ثقافة وفن

الصحابي الذي أنقذ جميع أسرى المسلمين في ١٩ هجري

بقلم : محمد بن العبد مسن

Advertisement

 

هناك أشخاص كثير خلدوا أسماءهم عبر التاريخ…

Advertisement

وهم الذين انطلقوا من نوايا صادقة لله عز وجل ، و قرنوا أعمالهم بما يرضيه سبحانه هم فقط من كان لهم ثقلهم في سجلات الانسانية ، و ضمنوا أجورهم في الآخرة باذن الله جل في علاه.

كما يقول ابن القيم:

(من لاح له كمال الآخرة هان عليه فراق الدنيا).

وفي هذا المقال يسعدني أن أذكركم

بالصحابي الشجاع (عبدالله بن حذافة )عندما كان أسيراً عند الروم.

هو الذي قبل رأس ملك الروم ليس خوفًا أو ترجياً يرحمة الله.

ولكن لإغتنام الفرصة وإطلاق سراح جميع الأسرى المسلمين.

يحكى أنهُ كان ملك الروم سمع كثيراً عن صدق و إخلاص أصحاب رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فأمر جنوده أن يأتوا بأحدهم إليه حياً.

وبعد عدة غزوات وقع الصحابي الجليل (عبد الله بن حذافةالسهمي ) أسيراً عند الروم في سنه ١٩ للهجرة.

وعندما علم الروم  أنه صحابي فرحوا فرحًا شديدًا وذهبوا به إلى ملكهم.

فقالوا له : إن هذا من أصحاب محمد

فأراد الملك أن يختبر عبد الله بن حذافة السهمي.

فقال: هل لك أن تتنصر وأعطيك نصف مالي؟

قال عبد الله بن حذافة السهمي: لو أعطيتني جميع ما تملك وجميع ما تملك العرب ما رجعت عن دین محمد طرفة عين.

استغرب الملك

وقال : إذاً أقتلك

قال عبدالله : أنت وذاك.

فأمر الملك به أن يرفع على خشب وتثبيته ليصلب.

وقال الملك للرماة : ارموه قريباً من بدنه ولا تصيبوه ليرى هل سيرجع أو يخاف الموت.

وهو يعرض عليه ، فأمر أن ينزلوه ، ودعا بقدر كبير جداً نصب فيه ماء ، وأوقدوا النار على القدر ، ودعا الجنود  أن يأتوا بأسيرين وأمر بأحدهما فألقي فيها.

وهو يعرض على عبدالله  النصرانية ولكنه أبي.

ثم بكى عبد الله بن حذافة السهمي

فقيل للملك: إنه بکی ، ففرح الملك و ظن أنه قد جزع

فقال: ردوه إلى السجن.

وقال له الملك : ما أبكاك يا عبدالله؟

قال عبد الله بن حذافة : هي نفس واحدة تلقي الساعة فتذهب فكنت أشتهي أن يكون بعدد شعري أنفس تلقى في النار في الله.

فقال له الطاغية بخبث وهو يحاول إهانته : هل لك أن تقبل رأسي وأخلي عنك.

فكر عبد الله بن حذافة قليلًا فقال له :

وتعفوا عن جميع الأسرى؟

قال الملك : نعم

فقبل عبد الله بن حذافة رأس الملك

وقدم بالأسرى علی عمر بن الخطاب

فأخبروا الخليفة بقصة عبد الله بن حذافة

فقال عمر بن الخطاب : حق على كل مسلم أن يقبل رأس ابن حذافة وأنا أولكم فقبل رأسه.

رحم الله (عبد الله بن حذافة ) لم يتزعزع في الشدائد ولم تفتنه الدنيا عن دينه.

يقول الشافعى رحمه الله

(اعلم أن من صدق الله نجا ، ومن أشفق على دينه سلم من الردى ، ومن زهد فى الدنيا قرت عيناه بما يراه من الثواب لله تعالى غداً).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى