آراء

التطعيم ضد فيروس كورونا حرية شخصية أم مصلحة عامة؟

كتبت – د.ريم الشيناوي

Advertisement

توجب الأخلاقيات الطبية مراعاة وموازنة عدد من الحقوق والمبادئ قبيل إصدار أي قرارات صحية إلزامية على أفراد المجتمع.

لا ترتبط الاخلاقيات الطبية بالطب والأبحاث فقط ، بل تشتمل على السياسة الصحية ، واقتصاديات الصحة وعلم الاجتماع والأنثروبولجيا وسياسات الصحة العامة.

Advertisement

عند العمل على قرارات الصحة العامة ، يجب الموازنة بين مبدأ احترام الحرية الشخصية مع المبادئ الأخلاقية الأخرى كمنع الضرر وإحقاق المنفعة والإحسان والعدالة بأنواعها، مع الدراسة المفصلة للمعطيات والظروف التي دعت إلى هذه القرارات.

التطعيم وكورونا 2

“يمكن للحقوق والمبادئ الأخلاقية أن تتجاوز بعضها البعض حسب ما تقتضي الحاجة لكل حالة بعد دراسة التفاصيل والمعطيات المتعلقة بها”.

في بعض الحالات ترجح كفه إحقاق المنفعة العامة ومنع الضرر على مبدأ الحرية الفردية. فيقدر الإحسان بحسب السبب الداعي له.

يتوجب على الصحة العامة دراسة وتبرير إذا ما كانت السياسات الموضوعة لصالح المجموعة تتخطى على مبدأ الحرية الشخصية لأعضاء المجموعة من النواحي الأخلاقية والقانونية.

يندرج التطعيم الإلزامي تحت تدابير الصحة العامة والتي تهدف لإحتواء الأمراض ومنع العدوى. عندها يصح أن تتجاوز مبدأ احترام الحرية الشخصية من أجل منع الضرر عن المجتمع ونشر المنفعة.

الموافقة على أخذ اللقاح وتقبل الأعراض الجانبيه البسيطة ، هو من الإحسان ، وهي دعوة أخلاقية للسيطرة على انتشار الوباء والوقاية منه.

وفي حين أن كفة منع الضرر عن المجتمع قد رجحت في الجائحة إلا أنه لا ينبغي لسياسة الصحة العامة أن تحرم الأفراد من حقوقهم دون مراعاة مدروسة.

لذا… أدرجت #وزارة_الصحة الفئات التي يتم إستثنائها من التطعيم لضمان سلامتهم ومنع الضرر عنهم:

  • من ظهر لديهم تحسس مفرط بعد أخذ الجرعة الأولى من اللقاح.
  • الحالات المثبتة بتقارير طبية مفصلة أن لديهم حساسية مفرطة من مكونات اللقاح.
  • بعض الأمراض التي تتعارض مع اللقاح، حسب التقييم الطبي لها.

د. ريم الشيناوي

باحثة ومستشارة الأخلاقيات والقوانين الطبية والحيوية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى