GreatOffer
آراء

الاحتلال والاستعمار الجديد : دور العرب في مواجهة التحديات

بقلم: د. جمالات عبد الرحيم

Advertisement GreatOffer

تدور الأحداث في منطقة الشرق الأوسط ، خاصة في فلسطين وغزة وجنوب لبنان ، ضمن إطار معقد من الصراعات التاريخية والسياسية التي تؤثر على حياة الملايين. التحليل لدور الولايات المتحدة الأمريكية كداعم رئيسي لإسرائيل يعكس تناقضًا صارخًا مع القيم الإنسانية والعدالة التي تدعيها.

السياسة الأمريكية التقليدية تقوم على دعم إسرائيل ، وهذا الدعم يتجاوز المساعدة العسكرية أو السياسية ، ليصبح انحيازًا واضحًا في صراع طويل الأمد ، أسفر عن تدهور الأوضاع الإنسانية في الأراضي الفلسطينية.

Advertisement

وعلى الرغم من أن شعوب العالم تقف متضامنة مع شعب غزة الأعزل ، الذي يعاني تحت وطأة الحصار والاعتداءات المستمرة ، تستمر الولايات المتحدة وحلفاؤها في تقديم الدعم غير المحدود لإسرائيل ، ما يشير إلى تجاهل متعمد لمعاناة الفلسطينيين وحقهم في تقرير مصيرهم. هذه السياسة تتحدى إرادة الشعوب وتبرز مدى تعقيد الوضع الإقليمي.

التساؤلات حول موقف الدول العربية

تتزايد التساؤلات حول موقف الدول العربية والسلطات المعنية من هذا المشهد المأساوي. كيف يُسمح للقوى الاستعمارية الكبرى ، مثل الولايات المتحدة وحلفائها ، بالعبور عبر الموانئ والممرات الملاحية في المنطقة ، بما في ذلك قناة السويس؟ هل يُعقل أن تظل الدول العربية متفرجة أمام هذا التجاهل السافر لحقوق الفلسطينيين وسيادة أراضيها؟

يتوجب على الدول العربية إعادة تقييم المعاهدات والتوافقات القديمة التي أصبحت عاجزة عن مواجهة التحديات الراهنة. هذه الاتفاقيات ، التي لم تعد تتماشى مع متطلبات العصر ، تساهم في إطالة أمد العدوان الإسرائيلي وتظهر حالة من التراخي والميوعة في التعامل مع التهديدات المستمرة.

فشل المجتمع الدولي

الاجتياحات الإسرائيلية المتكررة في غزة وجنوب لبنان دليل صارخ على فشل المجتمع الدولي في ردع هذه الانتهاكات. بينما تتزايد مشاهد القتل والدمار ، تبقى القرارات الدولية عاجزة عن تغيير الواقع ، إذ تعكس حماية القوى الكبرى لإسرائيل غطاءً لأطماعها السياسية والاقتصادية. ما يُسمى بجهود “تحقيق السلام” لا يتعدى كونه وسيلة لشرعنة الاحتلال واستمراره.

الدعوة للتضامن العربي والإسلامي

في ظل هذه الظروف ، تتزايد الدعوات لتوحيد الجهود العربية والإسلامية لمواجهة العدوان الإسرائيلي. يتطلب الأمر خطوات أكثر فاعلية لدعم الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال وإعادة بناء تضامن حقيقي على المستويين العربي والإسلامي . الشعوب العربية والإسلامية مطالبة بإعادة النظر في علاقاتها الدولية وبناء مواقف أكثر عزيمة لمواجهة الاستبداد.

الأمل في القيادات المستقبلية

الأمل يكمن في بناء قيادات سياسية قوية تعي متطلبات المرحلة وتلتزم بحقوق الشعوب المستضعفة. على هذه القيادات أن تتحلى بالشجاعة لاتخاذ مواقف حاسمة في مواجهة الاحتلال ، وأن تسعى لاستعادة الحقوق المسلوبة للشعوب العربية والإسلامية. إن هذه المهمة ليست مجرد خيار ، بل ضرورة لمواجهة الاستعمار الجديد الذي يهدد مستقبل المنطقة.

خاتمة

إن الصراع العربي الإسرائيلي لا يزال أحد أكبر التحديات التي تواجه المنطقة. على القادة العرب أن يدركوا أهمية المرحلة وأن يعملوا على تفعيل دورهم لحماية حقوق شعوبهم. المستقبل يتطلب تضافر الجهود والتزامًا جماعيًا بالتصدي للاستعمار الجديد بكل أشكاله ، من أجل تحقيق العدالة والاستقرار في المنطقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى