ثقافة وفن

لا حسب كالتواضع .. ولا شرف كالعلم

بقلم : محمد بن العبد مسن

Advertisement

آخي القارئ..

إذا رأيت العلماء على أبواب الملوك فقل بئس الملوك و بئس العلماء ، و إذا رأيت الملوك على أبواب العلماء فقل نعم الملوك و نعم العلماء.

Advertisement

وفي كل الأحوال إن الجهل هو سبب الأزمات التي ترافق الديمقراطية الناشئة في المجتمعات وهو السبب المباشر وغير المباشر في إنتاج الصراعات والأزمات ومنها تأتي الطبقات المجتمعية .

أخي الكريم في مقالي هذا  أود أن أوضح مفهوم الطبقات الاجتماعية  ، فهو من مفاهيم فلسفة السياسية الماركسية التي تسعى لمُراعاة القضايا التاريخية والتوترات الاقتصادية داخل مجتمع مُنقسم إلى طبقات اجتماعية معادية.

ومن الذين أكدوا الانتشار العالمي لهذا المفهوم هما (كارل ماركس – و فريدريك انجلز) ، حيث اعتبروا أن صراع الطبقات هو محرك التغيرات الاجتماعية في التاريخ الحديث.

وهناك الكثير من الأشخاص عبر التاريخ يفسر نظام الطبقات حسب وجهة نظرهم ، منهم الرسام الأميركي رسم (كاريكاتور) ووصف نظام الطبقات و(الرأسمالية) صدر عام 1911 في صحيفة العامل الصناعي.

ويقال أن الفكره مستوحاه من كاريكاتور روسي يعود للعام 1900 ، حيث رسم هرم النظام الرأسمالي (بالإنجليزية:Pyramid of Capitalist System) وهو الاسم الشائع آن ذاك.

وصف الرسام في الكاريكاتور حسب وجهة نظره على التدرج الاجتماعي المتمثل في الطبقة الاجتماعية ولامساواة اقتصادية ، كما يُظهر الكاريكاتور هرما أو تسلسلاً اجتماعياً حيث الغالبية الفقيرة في الأسفل والأقلية الثرية في أعلى الهرم ، متوجين بكيس أموال يمثل الرأسمالية.

وأوضح بداية التسلسل الطبقي من أعلى إلى أسفل كالتالي:

يدل على المال والحكم ويقصد به الرسام الامريكي (نحن نحكمكم): تظهر الطبقة العليا من الهرم ملكاً ورجلي دولة بجانبه.

والطبقة التالية تقصد (نحن نخدعكم) : وهم رجال الدين.

الطبقة الثالثة تقصد (نحن نطلق النار عليكم): وهم المسؤولين عن تنفيذ النظام من جيش وشرطة.

الطبقة الرابعة (نحن نأكل لأجلكم): هم الطبقة المتوسطة أو البرجوازيون.

الطبقة الأخيرة (نحن نعمل لأجلكم جميعاً)..و نحن نطعمكم جميعاً : التي يستند عليها الهرم هم الطبقة العاملة أو البروليتاريا.

حيث أوضح الرسام أن الرسالة الأساسية للكاريكاتور هي نقد التسلسل الهرمي للسلطة والثروة في النظام الرأسمالي في دول الغرب .

ويهدف لتسليط الضوء على تضحيات الطبقة العاملة التي تدعم الجميع، ويقترح أن انسحابهم سيؤدي لانهيار.

وقال الكاتب والصحافي الأمريكي (جون بيلامي فوستر ) عن الرأسمالية: “ها نحن بعد أقلّ من عقدين على بداية القرن الحادي والعشرين ، ويبدو لنا أن الرأسمالية قد فشلت كنظام اجتماعي ، فالعالم غارق في الركود الاقتصادي ، وأعظم معدّلات اللامساواة في تاريخ البشرية ، وكلّ ذلك مصحوباً بالبطالة الهائلة والبطالة المقنّعة وبالأعمال غير المستقرّة ، وبالفقر والجوع والحياة المهدورة.

أخي الكريم..

إن الحديث عن الصراع الطبقي في ظل الإسلام حديثاً غير ذي موضوع ولله الحمد ، وإذا كان مستوردو الحضارة الغربية قد استوردوا فكرة الصراع كما قلنا فإن ذلك لم يحدث إلا لغيبة النظام الإسلامي والذي ما زالت آثار تطبيقه السابقة تصون المجتمع من الوقوع في براثن الصراع الطبقي.

الإسلامُ لا يعرف نظامَ الطبقات المغلَقة  فالناس سواسيةٌ كأسنان المشط يُصلِّي الفقير بجوار الغني وقد يسبقه بل قد يكون – بفقهِه – إمامًا له ولا فرق بين أسود وأبيض .

كما أن المجتمع الإسلامي يسمح لكل إنسان بالترقِّي  فقد يصبح ابن الأجيرِ وزيرًا يسبق ابنَ الثريِّ الوجيه وهكذا.

ويقول (سارجنت شرايفر) سفير الولايات المتحدة لدى فرنسا سابقًا (إذا لم يخلق التعليم حاجة إلى الأفضل في الحياة ، فنحن عالقون في مجتمع طبقي جامد وغير ديمقراطي).

أخي العزيز .. صدق الشاعر عندما قال :

إِذا ما أقامَ العلمُ رايةَ أمةٍ

فليس لها حتى القيامةِ ناكسُ

تنامُ بأمنٍ أمةٌ ملءَ جفنِها

لها العلمُ إِن لم يسهرِ السيفُ حارسُ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى