حوارات

في لقاء نادر مع “حفيد إمبراطور النمسا” .. هذه هي أسباب انهيار الإمبراطورية النمساوية -المجرية!

جموند – النمسا : وكالة “إيريس ميديا”

Advertisement

حفيد امبراطور النمسا الراحل هو ، الأرشيدوق أندرياس هو ابن الأرشيدوق هوبير سالفاتور والأميرة روزماري من قلعة أنهولت ، فيستفاليا ، بألمانيا.

يتحدث في لقاء نادر جدا ، مع وكالة” آيريس ميديا ” الإعلامية في قلعة ورثها عن والده في مدينة ” جموند ” على الحدود النمساوية – التشيكية.

Advertisement

حوار 2

يحكي الدكتور جمال المجايدة ، بمجرد اقترابي من القلعة ، وجدت القلعة تحيط بها  الأشجار من كل جانب ، أشجار لها تاريخ وتماثيل تروي حكايات وجدوال ماء تنساب مابين حدود البلدين التي يفصلها جدار خشبي لايزيد ارتفاعه على المتر الواحد.

وبمجرد دخولي رحب بي الأرشيدوق ، بصوته الهادئ الملئ بالعاطفة والحنين للذكريات الملكية أيام كانت عائلته ” هابسبورج ” تحكم النمسا والمجر واصطحبني الى داخل القلعة حيث يسكن وحيداً منذ سنوات.

في داخل هذه القلعة ، تعلق صور الامبراطور المؤسس جوزيف والأباطرة والأميرات والآمراء ، وكلها لوحات زيتية أصلية رسمها فناني عصر النهضة وتقدر قيمة تلك اللوحات بعشرات ملايين الدولارات في الوقت الحاضر.

ويقتني اندرياس في قلعته التي تضم أيضا كنسية مزينة بلوحات وتماثيل أصلية ، والعديد من الأوسمة والنياشين ، والتذكارات الملكية والرسائل المتبادلة بين ملوك الأسرة والهدايا والسجاد والقطع الأثرية الثمينة ، لدرجة أنني ظنت نفسي أتجول في متحف تاريخي وليس في مكان سكني.

يقول الأرشيدوق ” أندرياس سلفادور هابسبورج لورينجين ” سليل أسرة هابسبورج الإمبراطورية ، ونحن نتجول داخل القلعة ، أن عدد أفراد الأسرة لا يتجاوز الـ 250 الآن يتوزعون – بلاسلطات أو مناصب أو ألقاب ملكية – في كل من النمسا والمجر وألمانيا وأسبانيا.

وذكر أن أسرة هابسبورج التي حكمت الإمبراطورية النمساوية المجرية لمدة أربعة قرون لم تنقرض لكن أعضائها هم الآن مواطنين عاديين يعيشون في ممتلكاتهم الخاصة التي ورثوها عن أجدادهم.

وأن لديه ولدين وبنت ، الولدان يعملان في فيينا في مجال التكنولوجيا وابنته تدرس الموسيقى في أسبانيا في حين أن زوجته هجرته وذهبت للعيش في العاصمة النمساوية بمفردها.

بعدها توجهنا الى الحديقة التابعة للقلعة ، وهي بصراحة غاية في الروعة والجمال تتوسطها تماثيل للامبراطورة جدته وتمثال آخر لوالدته ، وقدم لنا شرحا عن تاريخ الحديقة الذي يعود إلى أكثر من 500 عام والتي تبرع بها لصالح الدولة لكي تصبح حديقة عامة يرتادها الناس للتنزه ، حيث تتوسطها بحيرة تحيط بها الزهور من كل صوب!

حوار 3

بعد تلك الجولة توجهنا إلى مطعم مجاور يطل على جبال وأودية خضراء تناولنا طعام الغذاء المكون من أطباق نمساوية أصيلة ، وهي عبارة عن ” شنايتسل الدجاج مع البطاطا ” ومشروبات من الفاكهة المحلية ، ورحت أتأمل في المكان والزمان على وقع حديث الذكريات مع الأرشيدوق الذي تجاوز عمره ال 80 عاماً ولازال يعمل ويمارس المشي ويحب الحياة!

يقول اندرياس “وُلدت في قلعة بيرسنبيوغ. إقامة والدي آخر إمبراطور للنمسا وفي عمر 16 عاماً سافرت مع بعض أفراد أسرتي إلى أسبانيا في ظل كنف الأسرة الملكية في مدريد وأقمت في اسبانيا لمدة 55 عاما قبل أن أعود للنمسا.

لكنه حاصل على الجنسية الأسبانية وتعلم في أسبانيا وعمل فيها ولاينسى الفضل للعائلة الملكية الأسبانية التي احتضنته في أصعب الظروف عقب انهيار الإمبراطورية النمساوية.

يروي لنا الأرشيدوق اندرياس “في مفاوضات عام 1919 بين جمهورية النمسا المنتخبة والعائلة الإمبراطورية والملكية ، اختار الأرشيدوق هوبرت سالفاتور ابن الأرشيدوق ماري فاليري ، ابنة الإمبراطور فرانز جوزيف ، وليس فقط الإمبراطور الشهير إليزابيث المعروف باسم سيسي ، البقاء في المجر. في أرض أجداده”.

لكنه يتأثر كثيراً عن الحديث عن أسباب انهيار الإمبراطورية النمساوية المجرية وتفككها في ألمانيا بعد الحرب العالمية  الاولى ، ويقول أن من اهداف الحرب تفكيك الإمبراطورية التي كانت الأقوى في أوروبا ، وإقامة أنظمة جمهورية برلمانية منتخبة في الدول التي انتصرت في الحرب.

سألته عما اذا كان لديه أفراد من عائلته على قيد الحياة قال ” يوجد حاليا نحو 250 من أعضاء أسرة هابسبورج منتشرين في النمسا وألمانيا والمجر، لكن التواصل فيما بيننا ضعيف لاعتبارات سياسية فرضتها علينا الدول الأوروبية”.

وعن حياته قال : في السابعة عشر من عمره التحق بالجامعة في أسبانيا حيث أنهى دراسته الأكاديمية لتبدأ حياته المهنية في مدريد بإسبانيا في مجال البنوك ومعهد الصناعة الوطنية ، ووزارة الزراعة وقطاع المياه القارية.

حضر تدريبًا في الاستزراع المائي في المياه العذبة في أوبورن ، ألاباما ، الولايات المتحدة الأمريكية.وهو عضو ميثاق في الرابطة الدولية لعلم الأستاكولوجيا (IAA) التي تأسست في باتون روج ، لويزيانا ، الولايات المتحدة الأمريكية.

انضم إلى مؤسسة ماريا نوبريجا Ampla النشطة في فلورنسا بإيطاليا. كما أسس المعهد الدولي للمعرفة التقليدية بالنمسا (ITKI). على هذا النحو فهو متخصص في “حصاد المطر” وتخزين المياه التي تسقط على الأرض. بالتعاون مع اليونسكو و IPOGEA ، نظم ITKI ندوة حول “تراث المناظر الطبيعية للبرك”.

ولمدة 35 عامًا ، قاد الأرشيدوق أندرياس النظام الدولي للقديس هوبرت في جميع أنحاء العالم وأسس ، من بين آخرين ، الفرع في أسبانيا ورومانيا.

أما عن أسباب تفكك الإمبراطورية قال : يوم 28 حزيران 1914 تم اغتيال فرانز فرديناند ، ولي عهد الامبراطورية النمساوية ، مع زوجته صوفي، قتلا على يد القومي الصربي غافريلو برينسيب. هذه الحادثة ، التي وقعت على “الجسر اللاتيني في العاصمة البوسنية سراييفو، كانت السبب المباشر في اندلاع الحرب الكبرى ودخول العالم عصرا جديدا.

بعد شهر من اغتيال ولي العهد النمساوي، أعلنت الإمبراطورية النمساوية المجرية، الحرب على مملكة صربيا ، (28 تموز/ يوليو 1914)، واستغلت الإمبراطورية الألمانية هذه الفرصة وأعلنت الحرب على نظيرتها الروسية. وفي نفس الوقت أعلنت فرنسا ، التي لم تكن طرفا ، الحرب على بلجيكا ، وقامت المملكة المتحدة بغزو ألمانيا في 4 آب/ أغسطس 1914 ، بينما أعلنت إيطاليا موقف الحياد.

وكانت النتيجة الأبرز للحرب العالمية الأولى ، انهيار أربع إمبراطوريات (النمساوية المجرية والروسية والعثمانية والألمانية) ، حيث انفصلت المجر عن النمسا ، وتأسست تشيكوسلوفاكيا وصربيا و كرواتيا وسلوفينيا ، وتأسست الجمهورية التركية نتيجة انهيار الإمبراطورية العثمانية ، وفقدت ألمانيا العديد من مستعمراتها، التي كانت تسيطر عليها قبل بدء الحرب.

واستمر النزاع أكثر من أربع سنوات وامتد إلى جميع مناطق العالم. وفي نهايته كانت أوروبا منهكة ، إذ سقط عشرة ملايين قتيل وعشرون مليون جريح من المقاتلين، وملايين المدنيين الذين قتلتهم المعارك أو الجوع أو الأمراض أو الاضطرابات الدامية التي بقيت تهز أوروبا من بولندا إلى تركيا مرورا بروسيا والمجر حتى 1923.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى