السمات الابتكارية
بقلم : د. أنيسة فخرو
نعم نحن في أمس الحاجة اليوم إلى الإبداع والابتكار ، وعلينا أن نفكر في خلق الأجيال المبدعة ، لكي تخرج مجتمعاتنا العربية من الدائرة المغلقة التي تحاصر عقولنا وأفكارنا وحياتنا كلها.
لذلك علينا أن نفكر خارج الصندوق أو خارج عن المألوف وكيف ننمي الإبداع ونوظف الابتكار ، وأوجه الابتكار متعددة ، وتشمل التفكير والسمات والاتجاهات والسلوك وغيرها ممن علينا اقتران الابتكار به ، وتطرقنا في مقال سابق إلى التفكير الابتكاري ، وفي هذا المقال نطرح مفهوم السمات الابتكارية.
لقد حددت الكثير من الدراسات مفهوم السمة بأنها : الصفة الجسمية أو العقلية أو الاجتماعية الفطرية أو المكتسبة التي يتميز بها الفرد ، وتعبر عن استعداد ثابت نسبيا لنوع معين من السلوك.
وأوضح (البورت) أن هناك بعض الخصائص للسمة ، فهي عادات على المستوى الأكثر تعقيدا ، وهي أكثر عمومية من العادة ، دينامية في طبيعتها ، ويتحدد وجودها تجريبيا وإحصائيا من خلال الاستجابات المتكررة للفرد في المواقف المختلفة. والسمات ليست مستقلة عن بعضها البعض ، لكنها ترتبط فيما بينها ارتباطا موجبا ، وهو مفهوم أو اصطلاح يصف الأساليب السلوكية في مواقف اجتماعية معينة ، وتتسم تلك الأساليب السلوكية بالثبات النسبي والعمومية.
ويقول (محمود منسي) : من الطبيعي أن السمات ذاتها لا تُرى لدى الشخص ، لأنها تعتبر بمثابة متغيرات وسيطة يمكن الاستدلال عليها من خلال السلوك ، وهذا السلوك يتأثر بدوره بالحاجات والدوافع والقيم والمعتقدات ، والصفات المزاجية الشخصية للفرد والخبرات والتربية الأسرية.
وأثبتت العديد من الدراسات أن السمات الابتكارية هي نوع من السلوك الابتكاري الذي يتأثر بالسياق النفسي والاجتماعي والوجداني والمعرفي لكل فرد على حدة ، مما يؤدي إلى وجود فروق بين الأفراد والجماعات.
وتُعرّف السمة الابتكارية بأنها صفة أو خاصية ذات دوام نسبي ، يتميز بها الأفراد المبتكرون بدرجة تفوق الأفراد العاديين ، ومن هذه السمات : الثقة بالنفس ، حب التجديد ، المرونة ، العقل الناقد ، الاستقلالية ، عدم المسايرة ، وحب الاستطلاع.
أما أهم السمات الإبداعية التي أضافها (عبدالرحمن العيسوي) عام 1985 ، فهي التفضيل الواضح للأمور المعقدة وتقديرها في مقابل البساطة ، الانفتاح على الخبرات ، حب التغيير ، حب الحرية والاستقلالية ، القدرة على الحدس ، وعدم الامتثال لآراء الآخرين.
وأضافت قائمة (ديفيس ورم) في عام 1989 ، بعض السمات : كالتأمل ، والصراحة ، والحدس ، والطموح ، وسعة الأفق ، والمثابرة ، وتحمل الغموض ، وتحمل الاختلاف ، وحب التجديد ، وتنوع الميول وتعدد المواهب ، والميل إلى التحليل والاستدلال ، والتمعن في الأفكار الجديدة ، والفعالية والنشاط.
وعلينا أن نتسائل كيف يمكن أن نصنع أجيال وأجيال تتوافر فيها السمات الابتكارية وتمارس التفكير الابتكاري في حياتها اليومية؟
والجواب معني به كل فرد في المجتمع ، من أكبر مسئول في الدولة حتى أصغر فرد ، وبالأخص تقع المسئولية الكبرى على العاملين في التربية ، وأولياء الأمور ، وعلى كل مسئول يهمه مستقبل الإنسان والأوطان.
الدكتورة أنيسة فخرو
سفيرة السلام والنوايا الحسنة وعضوة الشبكة العربية للابداع والابتكار