آراء

20 عاماً على الغزو الأمريكي للعراق

بقلم : وافي الجرادي

Advertisement

عشرون عاماً على الغزو الأمريكي للعراق في واحدة من أشنع كذبات التاريخ وأكثرها قبحا وظلما على بلد كان في صعيد التطّلع والإزدهار والتقدم.

تحلُ الذكرى العشرين للاحتلال الامريكي للعراق لتؤكد للعراقيين تحديداً وممن تغنّوا حينها بالحرية والديمقراطية أن الامريكان لم يأتوا لأجل أن ينالوا الحرية والديمقراطية ، وأن يتخلّصوا من النظام القمعي والديكتاتوري لتحل محلّهُ الأنظمة والقوانين والحكومات الراعية للحقوق والمكتسبات وإنما آتوا كذباً وزورا ، أتوا ليدّمروا كل الممتلكات والموارد ونهبها وتسخيرها لصالح ميزانياتهم وتقدمهم وزدهارهم ، ولأجل دحض أي مشروع عراقي مستقل وذو سيادة وبعيداً عن أوامر الطاعة للبيت الأبيض كما هو حال الكثير من العرب للأسف…

Advertisement

بذريعة امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل أقدمت واشنطن ولندن على غزو العراق ودون اللجوء لمجلس الأمن الدولي ، بينما وقفت الكثير من دول العالم رافضةً للغزو ، بل أن شوارع وأحياء المدن الامريكية والبريطانية شهدت خروج الآلاف من المتظاهرين للتنديد بالعمليات العسكرية لبلدانهم على العراق لكن لا صوت يعلو فوق صوت رُبان الغزو ومخططوه وفاعلوه ليؤكد هؤلاء بعد سنوات من غزوهم بأنهم كانوا على خطأ ، وأن ما حدث لباعثٌ للندم!!!

في فبراير من هذا العام 2023 كشف مجلس الوزراء البريطاني عن وثائق تُفيد بأن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ” توني بلير” والرئيس الأمريكي “جورج دبليو بوش” كانا متأكدين من عدم صحة مزاعم امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل ، أو أي قدرة في الحصول عليها أو على صواريخ بعيدة المدى ، كما عبّر بلير بعد الاحتلال بعامين عن شعوره بالأسى والندم والإعتذار ومثله الكثيرين في الاداره الأمريكية ، ومن هنا نستنتج حقيقة الأكاذيب والاتهامات الباطلة التي لطالما سوّقها وروّجها الأمريكان وحلفاؤهم في الغرب الاستعماري ، وأن كل حروبهم القذرة على قرابة 18بلداً حول العالم ماهي إلا لأجل اخضاع الشعوب ونهب ثرواتها والعبث بها وما آلت اليه الاوضاع في العراق بعد الغزو وحتى اليوم من صراعات واقتتال وفساد ونهب وتشظي إلا نتائج لما أقدمت عليه أمريكا وحلفاؤها من غزوٍ واحتلال للعراق.

لم يكن العراق ممثلاً بنظام الرئيس الراحل “صدام حسين” يمتلك أسلحة دمار شامل ، ولم يكن مُهدداً للسلم في الشرق الأوسط والعالم خصوصا وأن المنطقة بعد الاحتلال أصبحت أكثر اضطراباً وعنفاً ، ولم يشهد أن أحدثت الانقسامات والصراعات البيّنية بين أكثر من مكون وطائفة وبين دولة وأخرى في المنطقة الا بعد ان أُستبيحت الأراضي العراقية وأُهدرت دماء أبناؤها ومصادرة ثرواتهم وممتلكاتهم وفاقم كل ذلك الاجرام حصارُ دولي مارق وجبان.

عشرون عاماً والمأساه ليست عراقية فحسب ، بل باقية ضاربةٌ عرض أُمتنا ولا زلنا ندفع الثمن وحتى اللحظة.

لم يحدث أن تدّخلَ الامريكان في بلدٍ حول العالم لأجل استعاده الحقوق والحريات والديمقراطية بحسب زعمهم ، بل التاريخ يحكي قصص من المآسي والأحزان ، عن ملايين القتلى والمشردين ، عن نهب وظلم جائر ، عن فساد ونشرٌ للرذائل وكل هذا ما ينجم عن الحروب الأمريكية حول العالم ؛ ما يؤكد للعالم أجمع بأن آلة الموت والارهاب العالمي هي من تعتبر نفسها سيّدة العالم وحاكمه ، وأن العالم كل العالم ليس لديه من مشكلة تُجهض عليه وتهيمن عليه سوى مع امريكا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى