آراء

الشقيقة عُمان ودورها في الملف اليمني

بقلم :  وافي الجرادي

Advertisement

يبذلون قصار جهدهم لوقف الحرب في اليمن؛ يدركون حقيقة أن الحرب القائمة هي عبثية ومنهكة للجميع ، وينظرون لشبح المعاناة وحجم المأساة كما لو أنها واقعة بهم ، وليست بنا ، في صوره تعكس نبل وكرم العمانيين.

لم تكن الحرب في اليمن ومنذ سبع سنوات وبالا على اليمنيين فحسب ، بقدر ما شكلت مصدر قلق وازعاج وعدم رضى الأشقاء في سلطنة عمان ، ولم يكن في مجرى توجهات وسياسات السلطنة دعما لجماعة ، أو لطرف على حساب طرف آخر ، ولم يكونوا من ضمن التحالف ، ولم تتلطخ أياديهم بدم يمني واحد ، بل سعت وسخرت كل أدواتها السياسية والديبلوماسية لوقف نزيف الدم ، وصون الأرواح والممتلكات والحقوق لليمنيين أجمع.

Advertisement

وإن حدث وتحدثت أبواق النشاز والعايشة على فتات الحلفاء هنا وهناك عن دور مشبوه وسلبي لمسقط تجاه اليمن ، إلا أن هذه الأصوات لم تحظى برضى وقبول نسبة كبيرة من المجتمع اليمني ، ولم تؤثر أقوالها في ثني قيادة السلطنة عن التخلي بواجباتها المشروعه والأخوية تجاه الأرض والانسان اليمني ، فما بني على مبادئ وقيم ثابتة راسخة يصعب انحراف مساره ، أو التأثير على أهداف السلطنة الداحضة لأفكار العنف والاقتتال ومشاريع الظلام والتجزئة.

ماكان للهدنة أن تصمد في اليمن ، لولا مساعي وتدخلات الأشقاء في مسقط ، وقدرتها الفاعلة على التواصل والاتصال مع كل القوى المنخرطة في الحرب اليمنية ، ومع الأمم المتحدة ، وفتح أبوابها لمختلف الأطراف المتصارعة في اليمن ، ومد جسور الدعم والاسناد لمختلف القوى الدولية الرامية لدعم جهود التهدئة والسلام في اليمن.

تستمر سلطنة عمان ببذل جهود الوساطة بين أنصار الله (الحوثيين) والأطراف اليمنية ، فضلا عن وساطتها المتواصلة والمستمرة والمكثفة بين أنصار الله والتحالف بقيادة السعودية ، في محاولة منها لنجاح تمديد الهدنة رغم انتهاء مدتها الزمنية ، وما تبذلة حاليا أكثر من أي وقت مضى في وقت تشهد الساحة الدولية متغيرات جمة ، وينتاب النطام الدولي تعقيدات لم يعهد أن شهدها منذ انهيار المعسكر السوفيتي في اوائل التسعينات .

كما أنهم يعملون وبكل طاقاتهم الهادئة والحثيثة ، لطي صفحة الحرب في اليمن وانتشال اليمنيين ، والمحيط العربي وتحديدا الخليجي ، من تداعياتها الكارثية والتي لا تخدم سوى تمزيق الشعوب واهدار مواردها وثرواتها ، في صراع طويل الأمد يخدم أعداء أمتنا العربية والاسلامية.

ودائماً تجرى مشاورات واتصالات مكثفة تحديدا بين جماعة أنصار الله الحوثيين وبين الرياض ، وبوساطة الأشقاء في عمان ، وهذه المشاورات والتي تحمل طابع السرية تهدف الى تمديد الهدنة ، وبحسب معلومات فإنه من المتوقع أن يصل وفد سعودي اماراتي بمعيّة وفد عماني إلى صنعاء خلال الأيام القادمة ، والتشاور مع قادة من جماعة أنصار الله ، والوصول الى تفاهمات من شأنها أن تقود لصرف مرتبات موظفي الدولة ، بمن فيهم المتقاعدين ، وزيادة عدد الرحلات الجوية إلى 6 رحلات أسبوعية ، وتخفيف القيود والاجراءات على الموانئ اليمنية ، كما وسيتم تبادل الافراج عن أسرى من الطرفين …

ولاشك أن ترحيباً وقبولاً واسع الطيف تحظى به عمان ، من كل القوى اليمنية والاقليمية والدولية ، ما يؤكد لنا بأن أي حلول ونجاحات ستتم للسلطنة بصمات واضحة ومحورية وهامة فيها ، فمن الشقيق والجار لليمن وأهله ستتوالى الخيرات ، وسيقطف اليمنيون ثمارها ، ودون أي مقابل يمس وحدة اليمن وسلامة اراضيه وأبناءه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى