آراء

من يقود غرفة التجارة في المرحلة المقبلة ؟

بقلم : عيسى المسعودي

Advertisement

بدأ العد التنازلي لانتخابات غرفة تجارة وصناعة عُمان للفترة المقبلة ، بعد أن أعلنت اللجنة المنظمة لهذه الانتخابات ، عن الموعد المحدد لهذا الحدث المهم ، والذي سيكون أصحاب الأعمال وشركات ومؤسسات القطاع الخاص في ترقب للأسماء المترشحة الأخيرة ، لهذا الاستحقاق الهام في تاريخ غرفة التجارة ، وماذا ستسفر عنه هذه الانتخابات الجديدة ، خاصة وأن الجميع يُدرك المسؤولية والأهمية التي تحظى بها الغرفة لمجتمع رجال الأعمال والشركات وأيضاً للحكومة.

فغرفة التجارة واجهة استثمارية وشريك استراتيجي للحكومة في العديد من الملفات والقضايا الاقتصادية ، وفي اللجان المشتركة ، وفي إعداد القوانين المختصة بقطاع العمل والعمال ، وتنمية وتطوير القطاع الخاص ، وتفعيل دور الغرفة كشريك حقيقي لجهود الحكومة في العديد من القضايا الاستراتيجية.

Advertisement

ولقد كتبت مقال في هذا الخصوص في شهر سبتمبر الماضي يتحدث حول أهمية هذه الانتخابات ودور غرفة التجارة ، وتطلعات الجميع للمستقبل وكيفية الاستعداد للمرحلة المقبلة ، والتي تبدأ بالاختيار الأمثل للمرشحين ولرئيس غرفة التجارة القادم ،  الذي يجب أن يتمتع بمواصفات خاصة وضرورية ، لكي يستطيع من قيادة مجلس الإدارة ، لتحقيق النتائج الايجابية وتحقيق تطلعات القطاع الخاص ورواد الأعمال ،  وبأن تسترجع الغرفة مكانتها كشريك فعال ، لتعزيز الجهود في العديد من القضايا الاستراتيجية ، مثل المشاركة في انجاح خطط التنويع الاقتصادي ، وايجاد حلول لموضوع الباحثين عن عمل ، وتطوير الجوانب الاقتصادية في المحافظات ، حيث يفترض أن تكون غرفة التجارة صوت لرجال الأعمال ، ولرواد ورائدات الأعمال ، وللمؤسسات والشركات ، وممثل للسلطنة في المحافل الاقتصادية الاقليمية والدولية.

ومن هنا تكمن أهمية غرفة تجارة وصناعة عُمان بل أكثر من ذلك بكثير ، ولقد تحدثنا خلال الفترة الفائتة ، عن أمور ومواضيع عديدة تتعلق بغرفة التجارة ،  وذلك لأهميتها من وجهة نظرنا ، حيث أننا نتابع دور الغرف التجارية في المنطقة الخليجية ، وعلى مستوى الدول العربية ، ونجد أنها تلعب أدواراً كبيرة ومهمة في تنمية وتطوير المؤسسات والشركات ، وحلقة وصل مهمة وضرورية مع المؤسسات الحكومية ، في كثير من القضايا الرئيسية ، ولذلك نريد أن تكون غرفة تجارة وصناعة عُمان على هذا المستوى من الأهمية ، وأن يكون لها هذا الدور وأكبر ، خاصة أن (رؤية عُمان 2040) تعتمد وبشكل كبير على دور القطاع الخاص في تحقيق العديد من الأهداف الرئيسية لمتطلبات الرؤية.

ومن هنا ينبع أيضا أهمية وجود أعضاء وشخصيات في مجلس ادارة الغرفة قادرة على تحمل المسؤولية ، وتواكب المرحلة المقبلة ، ولديها الخبرة في قطاع الأعمال ،  ولديها القدرة والامكانيات الشخصية والعملية والعلمية ،  لبذل الجهد والعطاء ،  لتقوية دور غرفة التجارة ، وتمثيل السلطنة خير تمثيل خلال المرحلة المقبلة.

ولتحقيق ذلك فإن الانتخابات القادمة من خلال متابعتي أعتقد أنها ستشهد تنافساً كبيراً بين المترشحين ، ليس فقط في محافظة مسقط وانما في مختلف المحافظات ،  لاختيار الأفضل وذلك بعد المعايير والشروط الجديدة التي تم تحديدها ، وأتمنى شخصياً أن نشهد مترشحين قويين وذوي مستوى عال في قطاع الأعمال ، فالمطلوب اختيار شخصيات على مستوى ، قادرة على مواصلة تحقيق النجاحات والانجازات ،  وتعيد لغرفة التجارة بريقها وقوتها كمؤسسة لها صوتها ومكانتها على كافة المستويات.

فمن خلال هذه الترشيحات سيتم ترشيح رئيس الغرفة القادم والنواب وأعضاء المكتب التنفيذي ، وبالتالي من الضروري اختيار الشخصيات المناسبة القادرة على تحمل المسؤولية ، فرئيس الغرفة يجب أن يكون له مواصفات خاصة ،  ولقد ذكرناها في مقالات سابقة ، كما ذكر البعض ، منهم على سبيل المثال لا الحصر ، الأستاذ خليل الخنجي رئيس غرفة تجارة وصناعة عُمان السابق في احدى مقالاته حول دور غرفة التجارة ، ومن وجهة نظري أن رئيس الغرفة يجب أن يكون لدية الخبرة في عالم التجارة والأعمال ولديه مؤسسات ناجحة يديرها بنفسه ، بمعنى يكون رجل أعمال حقيقياً وناجحاً ، حتى تكون لديه الصورة واضحة عن قطاع الأعمال ، ومايدور في هذا القطاع من تحديات ومتطلبات ورؤية مستقبلية ، لتفعيل هذا الدور المفقود للأسف حالياً ، وحتى يتمكن من قيادة الغرفة وتحمل المسؤولية في كثير من القضايا الرئيسية ، التي تنفذ حالياً عن طريق المؤسسات الحكومية.

كذلك من المواصفات المطلوبة أن يكون الرئيس القادم على مستوى علمي ممتاز ويُجيد الحديث بأكثر من لغة ، فهذا النوع من المناصب العليا تتطلب هذا المستوى التعليمي ، خاصة في الاجتماعات والفعاليات الكبرى  ، كما يجب أن تكون لرئيس الغرفة المنتخب رؤية وفكر للتطوير والعمل كفريق واحد ، وأن يكون لديه برنامج انتخابي واضح وشامل ومحدد ، فالدور المقبل يحتاج إلى المزيد من العمل المشترك والجهد ، خاصة في مجال تطوير دور وعمل فروع الغرفة في المحافظات ، فهي تحتاج إلى الاهتمام الفعلي ، خاصة بعد اكتمال البنية الأساسية في هذه المحافظات مع إيمان وقناعة الرئيس القادم بأهمية التفويض وعدم المركزية في اتخاذ القرار.

وهذا يعني أن يؤمن الرئيس القادم بأهمية اعطاء الصلاحيات لفروع الغرفة ، لتقوم بدورها في تطوير الجوانب الاقتصادية بمختلف المحافظات ، كذلك على الرئيس القادم لغرفة التجارة أن يكون قادراً على كسب ثقة رجال الأعمال والمؤسسات والشركات ، وأيضا قادر على كسب ثقة الحكومة كشخصية مسؤولة فاعلة وقادرة على أن تلعب دوراً كبيراً ومهماً في المرحلة المقبلة ، فكما قلنا رئيس الغرفة ليس شخصية عادية ، فهي بحكم هذا المنصب شخصية لها مكانتها ، وتمثل البلد.

وبالتالي على الجمعية العمومية ، وبعد ذلك على أعضاء مجلس ادارة الغرفة الذين سيفوزون في الانتخابات ، دور ومسؤولية كبيرة في اختيار الرئيس القادم ،  وأيضا النواب وأعضاء المكتب التنفيذي ، فكلها مناصب ومراكز مهمة يجب اختيارها بشكل صحيح ودقيق ، وبأسلوب علمي بعيداً عن المجاملات والتكتلات ، فهي أمانة ومسؤولية ستكون ملقاة على أعضاء مجلس ادارة غرفة التجارة والصناعة بعد اختيارهم وفوزهم في الانتخابات ، وعليهم تحملها بكل شفافية ووضوح.

وهناك بلاشك مواصفات عديدة يجب أن تكون لدى المترشح لمجلس ادارة غرفة تجارة وصناعة عُمان ، ولمنصب رئيس الغرفة بعض منها ذكرناها في هذا المقال ، والبعض ذكرناه في مقالات سابقة ، ولدرجة أنها اصبحت معروفة للجميع ، ولكن لامانع من التأكيد عليها.

لذلك من المهم في المرحلة المقبلة أن يتحمل الجميع المسؤولية في الاختيار الصحيح ، والابتعاد عن المجاملات والاختيار بواقعية وفق معطيات وقدرات الذين سوف يترشحون في هذه الانتخابات ، مع الحرص على وضع المصلحة العامة فوق كل اعتبار ، حتى تخرج لنا هذه الانتخابات بشخصيات مهمة وقوية ، قادرة على قيادة مجلس الادارة والمشاركة في تنمية وتطوير القطاع الخاص ، وتحقيق الشراكة الفعلية والحقيقية مع الحكومة ، لما فيه مصلحة الجمعية العمومية للغرفة ، ومصلحة الوطن بشكل عام.

المصدر : الشبيبة

انتخابات غرفة التجارة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى