الملتقى العربي للإعلام السياحي يختتم أعماله في القاهرة برؤى جديدة لتعزيز الوجهات العربية

القاهرة : د. أشواق الحربي
اختتمت في العاصمة المصرية القاهرة فعاليات “الملتقى العربي السابع عشر للإعلام السياحي”، الذي نظمه الاتحاد العربي للإعلام السياحي خلال الفترة من 14 إلى 17 أبريل، في فندق راديسون بلو، بحضور وفود إعلامية وسياحية من عدة دول عربية، بينها السعودية، الإمارات، قطر، البحرين، تونس، الجزائر، والمغرب. وقد حظي الحدث باهتمام ملحوظ من وسائل الإعلام والمؤسسات السياحية، نظراً لما يشكله من منصة تجمع الإعلاميين والخبراء والجهات الرسمية والخاصة لبحث سبل تطوير السياحة في العالم العربي.
ركز الملتقى هذا العام على تعزيز التعاون بين الإعلام والسياحة، وفتح آفاق جديدة لتسويق الوجهات العربية بأساليب مبتكرة تتماشى مع المتغيرات العالمية المتسارعة في قطاع السفر. كما سعى إلى الارتقاء بالمحتوى السياحي الرقمي العربي بما يعزز حضوره على الساحة الدولية، ويواكب التوجهات الحديثة في التسويق والتواصل.
وشهدت جلسات الملتقى استعراض تجارب ناجحة في تطوير وجهات سياحية في كل من السعودية وقطر والمغرب، فيما قدّمت كل من الإمارات والبحرين عروضاً عن مبادراتها في مجال السياحة البيئية والتراثية. كما نوقشت تحديات التنقل بين الدول العربية، وسبل تسهيل التأشيرات وتعزيز البنية التحتية الرقمية.
وتضمنت أجندة الملتقى محاور متعددة، أبرزها العلاقة بين الإعلام الرقمي وتعزيز الوعي السياحي، حيث شدّد المشاركون على أهمية إنتاج محتوى محلي يعكس هوية كل وجهة، ويدفع السائح العربي إلى إعادة اكتشاف المقاصد القريبة منه. كما ناقش الحضور دور الصحافة المتخصصة في توجيه الرأي العام نحو نماذج السياحة المستدامة والمسؤولة.
كما طُرحت نماذج شراكة ناجحة بين القطاعين العام والخاص في تطوير المنتجات السياحية، وسط تأكيدات على ضرورة إشراك الشباب في صناعة المحتوى السياحي، والاستفادة من منصات التواصل الاجتماعي للوصول إلى شرائح أوسع من الجمهور المحلي والعالمي.
وفي كلمته خلال الملتقى، أكد الدكتور صباح علال، رئيس الاتحاد العربي للإعلام السياحي، أن الملتقى يمثل منصة استراتيجية لبحث سبل النهوض بالسياحة العربية وتعزيز التكامل الإعلامي في هذا القطاع. ولفت إلى أن النسخة الحالية ركّزت على فتح مسارات جديدة لتسويق الوجهات العربية بشكل إبداعي، ورفع جودة المحتوى السياحي الرقمي ليواكب احتياجات السوق العالمي.
وأشار الدكتور علال إلى أهمية إيجاد فضاء مفتوح لتبادل الخبرات بين الإعلاميين من جهة، والمسؤولين والمستثمرين السياحيين من جهة أخرى، بما يُسهم في بلورة استراتيجية إعلامية عربية متخصصة في الترويج السياحي، تقوم على الشراكة بين القطاعين العام والخاص.
من جانبها، قالت الدكتورة لمياء محمود، الأمين العام للاتحاد العربي للإعلام السياحي، إن الملتقى يشكّل منصة مثالية لتسليط الضوء على التجارب العربية الناجحة في تطوير السياحة. وأوضحت أن هذا الاهتمام المتزايد من المؤسسات السياحية والإعلامية بالملتقى يُظهر الحاجة إلى آليات تعاون جديدة بين الإعلام والسياحة، تأخذ في الحسبان التحديات الراهنة.
وشددت الدكتورة لمياء على أهمية مواكبة التطورات الرقمية، التي أصبحت حجر الزاوية في استراتيجيات التسويق السياحي، مؤكدة أن الإعلام العربي قادر على تعزيز الحضور السياحي للمنطقة إقليميًا ودوليًا، عبر تغطيات منهجية وإبداعية.
واختتمت بالتأكيد على أن الملتقى يشكل فرصة حقيقية لتفعيل التعاون بين الإعلام والسياحة، وتوحيد الجهود العربية نحو تطوير القطاع السياحي، واستثمار الإمكانيات المتاحة لتحقيق التنمية المستدامة في هذا المجال الحيوي.