح وأسعى لأن أكون ضمن المشاركات في الأعداد القادمة، ونصيحتي للمبدعات ولكل من تجد في نفسها الرغبة في عرض نتاجها الأدبي والثقافي أن تشارك في هذه الموسوعة بنسخها الجديدة فستجد نعم العون والسند من مجموعة النورس فهي حاضنة الإبداع والتميز للمبدعات والمبدعين كذلك.

س5 لكل مبدع مساحة يفضلها ماهي منطقتك المفضلة وأين تجدي نفسك كونك مؤلفة ؟

أجد ذلك في كل عمل أتشرف به في خدمة أبناء جلدتي ومجتمعي ووطني، محطة الارتياح أجدها عندما أقوم بمهامي وأعمالي سواء تجاه نفسي أو تجاه أسرتي أو تجاه مجتمعي وأنويها قربة لله تعالى وأنشغل بالأذكار اليومية والاستغفار حيث يقول الله تبارك وتعالى في سورة الرعد الآية: ٢٨ (ألا بذكر الله تطمئن القلوب).

كما أجد نفسي في الأحساء التي احتضنتني وترعرعت على أرضها وأظلتني بسمائها وأكلت من خيراتها، فلا بد أن أرد لأهلها الجميل، فأقدم ما أتمكن باسمها وأساهم في أن أضع بصمة واضحة مع نساء مجتمعي القائدات والمبدعات لكي نبرز دور المرأة الأحسائية ونثبت للعالم بأن الأحساء مدينة خلاقة مبدعة ومن ضمن التراث العالمي لليونسكو ومنطقة جاذبة للسياح والمبدعين، وهي تزخر وتفتخر بنساء مبدعات من كاتبات وباحثات ومفكرات وأديبات يشار لهن بالبنان من شتى بقاع العالم وعلينا جميعاً مسؤولية السعي في إبرازها وتطورها أكثر وأكثر.

س6 كيف تجدين حركة المرأة الخليجية بشكل عام والمرأة السعودية بشكل خاص في وقتنا الحاضر وهل هناك تطلع يواكب رؤية المملكة ٢٠٣٠م؟

حركة المرأة الخليجية والمرأة السعودية اليوم في تطور مستمر ومتواصل ودؤوب وقد تخطت وتجاوزت العديد والكثير من العقبات والحواجز بكل جدارة؛ استطاعت أن تغير الصورة النمطية السائدة السابقة وتعكس الصورة الحقيقية التي أرادها الدين الإسلامي؛ فهي بتمسكها بمبادئها وحجابها دخلت أغلب الميادين الاجتماعية والصناعية والتجارية والثقافية والأدبية وكل ذلك لم يثنها عن التمسك بأسرتها وقيامها بدورها ومسؤولياتها تجاه عائلتها وأبنائها وهي تقوم بهذه الأدوار مجتمعة على أكمل وجه وأحسن صورة، وهذا التطلع يواكب رؤية المملكة ٢٠٣٠م حيث أن حكومتنا الرشيدة بقيادة مليكنا المفدى وولي عهده الأمين حفظهما الله ورعاهما أولو المرأة كل الاهتمام وهذه الرؤية هيأت السبل وفتحت الأبواب وشجعت المرأة السعودية بشكل خاص على أن تكون رائدة في مجالات العمل المتنوعة والمختلفة وأنا بدوري أدعم هذه الرؤيا الطموحة وسأقدم ما يمكنني للمشاركة في تحقيقها في المستقبل.

س7 ما هو آخر نتاجك الأدبي ؟ وهل توجد إصدارات جديدة ؟

تمكنت ولله الحمد من إخراج كتابي الأول : رسالة نصف المجتمع بين الواقع والمفروض، بالإضافة إلى المشاركة في كتاب إضاءة (٤ ) بمجموعة من المقالات والتي هي من إصدارات مجموعة النورس الثفافية.

وتوجد لي مجموعة من المقاطع الثقافية أنشرها من خلال صفحاتي على وسائل التواصل الاجتماعي الانستغرام والسناب شات، هذه المقاطع الثقافية وصلت حاليا ما يقارب ٨٠ مقطعا وأتمنى أن أجد الفرصة والوقت لأجمعها في كتاب وأتمنى أن تتحقق هذه الأمنية في المستقبل القريب إن شاء الله تعالى.

س 8 وجدناك مؤخرًا في فعالية ثقافية في أحد المقاهي تحت عنوان المرأة نصف المجتمع ، ماهي رسالتك حينها؟ وهل تؤيدين ارتياد المقاهي؟ من كان جمهورك الحاضر حينها؟.

نعم كان لي الشرف باستضافتي في هذه الفعالية بالتعاون مع الوكيل الأدبي وقائد مجموعة النورس الثقافية الدكتور عبد الله البطيان وبالتعاون مع الشريك الأدبي ؛ حيث كانت رسالتي حينها التأكيد على أهمية إبراز دور المرأة الأحسائية الثقافي والفكري وعرضت تجربتي الشخصية والتي أعتبرها ناجحة ولله الحمد لتشجيع النساء المترددات على التوكل على الله والبدء بتحقيق أهدافهن وطموحاتهم ، وأن يبرزن عطائهن وإبداعاتهن للمجتمع مع الحفاظ على الثوابت الدينية و الهوية الثقافية المجتمعية.

نعم أشجع على ارتياد المقاهي بشرط أن يصاحب هذا الارتياد نشاط فيه فائدة ومنفعة لنكون قد غذينا الجسد وأتبعنا ذلك بغذاء الروح والعقل.

أما بالنسبة لجمهوري فكان منهم حضورياً جمع غفير نساء ورجال وهم من أهلي وأبناء جلدتي والمهتمين بالجانب الثقافي وبالإضافة عن بعد تابع الفعالية الكثير من المهتمين بالجانب الثقافي والفكري من داخل المملكة العربية السعودية وخارجها من الخليج والوطن العربي ومن خلال هرمز نيوز أشد على أيدي الشباب وأشجعهم للانخراط في مثل هذه المجموعات والمراكز الثقافية التي تأخذ بأيديهم وتسعى لتحقيق طموحاتهم، وأدعو المجتمع السعودي والخليجي لدعم هكذا مؤسسات وغيرها من المؤسسات الثقافية مادياً ومعنوياً ومن مختلف الجهات.

س9 هل لازالت المرأة تستطيع قيادة أسرة ومجتمع كما كانت الأمهات سابقاً؟

نعم ولله الحمد أنا رزقني الله بثمان أبناء أربع بنات وأربعة أولاد، ومع ذلك بتوفيق الله استطعت التوفيق بين إدارتي لأسرتي والقيام بواجباتي ومهامي تجاه زوجي وأولادي وبيتي وبين قيامي بمسؤولياتي تجاه مجتمعي، وسر هذا النجاح يكمن في أولا:  تعاون زوجي وإيمانه بأهمية القيام بدوري في المجتمع وتشجيعه لي وثانيا:  تنظيم الوقت ووضع جدول يومي للمهام والمسؤوليات ، وثالثا: توزيع المهام والأدوار والمسؤوليات بين أفراد الأسرة فالأبناء أيضا عليهم مهام ومسؤوليات يتحملونها، وهم وزوجي شركاء معي في النجاح فكلنا نعمل كخلية نحل بلا كلل أو تعب ، بالتعاون استطعت أن أحقق النجاح في جميع الأصعدة والمجالات التي أعمل بها.

س10/ كما تعلمين بأن العولمة فتحت الباب للكثير من عوامل تغيير المجتمع فهل تري تدويل تجربة المرأة السعودية ؟

سؤالكم جميل جداً ومهم في الوقت ذاته نعم نحن نحتاج ذلك وعلى المرأة أن تؤمن بنفسها وبقدراتها وبالقدرات الكامنة فيها وأن تنقلها دولياً فقد ضربت المرأة السعودية بشكل خاص والخليجية بشكل عام أروع الأمثلة للمرأة المبدعة المتألقة في تربيتها لأبنائها في حفاظها على قيمها الدينية في إبداعها بعملها ووظيفتها وفي دورها الاجتماعي وعلى المرأة أن لا تنتظر من يظهرها للعلن وللعالم بل هي تؤمن بقدراتها أولاً وتسعى لأن تنشر رسالتها عالمياً لتعطي صورة ناصعة مشرفة عن المرأة.

س11 كلمة أخيرة للقراء على أمل لقائك في مبادرات متنوعة تقدم صورة تليق بك وبمجتمعك؟

أقول للقراء الأعزاء: لا تنظر للشخص من حيث جنسه رجل هو أو امرأة بل انظر له كفرد من أفراد المجتمع وانظر إلى فكره ومنطقه وعلمه.

وأقول للمرأة لا تنتظري ردة فعل الآخرين ولكن كوني مؤمنة بأنك قادرة على تحقيق أهدافك وأن تصلي إلى طموحاتك وتثبتي جدارتك والأبواب كلها مفتوحة لك. فتوكلي على الله وابدئي فمن توكل على الله فهو حسبه.

وأختم بالشكر الجزيل لجريدة هرمز نيوز الرائدة لإتاحة الفرصة لي ولحسن الاستضافة ولكم جزيل الشكر والتقدير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى