ملتقى الخليج للفنون الأول .. نهضة فنية مباركة امتزجت بالخبرات الفنية واستمراريتها بالتواصل

كتب :  علي باقر

تطويراً لنتاج الفنانيين التشكيليين وللإستفادة من الخبرات ، وتعزيزاً للتواصل العربي الخليجي نظمت جمعية البحرين للفن المعاصر ملتقي الخليج للفنون الأول تحت رعاية كريمة من سعادة الشيخ خليفة بن أحمد بن عبد الله آل خليفة رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار في مبني الجمعية بالجفير في الفترة من 9 إلى 13 فبراير 2023م ، وقد تفاعل عدد كبير من الفنانين مع هذا الملتقى الفني الرائع من حيت التنظيم والإعداد والإنتاج الفني الذي يعتبر الأول في الوطن العربي بحسب ما ذكره لي بعض الفنانين ضيوف البحرين.

وقد شهد الملتقى تفاعلاً بين عدد كبير من الفنانين التشكيليين وطني الحبيب مملكة البحرين ومن دول الخليج العربي وفنانين من بلدان الوطن العربي وبعض الفنانين من بلدان العالم ، يعتبر هذا الملتقى الأول في البحرين استطاع الفنانون البحرينيون الاندماج مع اخوانهم الفنانين الضيوف في انجاز أعمالهم الفنية المختلفة. فالملتقى أتاح للفنانين التعبير عن دواخلهم بالفنون منها : الرسم بأنواع مدارسه وأساليبه أو النحت بالطين وعلى الخشب بأنواع مدارسه أو الطباعة والخزف. وقد زخرت الجمعية بتجمع كبير للرسامين والنَّحاتين والخزافين والفنون الأخرى ، مما أكسب البحرين صورة بهية في عيون الفنانين في الوطن العربي من خلال التنظيم والمتابعة والإدارة وتوفير الخامات وحسن الضيافة ، إضافة إلى ذلك إعداد الورش قصيرة والمحاضرات التي استفاد منها الفنانون هذا الملتقى الفني الرائع تشرفت بحضوره ومتابعته مدة انعقاده في وطني وآمل في استمراره سنوياً ، لأنه يتيح للفنانين الهواة من الجنسين الاستفادة من تلك العلوم ، بل تحفزهم على التطور بنمو مواهبهم وبناء شخصياتهم وانخراطهم في الجمعيات التي تقدم لهم الغذاء الفكري الذي يعزز بناء النهضة الفنية والعلمية في وطننا الحبيب.

و حول تنظيم الجمعية لهذا الملتقى وأهميته ورسالته قال الفنان خليل المدهون رئيس مجلس إدارة جمعية البحرين للفن المعاصر : “هذا الملتقى الخليجي للفنون له رسالة وأهمية وحرصنا بأن يكون جزءاً مساهماً  في الارتقاء بالنشاط الثقافي والفني الإبداعي في طننا الغالي مملكة البحرين ، وقد جمعنا من أجل إقامته والاستفادة من الخبرات أكثر من 165 فنانٍ من ستِ عشرة دولة مختلفة من دول العالم .

هذا الملتقى انطلقت فكرته من جمعيتنا لجمع الفنانين التشكيليين في أرض جغرافية واحدة وهم يزاولون مختلف أنواع الفنون بأساليبها ومدارسها الفنية ، فنحن اليوم نشهد هذا التنظيم سائرين على خطى رواد الجمعية وعلى رأسهم الأستاذ الفنان الكبير كريم العريض أطال الله عمره ، والمرحوم الأستاذ راشد العريفي ، وكل الرواد الذين تشرفنا بوضع صورهم وأسمائهم في مقدمة الجمعية.

إسهامنا اليوم كجيل من الشباب أن نواصل هذه المسيرة بالعطاء ونسعى إلى لم شمل الفنانين التشكيليين في هذا المبني الذي يصل عمره إلى مائة و خمس سنوات تقريباً والجمعية التي يزيد عمرها عن خمسين سنة تقريباً .

وحول المُنتج الفني الغزير المتدفق في الملتقى وتذوق المواطنين للفنون التشكيلية أوضح بتحسر قائلاً : نأسف أن بعض البيوت تتزين بلوحات لاتليق بالجانب الفني وتعتبر تجارية وهدفنا أن يكون في كل بيت لوحة فنية لفنَّان بحريني ، وكذلك أن تتجمل شوارع وطننا الحبيب مملكة البحرين بأنصِبةٍ تذكارية في ميادينها لنحاتين بحرينين مهرة ، فالأعمال الفنية التشكيلية لفنانينا شاهدة وحاضرة ، نراها بلغة بصرية متألقة. ورسالتنا التي ينبغي أن تصل لفنانينا هي الاستمرار رغم شح الإمكانيات. أما رسالتنا للمسئولين : أننا نمتلك مجموعة من الشَّباب يفخر بهم الوطن وهم الواجهة الثقافية والحضارية للوطن فلا يمكن أن ينمو الاقتصاد إلا بهم ، هم المكوِّن الأساسي والمورد البشري وإنتاجهم الفني له قيمة فنية وقمة في الارتقاء وهم ثمرة الوطن ونأمل أن تصل هذه الرسالة لكل المسئولين ، فجمعية البحرين للفن المعاصر لها برامجها لتحفير الشباب والفنانين التشكيليين في وطننا الغالي البحرين ، وأن ملتقى الخليج للفنون الأول بمثابة نهضة فنية مباركة بزغ فجرها وشعَّ ضياؤها ، امتزجت بالخبرات الفنية واستمراريتها لاتكون إلاَّ بالتواصل.

وفي مقابلة مع الفنان التشكيلي سعيد بن علي العلوي وهو أحد ضيوف المهرجان من سلطنة عُمان تحدَّث قائلاً : سعادة لاتوصف وأنا ألتقي بزملائي الفنانين والفنانات التشكيليين في الخليج والوطن العربي في هذا الملتقى الذي أعدّه غزيراً بما يحتوى من إنتاج فني وعلوم وورش وندوات فنية .. وكما ترى أن الهواء الطلق الرَّبيعي وشمس البحرين الدافئة تجمعنا وكذلك صالات الجمعية ودهاليزها وأروقتها وجميع الفنانين المحترفين والشباب من الجنسين يعبرون عما في دواخلهم برسم لوحات فنية بمختلف المدارس الفنية وبأساليب مختلفة وتسمع أصوت المنشار أو الطرق على الإزميل في الخشب وترى الفنانون ينحتون التعابير والحركة لأشكال إنسانية أو حيوانية أو طيور وكذلك ترى الفنانين النَّحاتين التَّشكيلين عقدوا عزمهم على بناء  تكوينات سريالية أو شخصيات إنسانية صامتة أو متحركة معبرة عما يشعر به الفنانون من مواضيع مختلفة وقضايا عربية وعالمية تعتصرهم وترى أيضاً الخزافين يشكلون من الطين الجرار والأواني على الدولاب .. وكذلك تشاهد الفنانين البارعين في الطباعة على الشاشة الحريرية وقد ظهرت أعمالهم الفنية بنقوش وأشكال وخطوط زاهية. وأردف الفنان العلوي قائلاً : أنا فخور جداً بتواجدي في هذه التظاهرة الفنية التي لا مثيل لها فقد احتوت على الرَّسم والنَّحت والخزف والطباعة ، لقد تميَّزت بعدة مجالات فنية في وقت واحد.

وقال الفنان العلوي : رغم أني شاركت في ملتقيات في وطني عُمان وبعض البلدان من العالم. ولكنني آمل من المسئولين في هيئة البحرين للثقافة والآثار وبهمَّة وتنظيم شباب جمعية البحرين للفن المعاصر دعمه وتطويره للارتقاء به للأفضل من أجل استثمار الشباب في علوم وفنون وثقافات نافعة تسمو بهم وبوطنهم الغالي البحرين وتقودهم لنهضة متقدمة بين البلدان ، ومملكة البحرين ولادة بالخبرات المتدفقة في شتى المجالات.

وحول الانتاج الغزيز الذي قدمه الفنانون أشار الفنان العلوي : إلى ضرورة تنظيم معرض فني في مملكة البحرين يجمع المواطنون والمقيمون والزائرون السائحون من أجل خلق ذائقة فكرية ثقافية فنية يتحدث حولها الإعلاميون البحرينيون ليصل صداها إلى كل البلدان ، ومن خلاله نستثمر الثقافة في الفنان ويمكننا الترويج للأعمال الفنية ، وأملي أن يكبر هذا الملتقى الذي جمعنا بهذا العدد الضخم ونرى صورته تتكرر في بلداننا الخليجية أو بلدان الوطن العربي وأن تجوب المعارض الفنية للفنانين العرب كل البلدان العربية وبلدان العالم لنرسم صورة مشرفة للفنانين العرب في كل المحافل الفنية.