رياضة محلية

المشاكل والديون تحاصران اتحاد الكرة

تواجه مجلس إدارة الاتحاد العماني لكرة القدم تحديات كبيرة في الموسم الحالي ولم يتوقف الأمر عند آثار توقف النشاط الكروي نتيجة تفشي فيروس كورونا، وشكلت الأشهر التي تم تمديدها في دورة المجلس بقيادة رئيس مجلس إدارة اتحاد الكرة سالم بن سعيد الوهيبي والتي كان من المقرر أن تنتهي في سبتمبر الماضي إلا أن تفشي فيروس كورونا أدى إلى تعطيل الجمعيات العمومية للاتحادات الرياضية بقرار من اللجنة العليا المكلفة بمتابعة تداعيات فيروس كورونا.

Advertisement

بضعة أشهر أضيفت لفترة عمل مجلس إدارة اتحاد كرة القدم إلا أنها جاءت بما لا تشتهي السفن وتعتبر في نظر كل مراقب ومتابع لمسيرة مجلس إدارة اتحاد الكرة أنها الأشهر الأصعب في مسيرته وتكاد تحدياتها تعادل كل التحديات الكبيرة التي واجهها المجلس خلال السنوات الأربع منذ توليه المسؤولية في سبتمبر عام2016.

عديدة هي التحديات التي واجهت مجلس إدارة اتحاد الكرة بداية بتعليق النشاط الكروي قبل نهاية الموسم والجهود التي بذلت لاستكمال المباريات المتبقية في دوري عمانتل ومسابقة الكأس ودوري الدرجة الأولى والتي اصطدمت بمحاولات حثيثة من بعض الأندية التي دعمت فكرة إلغاء الموسم بكامله. وتواصلت الضغوط على مجلس إدارة اتحاد الكرة بإعلان العروبة عن انسحابه وعدم تكملة الموسم قبل أن يتراجع. واستمرت مساعي الأندية للخروج عن منظومة المسابقات وجاء بيان نادي فنجاء يتحدث عن انسحاب كامل لا رجعة فيه، وقبل أن تنتهي أزمة فنجاء ظهرت أزمة تعد جزءا منها تتعلق بمن سيكون مؤهلا ليحل محل فنجاء في دوري عمانتل في ظل غياب نصوص واضحة في لائحة المسابقات أو القواعد العامة للاتحاد وهو ما فتح الباب أمام بعض ردود الأفعال، قبل أن يحسمها اتحاد الكرة بعودة نادي عمان مرة أخرى للدوري بعد هبوطه!.

Advertisement

واستمرت الأزمات والتحديات على طاولة مجلس إدارة اتحاد الكرة نتيجة قرارات مجلس المديرين بخصوص تراخيص الأندية وكانت المفاجأة أن أكثر من نصف الأندية فشل في الحصول على الرخصة ليكون مجلس إدارة اتحاد الكرة أمام خيار تفعيل العقوبات المتدرجة التي تبدأ بالغرامة وخصم النقاط وتنتهي بالمنع من المشاركة في دوري عمانتل وقبل ذلك بطولة كأس الاتحاد الآسيوي.
التحديات والضغوط لم تنته في أمر الموسم الماضي ولكنها امتدت إلى الموسم الكروي الجديد الذي شهدت برمجته شدا وجذبا وتباينت وجهات نظر الأندية ومطالبهم بتأجيل البداية وتقليص المباريات. ورغم كل الضغوط والصعوبات التي اصطدم بها مجلس إدارة اتحاد الكرة إلا أنه حسب ما ذكره مسؤول رفيع في الإدارة أنهم نجحوا في تجاوز أكثر من عاصفة وتعاملوا ببعض اللين في عدة مواقف وبحزم قوي في مواقف أخرى. ويؤكد المسؤول في الاتحاد عن شعورهم بالرضا التام عما اتخذوه من قرارات وأن الحكمة لم تغب عن معالجة قضايا كانت شائكة. وكشف المسؤول عن أمر خطير بقوله: إن مجلس إدارة اتحاد الكرة أن لم يتعامل بالحكمة في بعض المسائل لدخل في صدام قوي مع الأندية ولكانت النهائيات تختلف عما هو عليه الوضع اليوم.

رغم كل الضغوط والصعوبات لا يزال مجلس إدارة اتحاد الكرة مصرا على المضي قدما في وضع الخطط الصحيحة لتطبيق هدف الاتحاد وهو استراتيجية تحويل كرة القدم العمانية لصناعة مزدهرة عبر وضع البرامج قصيرة وطويلة المدى يعمل جميع الشركاء على تنفيذ الأهداف المساندة التي تخص كل دائرة من دوائر الاتحاد.

وفتح مجلس إدارة اتحاد الكرة خلال دورته خطوط اتصال وتواصل مع الاتحاد الدولي الفيفا والاتحاد الآسيوي في عملية انفتاح كبيرة وعلاقات خارجية وطيدة، وظلت علاقة اتحاد كرة القدم في حالة تواصل مع دائرة تقييم أداء الاتحادات في الاتحاد الدولي لكرة القدم للحصول على المزيد من الدعم الفني.
وتركز الخطط على تحديد الأهداف المطلوبة وصولا لتحقيق الهدف عبر مراحل زمنية متتالية، لكل مرحلة أهدافها المحددة وخططها التنفيذية وبرامج عملها بمشاركة المختصين من مختلف الإدارات باتحاد كرة القدم، واستعراض مستمر لكافة جوانب استراتيجية اتحاد كرة القدم وكذلك مناقشة كيفية تطويرها خلال المراحل المستقبلية والاهتمام بمعادلة المستقبل والحاضر بين ما تم تنفيذه من الخطط الموضوعة لإنجاز بنود الاستراتيجية وتقييم سير العمل بها بمختلف الجوانب ذات العلاقة المباشرة وغير المباشرة بمختلف إدارات اتحاد كرة القدم، في حين تتم مراجعة وتقييم ما تم إنجازه من عمل وبرامج على صعيد المنتخبات الوطنية والمسابقات.

 

التحدي الذي يدرك مجلس إدارة اتحاد الكرة بأنه الأمر الصعب والذي يتعامل معه مجلس إدارة اتحاد الكرة بقاعدة العين بصيرة واليد قصيرة ويتعلق بحجم المديونيات على بعض الأندية وبشكل مخيف وتعكس حالة من عدم تنظيم مسألة الانتقالات للاعبين بين الأندية دون تسديد المستحقات بشكل مبكر ومنع قضية تراكم المطالبات المالية، وتعد قضية مديونية اللاعبين العمانيين والأجانب لدى الأندية أبرز القضايا التي تواجه الأندية اليوم وتحول دون استكمال الملفات الخاصة بالحصول على الرخصة.

وتشكل الديون بصورة عامة حالة من الاستياء حتى بين الأندية نفسها وأدت إلى جعل العمل الفني والإداري فيها طاردا ولا تجد الجمعيات العمومية الاهتمام من القاعدة ولا المنافسة الشرسة من جانب الراغبين في العمل. وتجسدت التحديات في نادي فنجاء الذي كشف عن أزمة مالية نتيجة عدم وفاء مستثمر بما عليه من التزامات وهو ما جعل مهمة التخلص من الديون وسداد متأخرات من يطالبون بمستحقات مالية متراكمة علمًا أن هذا النادي من أبرز الأندية في السلطنة وصاحب سجل حافل من البطولات والإنجازات.
ويرى مجلس إدارة اتحاد الكرة أن الأندية معنية بجدولة مديونيتها وإيقاف حالة تراكم الالتزامات المالية تجاه اللاعبين ويشجع في الوقت ذاته بعض الأندية التي نجحت في التخفيف من التزاماتها المالية. ويعتقد اتحاد كرة القدم أن مشروع التراخيص سيساعد الأندية التي ليس لديها آلية لضبط عملية تعاملاتها مع حقوق اللاعبين في ضبط هذه الأمور والتخلص من تركة الديون.
وستظل هذه آليات مستمرة سنويا لمنع تراكم المستحقات لدى الأندية التي لديها قضايا عالقة مع عدد من اللاعبين. ويجتهد اتحاد الكرة لدعم الأندية لتتعافى من مشاكل الديون وإشراك الجهات الحكومية ممثلة في وزارة الثقافة الرياضية والشباب في وضع حلول ومعالجات مشتركة لمستحقات الأندية المتراكمة خلال المرحلة المقبلة باعتبار أن هذه القضية تستوجب وقفة جادة من مختلف الأطراف المعنيين بواقع كرة القدم لحلها. ويؤكد اتحاد كرة القدم انه مدرك نحو التزاماته تجاه الأندية ويعد الملف المالي من أبرز الملفات والتحديات التي يواجهها المجلس بالإضافة إلى ملف المنتخب الوطني الأول الذي يعمل الاتحاد على إعادة بنائه في ظل قيادة المدرب الكرواتي برانكو.

رغم الضغوط والصعوبات الفنية والإدارية التي ظلت تؤثر سلبا على مشاريع التطور إلا مجلس إدارة اتحاد الكرة نجح في تحقيق نجاح لافت فيما يتعلق بإنشاء مشروع مباني الإدارة الفنية والخدمية التي سيبدأ العمل فيها خلال الأيام القادمة بعد الانتهاء من كافة الإجراءات والمراجعة النهائية مع الجهات المختصة وتم الاعتماد النهائي واستلام تصريح الشروع في البناء بعد طرح مناقصة المشروع.

ويتوقع أن يبدأ العمل قريبا علما أن فترة إكمال المشروع حدد لها الأشهر الأولى من العام القادم ٢٠٢١. وكان مجلس إدارة الاتحاد العماني لكرة القدم قد أسند في مطلع هذا العام خدمات التصميم والإشراف الفني للمشروع لشركة (تسكر) للاستشارات الهندسية وهي شركة عمانية ذات خبرة في هذا المجال، منوها أن استراتيجية المجلس هي إعطاء المجال والأولوية في التنفيذ للشركات العمانية المسجلة في مجلس المناقصات والمتخصصة في تنفيذ مثل هذه المشاريع. وشهدت الأيام الماضية الكشف عن الشركة الفائزة بالعطاء والتي ستقوم بإنجاز المشروع الاستثماري الذي يمثل أهم إنجازات مجلس إدارة اتحاد الكرة في دورته.

ترجم مجلس إدارة اتحاد الكرة العماني نجاحه في العلاقات الخارجية في أكثر من زيارة لقادة الكرة العالمية والآسيوية، وزار جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السلطنة عدة مرات وبحث مع اتحاد الكرة شراكة يتوقع أن تثمر عن تعاون متواصل ودعم مثمر يساعد كثيرا في تحقيق النقلة الكروية التي تشكل هدفا استراتيجيا، كما وضعت الزيارات للسلطنة تحت أبصار العالم ودلت على فتح قنوات مهمة في علاقات اتحاد الكرة الخارجية وأن بالإمكان أن تتطور بشكل كبير ويأتي من ورائها خير وفير يدعم الجهود والخطط والبرامج التي تستهدف كرة قدم متطورة تلبي طموحات الجماهير العمانية.
وكشف رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم عن أن الكرة العمانية كانت حتى وقت قريب ضمن الفرق المتقدمة في تصنيف الفيفا ولا تزال بحاجة لعمل كبير وجهد مضاعف والمزيد من الترويج حتى تتطور وهو أمر سندعمه من خلال بحثنا مع مجلس الإدارة وحرصنا على تقديم كل جهد يساعد في حدوث النقلة الكروية.

وعبر عن أهمية الاهتمام بالقاعدة عبر تأسيس جيد للاعبين الصغار والشباب وأن تأهل منتخب الناشئين العماني لنهائيات كأس الأمم الآسيوية بادرة جيدة ومؤشر إيجابي يمكنه أن يكون بداية لبناء منتخب جيد في المستقبل.
وذكر في حديثه في زيارته الأخيرة أن سياسة الفيفا في العهد الحالي تعتمد في الأساس على الشراكة مع الاتحادات والعمل على تقديم كل الدعم المطلوب حتى تستطيع إنجاز برامج التطور التي تعمل على تنفيذها.
وقال: إن استراتيجية الفيفا تقوم على قاعدة العمل مع الاتحادات جميعها لتطوير المسابقات وتطبيق قواعد الاحتراف التي تساعد في الوصول لتحقيق النجاحات المنشودة ومن الطبيعي أن نعمل مع اتحاد الكرة العماني ونعمل معا للتعاون بما يحقق المصالح المشتركة. وكما هو معروف أن المشروع الاستثماري باتحاد الكرة الذي سيرى النور قريبا يتم بدعم من الفيفا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى