آراء

بمناسبة ما يتردد عن إقتراب تطبيع العلاقات بين مصر وإيران

بقلم : السفير  / مدحت القاضي

Advertisement

يظل تحليلي وملاحظاتي هي:

 

Advertisement
[١] تبادل السٌفراء أو استعادتهم : لا يعني التطبيع ؛ والتطبيع لم يعد قاصراً على شكلية / إشكالية تبادل السفراء !؛ فهناك تبادل لسفراء دون تطبيع كما يجب ؛ وهناك تطبيع دون تبادل لسفراء كما ينبغي.

[٢] إستهلال المقال بنقل ما يدور في مخيلة رجل الشارع عن إيران ورموزها  : بقدر ما هي مطلوبة ، الا أنها ينبغي ان تكون متوازنة ، بمعني هل سألنا سائق تاكسي في شوارع إيران في سِن السبعين أيضاً ماذا تكون صورة ناصر والسادات لديها.

[٣] بالرغم مما تتعرض له أي وثائق بريطانية : تنشرها “بي بي سي” عام 2023 أو بالأمس أو غداً ، الا أنها ليست مِثالاً للمصداقية حتي من وجهة النظر البريطانية.

[٤] ولكن ، سيظل دائماً : موضوع تأميم ناصر لقناة السويس في ١٩٥٦ باعثاً علي مزيد من الجدل والنقاش.

[٥] محاولات تحسين العلاقات بين مصر وايران : ينبغي التعرض لها اليوم بشفافية، ومن مصادر مُختلفة ، وتفادي تكرار نفس الأقاويل.

[٦] من الذي يُعارض ويتأذي من تقارب القاهرة وطهران : وبالتالي يكون عودة السٌفراء أو تطبيع العلاقات ضِد مصلحته.

[٧] وهل هذه الدول والجهات : بالأمس ، وتحديداً مُنذ عام ١٩٩٠، هي ذاتها نفس الدول والجهات اليوم.

[٨] من الذي : أفشل مُهمة السفير منير زهران الي طهران عام ١٩٩٠ بُعيد إنتهاء الحرب العراقية/الايرانية.

[٩] ما سر : تردد مٌبارك وتراجعه في عام 1992 في التجاوب مع طلب الرئيس هاشمي رافسنجاني رفع مستوى العلاقات مع مصر.

[١٠] العلاقة مع مصر تمرّ عبر الخليج : مقولة جاءت علي لسان رئيس الدولة إبان فترة ترشحه للرئاسة عام ٢٠١٣.

[١١] وكُنت أحد القلائل وقتها : الذين علقوا وكتبوا عن ذلك ، وقُلت أنها (مع إحترامي لقائلها) مقولة صادمة ، كاشفة لواقع ينال من قَدر مصر ، وتاريخ العلاقة بين مصر وإيران ، وهي العلاقة التي كانت يوماً علاقة مُصاهرة قبل نشأة دول الخليج (مع إحترامي لها أيضاً).

[١٢] وحتي لا نفتئت علي التاريخ : سبق لمصر عهد مٌبارك أن رددت مقولات مُشابهة.

[١٣] والشيء الوحيد الذي يجعلني أقبل بمثل هذه المقولة : أن يخرج عن دول الخليج مقولة أن علاقاتها بإثيوبيا تمر من خلال مصر.

[١٤] وبالتالي؛ كُنت ، وما زلت : أري وأُنادي ، أنه يجب أن نعمل علي تصحيح مسار العلاقة بين طهران والقاهرة ، والعمل علي تغييرها ، بما يٌحقق الصالح المصري، والتحسب لحسابات المكسب والخسارة.

[١٥] أما ما شهده عام ٢٠٢٣ حتي الآن والشهور الأخيرة من عام ٢٠٢٢ : من تطورات إيجابية لعودة العلاقات ، فهو يكشف في ذات الوقت أموراً تبدو مُتناقضة ، منها تصريح وزير الخارجية سامح شكري الذي نفى فيه وقال “إنّه لا علم له بمفاوضات في هذا الصدد”، رداً علي ما أعلنه في حينه برلمانيون إيرانيون “أنّ العلاقات مع مصر في طريقها إلى العودة”.

[١٦] هل الخارجية المصرية : ليست منخرطة بالفعل في هذه الإتصالات ، وهل الإجابة أياً كانت مؤشر سلب أٌم إيجاب.

[١٧] وهل كانت الإتصالات على المستوى الأمنيّ : (طيلة الفترات الماضية) كافية أو مُرضية لتجاوز الكثير من العقبات (ومنها مِثالاً نواتج زيارات كٌلاً من: محمد مرسي لطهران صيف 2012/محمود أحمدي نجاد للقاهرة ربيع 2013/تخطيطات الإخوان/قاسم سليماني للقاهرة ديسمبر ٢٠١٢ ومخطط تأسيس جهاز أمني خاصّ لحماية “الجماعة” على غرار الحرس الثوري/أحمدي نجاد وهو يرفع علامة النصر في القاهرة).

[١٨] وبالمناسبة ، لقد كُنت شاهداً علي : زيارة قاسم سليماني للقاهرة حيث لعبت الصٌدفة دورها في أن يدخل معي من باب فندق فيرمونت في ديسمبر ٢٠١٢ ويكون في استقباله في اللوبي خيرت الشاطر ، الذي تفاجأ بوجودنا ، بينما كان بجانبي الاستشارية هايدي ووفداً أمريكيًا من جوجل إيرث كُنا قد استقبلناه بالمطار وأحضرناه لنفس الفندق في نفس التوقيت.

[١٩] أما الخطوة التي إستجدت : والتي تبعث هذه الأيام علي إرتفاع سقف الثقة ، في إمكانات العلاقة بين مصر وايران ، فهي في تقديري زيارة سلطان عُمان هيثم بن طارق للقاهرة في 22/5 ثمّ طهران في 22/5، والتي أعلم مدي مقدراتها والتي هي محل التقدير الدولي قبل الاقليمي (وبحُكم خبرتي وعملي السابق سفيراً في مسقط).

[٢٠] ولكن هذا لا يُقلل : من حسابات بعض دول الجوار الإقليمي بالسلب علي مقدرات الدور العُماني الخاص والمُتميز.

[٢١] وهذا يضفي بِنَا في البداية ، وليس النهاية ، إلي التوكيد علي : حقيقة تداخل وتناقض العديد من الملفات ، في كل خطوة من خطوات تفعيل مسار علاقة مصر بإيران.

[٢٢] وكلها أمور واعتبارات : تستوخي ، وتحتاج ، الي إدارة ملف ذات طبيعة وخبرات خاصة ، وقرارات مصيرية ، قد تبدو صادمة.

السفير/مدحت القاضي (عضو الهيئة الاستشارية لتحليل السياسات الإيرانية AFAIP – كبير مٌستشارين مركز القانون والعولمة CLG جامعة رينمين – عضو صفوة الخٌبراء المصريين للتنمية EEED).

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى