آراء

[قراءة تحليلية/تقديرية: بشأن خطوة التطبيع مع سوريا، وتمكينها من العودة الي جامعة الدول العربية بعد ١٢ عاماً]:

بقلم السفير :  مدحت القاضي

Advertisement

* (١) بلا شك: هي نِتاج دور سعودي (علني وخاص) مُتميز، يحظي بقبول ومُساندة عراقية/إماراتية/أُردنية.

* (٢) يٌترجم: بجرأة وإقتدار فجوة (علنية وخاصة أيضاً) قائمة بين الرياض و واشنطن.

Advertisement

* (٣) يعكس: خطوة للأمام بالنسبة للسياسة والإستراتيجية الصينية، والروسية، سواء بالمنطقة او بشكل عالمي.

* (٤) الجامعة العربية: لم تكن طرفاً في هذا الموضوع، ولكن تم إحاطتها بأشياء بما جري.

* (٥) تم تصدير ثلاث ملفات مُبررة لخطوة التطبيع مع سوريا: اللاجئين-المُخدرات-الاٍرهاب.

* (٦) نفس هذه الملفات الثلاث: (علي الأقل) يترجمها الواقع اللبناني -ومُنذ سنوات أكثر إمتداداً- ولكن؛ الحسابات مُختلفة.

* (٧) ملف إيران: رغم أهميته (الخاصة والعلنية) لبعض الدول العربية لم يكن بأولوية التشاور مع الطرف السوري.

* (٨) ما زال تحدي: التسوية السياسية الداخلية في سوريا قائماً.

* (٩) بعد اجتياز مرحلة التواصل السعودي/السوري الخاص: تم طرح موضوع التطبيع مع سوريا في إجتماع ٥/٧ بالقاهرة، وحظي بالقبول.

* (١٠) وذلك تأسيساً علي إجتماع عمان: في ٥/١ بمشاركة وزراء خارجية سوريا والسعودية والعراق والأردن ومصر.

* (١١) ومنذ اللحظة الأولي: أظهرت الإدارة الأمريكية معارضتها وانتقادها لخطوة تطبيع العلاقات مع سوريا، وأعلنت معارضتها ورفضها السماح بعودتها للجامعة العربية.

* (١٢) ولهذا بدأ الكونجرس الأمريكي: في ٥/١٣ إجراءات قانونية نحو حظر التطبيع مع الأسد، ويحظر علي الحكومة الفيدرالية الأمريكية الاعتراف او تطبيع العلاقات مع اي حكومة في سوريا بقيادة بشار الأسد، الذي يخضع لعقوبات أمريكية؛ كما وسّع الكونجرس من صلاحيات القانون المعروف ب “قانون قيصر”، الذي صدر في ١٧ يونيو ٢٠٢٠.

* (١٣) وقبلها جاءت بيانات وتصريحات: الإدارة الأمريكية وتصريحات بايدن واضحة.

* (١٤) هل تم التحسب للتعامل مع “قانون قيصر”: وهو قانون أقل ما يوصف به أنه صعب وشامل ويهدد بعقوبات لكل أطراف يكون لها علاقة إقتصادية او تجارية بكيانات داخل سوريا بإستثناء حالات مُحددة تتعلق بالمُساعدة الإنسانية فقط.

* (١٥) وأيضاً عقوبات اوروبا: حيال سوريا، ما زالت سارية.

* (١٦) وهُما في المُجمَل: عقوبات صعبة ومجحفة يٌمكن ان تنال من أطراف وجهات عربية.

* (١٧) هل ما كان من تهميش لدور عربي: في تجربة ليبيا و العراق، أثره اليوم في موقف فعال عربي.

* (١٨) معروف ان بشار الأسد في حاضرة اليوم: لا يحظي بقبول (وليس مُجرد إستساغة) في التعامل من قِبَل الطرف الأمريكي والأوروبي، والأسباب معروفة.

* (١٩) ولأسباب أُخري، ومُماثلة، لم يكن بشار الأسد في الماضي: يحظي بقبول مُنذ ان تولي حُكم سوريا في ١٧ يوليو ٢٠٠٠ (مُمثلاً لحزب البعث العربي الاشتراكي).

* (٢٠) “لا يجب ان ننسي”: ان نفس الدول العربية “المُختارة” التي قررت بيدها اليوم التطبيع مع سوريا وعودتها الي جامعة الدول العربية، هي ذاتها التي كانت وراء قرار جامعة الدول العربية في ١٢ نوفمبر ٢٠١١ بتعليق عضوية سوريا بالجامعة والمٌنظمات والهيئات التابعة لها، إعتباراً من ١٦ نوفمبر ٢٠١١؛ لحين إلتزام الحكومة السورية بتنفيذ بنود المبادرة العربية، وتعهداتها التي سبق وان وافقت عليها بموجب خطة العمل العربية لحل الازمة السورية، وطالب القرار الدول العربية بسحب سفراءها من دمشق، كما أعلنوا يومها عن فرض عقوبات سياسية واقتصادية ضِد دمشق، وحثوا الجيش السوري علي عدم إستخدام العُنف ضِد المتظاهرين المناهضين للنظام.. كما قرر الوزراء العرب يومها دعوة جميع أطراف المُعارضة السورية الي الإجتماع في مقر جامعة الدول العربية خلال ثلاثة أيام للاتفاق علي رؤية موحدة للمرحلة الانتقالية المُقبلة في سوريا علي ان ينظر المجلس في نتائج أعمال هذا الإجتماع ويقرر ما يراه مٌناسباً بشأن الاعتراف بالمعارضة السورية.

* (٢١) ولكن: ماضي الأمس، ليس هو اليوم، وغداً يجب ان يكون مختلفاً.. ولصالح العرب.

* (٢٢) كما وان تأثير وتفاعل ودور القوي الدولية بالمنطقة الشرقية العربية: كالصين،وروسيا.. صار أكثر تميزاً.

* (٢٣) هل بعودة دمشق الي الجامعة العربية: تنتهي الحرب في سوريا.

* (٢٤) وهل يستوعب بشار الأسد اليوم: ان عودته ليس معناه عودة المُنتصر، بل عودة رئيس عليه تقديم واجب المُصالحة السياسية، والعمل بجدية نحو إزالة أسباب ومسببات التدخلات الأجنبية؛ كي تكون هي المُدانة؛ وليس هو.

* (٢٥) هل إهتممنا بما نشرته “وول ستريت جورنال” الأمريكية في ٤/١٢ الماضي: (نقلاً عن مسئولين عرب) عن ان هُناك ٥ دول أعضاء من جامعة الدول العربية يرفضون او يتحفظون علي إعادة قبول سوريا الي الجامعة العربية، هُم المغرب والكويت وقطر واليمن.. وان نفس مصادر الجريدة أوضحوا ان هذه الدول الخمس بما فيها مصر، تٌريد من الرئيس السوري بشار الأسد التعامل أولاً مع المُعارضة السياسية السورية بطريقة تمنح جميع السوريين صوتاً لتقرير مستقبلهم.

* (٢٦) وماذا عن الدور والموقف التُركي: وهل تم التنسيق العربي معه، والتحسب لمواقفه.

* (٢٧) وماذا عن الدور والموقف الإسرائيلي: وهل تم التنسيق العربي معه، والتحسب لمواقفه.

* (٢٨) علماً بان المراكز والصحف الإسرائيلية: (والتي أتابعها يومياً) نوهت بأهمية هذا الموضوع وبدور مصر في إستعادة سوريا (معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي/صحيفة “إسرائيل اليوم”/صحيفة “معاريف”).

* (٢٩) هل لدي المفاوض العربي: خبرة ودراية التعامل مع الأطراف التي “لا يسعدها” إعادة سوريا الي موقعها الطبيعي.

* (٣٠) نرجو: للشعب السوري حياة آمنة، كريمة.. وان تنتهي في القريب العاجل معضلات ومشاكل ملفات اللاجئين والمخدرات والإرهاب.. وان ينتهي التواجد والتدخلات الأجنبية علي الأرض السورية ودواعيها.. وان يكتسب النظام السوري وجهاً يكفل تحقيق ذلك.

* (٣١) طالما الامر كذلك: وأعلنت المصادر الأوكرانية ووكالة رويترز، ان الرئيس زيلينسكي في طريقه لحضور القِمة العربية في جدة؛ كُنت أتمني ان تبادر جامعة الدول العربية (بالمثل) الي دعوة الرئيس بوتين؛ ولعلها تكون خطوة تاريخية يذكرها ويُقَدِرها العالم لجامعة الدول العربية والعرب.

* (٣٢) ولكني اعلم ان ما أتمناه لن يتحقق.

* (٣٣) ذلك أنني أُدرك ان التفكير المُوثِر حالياً داخل الجامعة العربية سيقودنا الي خطوة إستحضار سوريا (حتي ولو غضبت أمريكا وأوروبا)؛ مُقابل إستحضار زيلينسكي (لرفع الغضب واسترضاء أمريكا وأوروبا في نفس الوقت).

* (٣٤) وكما توقعت أصدر بوتين (الغائب) بياناً عبر الكرملين، يؤكد فيه خيار السلام لحل النزاعات، ويُعيد التذكير (بذكاء) من ان بلاده كانت وستظل الداعم الرئيسي للقضية الفلسطينية.

* (٣٥) وبالتالي جاءت لُغة الجسد لمحمود عباس – من البداية لمراسم القِمة – توضح أنه سيكون من غير الراضين.

* (٣٦) من المتوقع ان يلقي الرئيس السوري مٌعاملة غير متكافئة من كافه نظرائه، تتعلق بمبررات إستبعاد بلاده من عضوية الجامعة طيلة ١٢ عاماً مضت.

* (٣٧) وإذا كان ترتيب كلمات المتحدثين يشمل مثلاً أمير قطر قبل بشار الأسد، فسيغادر تميم القاعة قبل كلمه بشار.

* (٣٨) ومن المتوقع ان تقتصر القِمة (كعادتها حالياً تفادياً لظهور اي خلافات) علي كلمات الملوك والرؤساء وصورة تذكارية ثُم عودة فورية الي بلادهم.

* (٣٩) ذلك أنها في تقديري إنتهت قبل ان تبدأ، بالأعمال التحضيرية.

* (٤٠) اما كلمة الرئيس الأوكراني، فلها حديث آخر.

السفير/ مدحت القاضي

[ عضو الهيئة الاستشارية لتحليل السياسات الإيرانية AFAIP – كبير مٌستشارين مركز القانون والعولمة CLG جامعة رينمين – عضو صفوة الخٌبراء المصريين للتنمية EEED ]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى