جولات سياحية قصيرة في الأردن : استمتع بتجربة استثنائية في قلب التاريخ والطبيعة
عمّان : هرمز نيوز
أعلنت هيئة تنشيط السياحة الأردنية عن إطلاق حملة ترويجية جديدة تهدف إلى إبراز جاذبية الرحلات القصيرة داخل المملكة، داعية الزوار لاكتشاف تجارب فريدة تجمع بين عبق التاريخ وسحر الطبيعة، حتى في إطار الزيارات السريعة. وتقدّم الحملة نموذجًا مبدئيًا لرحلة تمتد على مدار ثلاثة أيام فقط، تظهر للزائر كيف يمكنه الاستمتاع في ربوع الأردن، بدءًا من المعالم الأثرية العريقة وصولًا إلى الواحات الطبيعية الخلابة.
تستمر الحملة في تقديم مسارات سفر مختارة بعناية، تُبرز كيف يمكن للأردن أن يأسر القلوب بطرق متنوعة، سواء للباحثين عن عمق ثقافي أو عشاق التاريخ، أو أولئك المولعين بالطبيعة. ورغم أن زيارة بلد زاخر بالكنوز التاريخية كالأردن قد تبدو مكثفة في غضون ثلاثة أيام فقط، فإن المملكة ترحب بزوارها بتجارب استثنائية تبقى في الذاكرة حتى خلال عطلة نهاية الأسبوع.
والسر يكمن في اختيار الأماكن بعناية، معرفة التوقيت المثالي، واتباع الأسلوب الأمثل في استكشاف معالم الأردن. عند تجميع هذه العناصر الثلاثة، تتحوّل الرحلة القصيرة إلى تجربة لا تُنسى. بتخطيط دقيق، تصبح ثلاثة أيام كافية لخوض مغامرة حالمة مليئة بلحظات مثرية تُسعد أي زائر من أي مكان في العالم.
اليوم الأول: استكشاف أسرار عمّان
يمر بعض الزوار بسرعة عبر عمّان في طريقهم إلى الجنوب، متجاهلين كنوز العاصمة التي تستحق التوقف. عند الصعود إلى قلعة عمّان، تقع أمامك مشهد بانورامي يخطف الأنفاس، فتحلّق بك الذاكرة عبر العصور من الرومانية والبيزنطية وصولًا إلى الدولة الأموية، حيث تروي الحجارة قصة حضارات تركت بصماتها في العالم كما نعرفه اليوم.
وفي فترة ما بعد الظهيرة، يتحوّل “وسط البلد” إلى مسرح من المفاجآت عند كل زاوية، فتعبق الأجواء بروائح محامص القهوة التقليدية التي تحمل عبق الزمن الجميل، فيما يقدّم الباعة المتجولون الفلافل بنكهات أصيلة تنبض بروح الكرم. وفي قلب هذا المشهد، تتألق المعارض الفنية التي تعرض إبداع الفنانين العرب المعاصرين، مما يتيح للزوار لمحة حية عن نبض المشهد الثقافي.
أما شارع “الرينبو”، فيعدّ رحلة مصغّرة عبر الزمن، حيث تصطف الفيلات التاريخية القديمة، وتحتضن المطاعم التي تقدم أشهى المأكولات الشامية. تجمع عمّان بين سحر الماضي وبهجة الحاضر، وتقدّم تجربة مفعمة بالشغف وحافلة بالمفاجآت.
اليوم الثاني: هدوء البتراء وروحانيتها
في صباح اليوم الثاني، مع أول خيوط الفجر، تبدأ الصخور الوردية في البتراء بالتوهج بصمت، مغمورة بضوء خافت يكشف عن مشهد ساحر يخطف الأنفاس. تبدأ الرحلة الحقيقية قبل الوصول إلى البتراء نفسها، حيث يتبدّل المشهد تدريجيًا من صخب المدن إلى سكون الصحراء، في تحوّل بصري ووجداني مذهل.
الوقت الأمثل هو الوصول في الصباح الباكر، حيث تُبرز أشعة الشمس الأولى تفاصيل الصخور الوردية التي تشعّ جمالاً. وبعد المرور بمنطقة الخزنة الشهيرة، يكتشف الزائر كنوزًا مخفية، من مقابر منحوتة في الجبال إلى مناظر طبيعية تأسر الروح. وفي قرية أم صيحون القريبة، يستمتع الزوار بوجبة غداء محلية تُعدّها العائلات الأردنية بحفاوة، حيث يُقدّم المنسف في أجواء دافئة تعكس بساطة المكان وثراء الروح.
وبعد الغداء، يخصّص ما تبقى من اليوم لزيارة “الدير”، أكبر معالم البتراء وأكثرها هيبة، مع إطلالات بانورامية آسرة تأسر القلب.
اليوم الثالث: الكنوز الخضراء في شمال الأردن
في اليوم الثالث، ينقلك المسار من صحراء الجنوب إلى خضرة الشمال. تبدأ الجولة في “جرش”، المدينة التي تجمع بين الآثار الرومانية وروح الشرق، محاطةً بطبيعة غنّاء تُضفي تباينًا بصريًا ساحرًا مع أطلالها العسليّة.
وفي حال صادف وجودك في الصيف، فإن مهرجان جرش يُعدّ تجربة لا تفوّت، حيث تتألق المدينة بالعروض الموسيقية والرقصات الفلكلورية والمسرحيات التي تحتفي بتراث المنطقة وثقافتها المتجددة.
مع منتصف النهار، تأخذك الرحلة إلى عجلون، حيث تتحوّل الطبيعة إلى غابات زيتون وتلال خضراء، مما يوفر لك لحظات من الصفاء بين أحضان الطبيعة النقية. وعلى إحدى القمم، يبرز حصن عجلون التاريخي من القرن الثاني عشر شامخًا، ويُقدّم إطلالات بانورامية آسرة على الأفق الأخضر.
وفي محمية غابات عجلون، يمكنك التنزه بين عبق الأشجار والفراولة البرية، فيما تدعوك البيوت الريفية في قرية عرجان لتكتشف طريقة صنع صابون الزيتون يدويًا، وفق تقاليد توارثتها الأجيال.
خاتمة
قد تبدو ثلاثة أيام في الأردن قصيرة، لكنها تترك أثرًا عميقًا في القلب والذاكرة. إنها ليست مجرد رحلة، بل بداية حكاية، ودعوة مفتوحة للعودة من جديد، لأن في كل زيارة يكتشف الزائر سرًّا جديدًا، وعجائب تنتظر من يكتشفها بين طيات التاريخ وروح المكان.
