هرمز نيوز : تحاور الفنان المصري سعد رومانى .. رائد فن الموزاييك
- اخترت فن الموزاييك للاستمتاع ولم اخطط للاحتراف.
- فن الموزاييك قادر على تحسين الذوق العام لدى الشعوب.
- دراسة الفن لا ترتبط بسن ولكن ترتبط بحب الفن والرغبة فى التعلم.
- مستعد لدعوة فنانى الموزاييك العالميين للقيام لعمل لوحات بتوقيعهم فى الميادين لتكون مزار سياحى فى المستقبل.
- لوحة الموزاييك تعيش آلاف السنين ولابد من فنان مبدع ودارس.
- النهوض بفن الموزاييك يبدأ من اهتمام الإعلام والدولة.
أجرى الحوار : د. نسرين مصطفى
سعد روماني فنان عالمى عُرف باسم عاشق الموزاييك ولد فى نوفمبر 1958 بمحافظة سوهاج بجهمورية مصر العربية تخرج فى كلية الفنون الجميلة عام 1982 ، وتخصص فى فن الديكور فقام بالعديد من الأعمال التى صنعت اسما لفنان متميز فى عالم الديكور الا أنه اقتحم فن الموزاييك فعزف سينفونية انفرد بها فمثل مصر بشكل فردى فى كثير من المحافل الدولية ومعارض الفن التشكيلي على مستوى العالم ، وهو عضو فى الجمعيات المحلية والدولية التى تهتم بفن الموزاييك حتى وصف بأنه رائد فن الموزاييك فى مصر والعالم نظرا لتقديمة فن الموزاييك ببعد جديد من المشاعر والطاقة الايجابية ، أقام أول معرض له بعنوان المايكروموزاييك سيمفونية جديدة تحمل عبق التاريخ والذى استغرق الاعداد له 18 عاما ، حصل على العديد من الجوائز والشهادات التقديرية نظراً لما قدمة لفن الموزاييك انه الفنان العالمى المهندس سعد رومانى التقت جريدة ” هرمز نيوز” برومانى لالقاء الضوء على تجربته الرائدة فى عالم الموزاييك.
هرمز نيوز : تخصصت فى فن الديكور فما هى انجازاتك به؟
عملت مهندس ديكور وقمت بتنفيذ أعمال ناجحة لشركات سياحة عالمية وصل عددهم إلى 40 شركة على مستوى العالم والخطوط الجوية القطرية فى مصر ووكالة بترا ووكالة فرح وحققت نجاحاً كبيراً فى مجال تخصصي.
هرمز نيوز :كيف انتقلت من عالم الديكور إلى احتراف فن الموزاييك؟
علاقة الموزاييك بالديكور علاقة وثيقة مرتبطة بمراعاة النسب وتناسق الألوان والتوازن والمقارنة بين الألوان وهو أمر مهم فى أى عمل فنى ، كما أننا نرى فن الموزاييك فى حياتنا اليومية فهو قريب لعيوننا وقلوبنا بطريقة تلقائية فنجده فى ممرات حديقة الحيوانات وفى أماكن كتيرة بها لوحات وجداريات بمفهوم موزاييكى ، ولكن جذبنى هذا الفن بشدة عندما سافرت إلى دبى لتصميم الخطوط الجوية القطرية فى القاهرة فوجدت فى مكتب الشركة أول قطعة موزاييك ولاحظت الاهتمام الشديد بلوحاته.
هرمز نيوز : لماذا احترفت الموزاييك دون غيره من الفنون؟
احترفت الموزاييك لأنه فن له فلسفة فتركيبة الألوان المختلفة لتكوين رؤية بصرية باستخدام خامات مختلفة وغير معتادة خاصة أن تلك الخامات منفردة ليس لها قيمه ، كما أننى حرصت على أن أستمتع بالفن ولم أفكر فى اقامة معرض أو أن أكون رائدا لهذا الفن ولكن كان اهتمامى هو عمل أحبه ، فلم أفكر فى بيع لوحاتى أو عمل معرض وربما كان أحد اسباب النجاح فلم يكن هدفى تجارى أو اجتماعى فكان الفن للاستمتاع ولم أخطط للاحتراف.
هرمز نيوز : ما الصعوبات التى واجهتها أثناء رحلتك مع فن الموزاييك؟
البدايات كانت صعبة خاصة فى ظل عدم توافر مراجع أو انترنت فى ذلك الوقت وكانت الكتب فقيرة لشرح هذا الفن كما كانت الجامعات تدرسه كمادة دراسية ولم يكن هناك اهتمام حقيقى بالفن وبدأت العمل وكانت أول خطوة هى اختيار الخامات وقمت بعمليات تحضير استغرقت عامين حتى اخترت الزجاج الملون لخامة لوحاتى نظراً لثبات لون الزجاج ولضمان جودة اللوحة كما أنه مادة خفيفة ، كما اخترت العمل على اللوحات وليس الجداريات لسهولة نقلها كما كان اختيار المواد اللاصقة أمر مهم.
هرمز نيوز : ما الذى يميز فن الموزاييك عن الفنون التشكيلية الأخرى؟
فن الموزاييك يستطيع أن يعيش آلاف السنين الا أنه يعتمد على قدرة الفنان فى اختيار الخامة التى تستطيع الصمود مع الزمن بالاضافة لاختيار الخامات المكملة للعمل الفنى فعلى فنان الموزاييك أن يكون فنان ومبدع ودارس لمواصفات الخامات التى سوف يستخدمها فاذا احسن الفنان اختيار خاماته سيعيش فنه آلاف السنين فالموزاييك يستطيع تحمل العوامل المختلفة حوله.
هرمز نيوز : كيف تختار موضوعاتك الفنية؟
الفكرة الأساسية فى اختيار موضوعاتى هى كسر حاجز تحجيم الموزاييك فى اطار معين كما أن الأفكار تكون نتيجة موقف صدفة أو ثقافة كما أن الموزاييك فن مركب بمعنى أن هناك خطوات لابد أن تتم على مراحل ، ومنها : أن يكون هناك فكرة وتتحول إلى اسكتش أو صورة ومن ثم تتحول إلى موزاييك مع مراعاة الملكية الفكرية والخصوصية الفنية. الأساس فى اختيار الموضوعات هو قدرة الفنان على استخدام الخامة لكى يستطيع تطويعها لعمل فنى مميز ، وقد اخترت أصعب اللوحات لكى أنفذها بفن الموزاييك.
هرمز نيوز : ما هى أصعب الموضوعات فى فن الموزاييك؟
أصعب لوحات الموزاييك هو البورتريه فمن الممكن أن يستغرق (3) شهور لصعوبة التنفيذ كما أنه يحتاج مزيد من الدقة لمراعاة الملامح والظل والأبعاد كما أن أى خطأ يؤثر على جودة العمل وجماله ، فالأمر يحتاج إلى تمكن وادراك لكل تفاصيل البورتريه وفى فهم مواصفات البورتريه وخطوط الشخصية.
هرمز نيوز : ما أحلامك لفن الموزاييك فى مصر والعالم العربي؟
كان لدى أحلام كبيرة فكنت احلم بإنشاء مدرسة لفن الموزاييك واقامة متحف على غرار المتاحف العالمية ليكون فن الموزاييك جزء من الثقافة البصرية العامة إلا أن بعض الأحلام تصطدم بالواقع.
هرمز نيوز :كيف يمكن الاستفادة من فن الموزاييك فى تحسين الذوق العام؟
انشاء جداريات فى المدن على أسوار الكليات والنوادى والميادين مما يغذى الرؤية البصرية للمواطن العادى ونستطيع القيام بذلك فأنا على استعداد لجلب فنانين الموزاييك على مستوى العالم لتزيين الحوائط والجدران ، والتى ستكون مزارات سياحية مهمة لمشاهدة ابداعات فنانين عالميين ولكن الأمر يحتاج إلى ممولين.
هرمز نيوز : كيف أثرت المدارس المختلفة لفن الموزاييك فى سعد رومانى؟
الفن تراكمى فأى نشاط فنى كمشاهدة المعارض أو عضو فى لجنه تحكيم أو مشاركة فى مسابقة دولية كلها ساهمت فى بناء شخصيتى الفنية ، كما أن التغذية البصرية ممتعة حتى فى نواحى الفن الأخرى كالموسيقى والشعر فالفن يرتقى بفكره ويسموا بأفكاره مما ينعكس على المنتج الفنى.
هرمز نيوز : فى الفن أيهما أهم الموهبة أم الدراسة؟
أؤمن بأن الله أعطى لنا جميعا مواهب وابداع بنسب متفاوتة إلا أن الفارق يتوقف على تنمية هذه المواهب ، والدراسة تنمى النقاط الأساسية فى الفنان ، ودائما أقول أن تعليم الفن تراكمى.
هرمز نيوز : هل هناك سن معين لدراسة الفنون وتنمية الموهبة؟
الوقت ليس متاخراً لكى ننمى موهبتنا كلنا لدينا الموهبة ولكن نجد من يعمل عليها وينميها ومن يهملها وقد شاهدت فى الخارج أشخاص لديهم 80 سنة حريصين على التعلم لأن لهم مخططات أخرى. الوقت لم يتأخر على التعلم لدينا موروث ثقافى محبط بأن الوقت فات للتعلم فالفنان لا يستطيع أن يكون طبيب أو مهندس ولكن الدكتور يستطيع أن يكون فنان.
هرمز نيوز : ما أبرز مشكلات الفن التشكيلي؟
مصر والوطن العربى يمتلكوا فنانين مبدعين جداً ولكن هناك عدم اهتمام بالفن التشكيلى ، الإعلام والميديا لهم اهتمامات أخرى خلاف الفن التشكيلى فلا يتم القاء ضوء على الفن التشكيلي مما يؤدى إلى انقراضه فاذا لم يتم دعم الفن التشكيلى سوف ينقرض.
هرمز نيوز : كيف ترى حال الفن التشكيلي فى الوطن العربى؟
الفن التشكيلي فى الوطن العربى مسكين مر بظروف صعبة لأن الوطن العربى لم يحقق تلبية المراحل الأساسية من الاحتياج ، لذا لم يحظى الفن التشكيلي بالاهتمام المطلوب لأن الفكر الجمعى للشعوب غير موجود ولأن النخبة هى المثقفة و ليست الغالبية نتيجة الاستعمار والاحتلال والحكومات المتعاقبة ، ومصر من أكثر الدول انفتاحا نظرا لكثرة اختلاط المصريين بالشعوب المختلفة فكان هناك تبادل ثقافى وفنى عفوى ليس نتيجة وجود مؤسسسات ولكن نتيجة التفاعل الحقيقي كما نجد دولة مثل تونس من أكثر الدول التى بها أكبر متحف للموزاييك التاريخي فى العالم متحف “باردو” وبه أعمال فنية أصلية للرومان.
هرمز نيوز : هل يمتلك الوطن العربي جيل من الشباب القادر على احياء الفن التشكيلي؟
الوطن العربي يمتلك شباب مبدع من الممكن تدريبه فهو الأقدر والأذكى، لكن ينقصنا أن نكون دؤوبين فى التعلم ، فأنا أرى فى عيون الشباب المصري والعربى ذكاء لا أراه فى عيون الشباب بالدول الأوروبية المتقدمة.
هرمز نيوز : كل هذا يجعلنا نسأل ماهى الوصفة للنهوض بالفن التشكيلي؟
لابد أن يكون للميديا دور عن طريق البرامج الموجهة فى ساعات الذروة بصرف النظر عن العائد المادى من اذاعة تلك البرامج فالعائد ليس بالضرورة مادى فهناك عائد فى الصحة الفكرية والنفسية وهو جزء مهم من تكوين المواطن فالاستثمار سيكون فى المواطن ، ومن جهة أخرى اقامة صالات مزادات لبيع اللوحات الفنية القيمة ، وأن تتبنى المؤسسات الاعلامية الرائدة مشروعات فنية للترويج للوحات ، وأن يقوم المستثمرين باقامة مدن للفنون بالمدن الجديدة ، نريد ادارة خارج الصندوق والقيام بنهضة فنية تستهدف الفئات المهتمة بالفن من الخارج مع النهوض بالثقافة الفنية الداخلية ، لابد أن يكون للدولة دور ، علينا استثمار ما تم بناؤه.
