آراء

“8” سنوات من الحرب في اليمن

بقلم : وافي الجرادي

Advertisement

ثمان سنوات منذ بدء الحرب في اليمن ودون نتيجة تُحسب لأحد أطرافها ، وبات الغالبية يدركون أن مثل هكذا حرب لم ولن تكتب لأحد أطرافها النصر ، طالما وهناك من يعطي الأوامر والنواهي فيوقفها متى شاء ويشعلها متى شاء أيضاً ، ما يعني أن ثمة لوبي دولي استثمر كثيراً بأرواح وممتلكات ومقدرات اليمنيين ، ولايريد للحرب أن تتوقف ، لكون وقفها سيتسبب في فقدان الكثير من المليارات المتدفقة ولم تمرر حساباته الطُولى في تقسيم وانهاك ونهب خيرات اليمن ومصادرة قراراته وابقاءه مجرد مقاطعه تابعة لسياساته.

الجميع هنا في اليمن الجريح يدرك ألا حسماً عسكرياً لصالح طرف ما ، بل يدركون استمراريه تفخيخ الدولة والمجتمع بالكثير من الأوجاع والمتاعب فحسابات الاقليم متعددة ، ولم تعد تقف عند هدفٍ محدد أو غاية بعينها حيث الحسابات المتداخلة والرؤى المتباعدة زادت من تعقيدات الوضع وزادت من مُره.

Advertisement

جروح وندوب كثيرة خلّفتها الحرب في المجتمع اليمني ، فقرابة 300 ألف شخص قُتلوا ومايقارب من 80 ألف شخص جُرحوا ، وطال الدمار والخراب معظم بنيته التحتية وفقد الألاف وظائفهم وأعمالهم وتحوّل الكثيرين من المجتمع الى عاله ، كماوألقت الحرب بكل مآسيها وجروحها على كل فئات الشعب اليمني ، ومخطئون كثيراً من يظنون أن إندلاع مواجهات وصراعات جديدة ستُفضي الى نتائج جيّدة ، طالما وقرار إشعال ووقف الحرب خارج عن ادارة ورغبات الأطراف المحلية.

اليمن سيتعافى في حال وجدت دولة توافق عليها الجميع ، وتفنّن قاداتها بالكفاءة وبالقدرة على اتخاذ القرار معطيين للنزاهة والشفافية ومكافحة الفساد أولويات هامة ، واحسنوا استغلال الموارد ، وبما يخدم التحول صوب تنمية وازدهار واعد ومستدام.

فعلى الرغم من مشاركة الكثير من الأطراف المحلية في الحرب وامتلاكهم لقوه بشرية ومادية وعتاد عسكري ضخم بفضل دعم واسناد الحلفاء ، إلا أن كل هذه الأطراف لم تمتلك السلطة والقرار في مسأله وقف الحرب أو إشعالها ، طالما والقرار والتوجه يأتي من الحليف الداعم ، ولطالما عاشت وتتعايش وتقتات مما يأتيها من الخارج من دعمٍ ومال ، لهذا ، فإن قرار وقف الحرب نهائياً والدخول في تسوية سياسية شاملة في اليمن مرهون بتوجهات وقرارات دول التحالف وايران ، لكونهما الطرفين المتنافسين ويمتلكان وكلاء محليون في الداخل اليمني ، ومن هنا نشدد على ضرورة أن يتوصلا الطرفين إلى تفاهمات مشتركة وإعادة تطبيع للعلاقات بينهما لما لهذه الخطوات من نتايج ايجابية فيما يخص الملف اليمني.

لأنه من الواضح أن مأزق استمرار الصراع أو اندلاع مواجهات جديدة في اليمن صار كابوساً يؤرق الجميع ، فلا الرياض تريد أن تكون منابع نفطها عرضةً لضربات صاروخية أو هجمات بطائرات مسيّرة ،كما لاتريد أن تستمر في صرف المليارات في حرب لا أفق لنهايتها عسكرياً ، ولا ايران تريد أن تنفق الكثير من الأموال خاصة والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية فيها صعبة وتواجه عقوبات ضارية.

لذا فإن الطرفين كما يبدو باتا مقتنعين أن الاستمرار في الصراع لا يصب في مصالح بلديهما في ظل تحولات دولية يصاحبها أزمات معقدة تفرض عليهما المضي وفق توجهات وتصورات جديدة ، إلا أن كل منهما بحاجة الى الثقة بالآخر ، والتعامل بمنطق سليم ومقبول.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى