آراء

بطولة العرب العالمية

كتبت: سميرة الكندري – الكويت

Advertisement

بطولة العرب 2

أثناء مسيرتي المهنية في بلاط صاحبة الجلالة وأم المعاناة والتعب أوليت كل اهتمامي ونذرت نفسي لعالم الثقافة والفن والأدب… ومنحت عالمي كل وقتي وعقلي حتى اضع النقاط على الحروف بكل جرأة وصراحة وقدمت ما لدي من نتاج فني وفكري.

Advertisement

ورغم ممارستي الحميمية لهوايتي وحرفتي المحببة الى ذاتي حاولت قدر المستطاع والممكن أن أروض الكلمات بقلمي الحر من أجل المساهمة في بناء نهضة فكرية وأدبية وثقافية سواء بإبداع جديد أو بدروس مستفادة ممن سبقوني في المجال أو من هم أكثر مني خبرة ومعرفة وكانت المدارس والوجوه متعددة ومتنوعة والهدف واحد ومتشابه …

وكانت علاقتي بالرياضة ليست كما هي علاقتي وودي للفن أو المسرح والتمثيل والغناء أو السينما أو كتابة الرواية أو أي مجال ثقافي آخر وإن تجاوزت تلك الحدود بكتابة بعض المقالات في الشأن السياسي أو البرلماني لكن في حدود قضايا معينة ومحددة …

وفي الآونة الاخيرة ارتبطت بعلاقة حب وثيقة مع عالم الرياضة وإعلامها المحموم بعد أن كان اهتمامي بها يقتصر على ممارستها كنشاط بدني للمحافظة على الصحة وتطبيقا للمقولة الشهيرة والمعروفة (العقل السليم في الجسم السليم)…

انحرفت للارتباط بهذا المجال لسببن مهمان لا ثالث لهما من وجهة نظري الشخصية أولهما بدافع وحس وطني ومن أجل حبيبتي كويت العز والمحبة لأساهم مع كل مخلص يحاول بأسلوبه وطريقته الخاصة لترميم الكيان الرياضي الذي تهاوى وفتتته الصراعات والأهواء وانهار إلى أدني مستوى حتى أصبح خارج النص وفي أحيان غير معترف به ويدور في فلك الفشل تلو الفشل …

والسبب الثاني والآخر هو الانعطاف التاريخية التي أحدثتها قطر الشقيقة والثورة الرياضية العملاقة التي تقدمها لنا يوما تلو الاخر حتى أصبحت نموذجاً مشرفاً يحتذى به ليس في الخليج أو الشرق الاوسط وإنما في العالم بأسره …

ويكفينا فخراً بأننا نتابع هذه الأيام بطولة كل العرب التي أحسبها وأصفها بالعالمية التي وبكل حسرة وأسف يغيب عنها منتخب الكويت الأزرق الذي كان له صولات وجولات في عالم المستديرة …

عشقت هذه الكرة عندما كان يداعبها جاسم يعقوب والحوطي والعنبري والملا وكميل وقبلهم الدولة والخشرم وحسن ناصر والعصفور ومرزوق سعيد وغيرهم من رواد الجيل الذهبي وزاد عشقي وولعي بها وأسرتني بمتابعتها عندما شاهدت وتابعت باهتمام البروفات النموذجية والراقية التي قدمتها لنا قطر الحبيبة تمهيدا للعرض الكبير المتمثل في مونديال العالم المنتظر في العام القادم …

أصبحت مهووسة بمتابعة وسائل التواصل الاجتماعي والشاشات الفضية لمعرفة ما يدور من أحداث وأخبار في الملاعب والساحات القطرية … وباتت الرياضة جزءا رئيسيا من حياتي اليومية ومن أولوياتي. جذبتني الانجازات القطرية وارغمتني على الانفصال عن الفنون الاخرى ولو بشكل مؤقت لأكتشف سر هذه النجاحات الرياضية في بلدي قطر وأتعلم فن جديد في مجال حيوي ومهم…

دشنت قطر لنا عهد جديد باعتبارها منارة تستحق المتابعة والاهتمام وسأفتش عن خفاياها في كل مكان ولنا فيها عبر ودروس لابد من الاستفادة منها وتطبيقها على ارض واقعنا…

هنيئا لنا ولقطر وشعبها ولكل الاقطار العربية بهذا المنتج الوطني والجيل المبهر الجديد فالإبداع يتجدد يومياً شكلاً ومضموناً … والانتاج بغزارة … والاخراج بحلة رائعة … والسيناريو كتب بكل التفاصيل … والترتيب بدقة متناهية … والتنظيم باحترافية وثقة …

حقا أنه حدث رياضي دولي بل فاق وتجاوز الإطار الدولي … ونبضنا أصبح أكثر حيوية لمونديال قطر ٢٠٢٢ … وكلنا للمونديال ومع المونديال القطري.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى