رحل من علمني الفاتحة
بقلم- سالم بن غنام الجعفري
رحل شيخي ومازالت جدران صفي تتنفس تلاوته، وانتقاء كلماته وحلمه وطيب معاملته، فالحصة الثالثة للشيخ سالم ما أجمل صوته، حين يتلو آيات الله سبحانه، وأنا وزملائي نرتل خلفه الفاتحة والناس وبداية التين.. ما زالت ابتسامته تملأ المكان، وما زال طيف وجهه المنير بين أروقة مدرسة المنير رحل بصدر تتموج انفاسه مع آيات القرآن والتسبيح وعنعنة الحديث.. مازلت يا شيخي العزيز ترتسم في مخيلتي، عمامتك البيضاء كقلبك الصافي وعصاك الصغيرة التي لم تلامس اكفنا يوما،وحتى حقيبتك التي احتوت كتبك ومصحفك فيا مثال التواضع والرحمة واللطف..
شيخي العزيز والحبيب..
علمتنا آيات الخلق في تجسيدها وآيات الإيمان في تطبيقه..
ما أروع ماكنا نردده خلفك.. قال.. (قال) .. رسول الله.. (رسول الله صلى الله عليه وسلم ) …. علمتنا التكبير في الآذان والنهوض حين الإقامة..
شيخي…
قد كبرنا شيخي وكبر حبك في قلوبنا.. ورحلت واستوطن فضلك فينا يزهر دعاء لك ولمن اصطحبت.. فصورتكما معا.. تريح القلب وتفرح أسارير النفس فرحمة الله تعالى عليك وعلى شيخنا الخولاني.. فياااارب أننا نؤمن أن هناك سررا يتقابل فيها عبادك في جنات النعيم فاجعلهما على سرر متقابلين..
أحبتي… وزملائي..
ما أعظم الإنسان حينما يكون منهج حياته القرآن والإيمان والإحسان
وتكون سيرته،قول الرسول وفعل الرسول وصفة الرسول صلى الله عليه وسلم..
فوداعا شيخي وأستاذي ومعلمي مرددين دعاء لك بين السجود ومأمنين خلف من دعا لك.. فقد رحلت للحليم وللرحمن والرحيم
فنسأله بعدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته أن يغفر لك وأن يتغمدك برحمته في جناته مع الصالحين الأبرار
ونرجو من الله أن يجمعنا بهم وقد رضي عنا وعنهم في جنات عدن.. آمين
رحيل شيخي الأستاذ سالم بن حمد الكاسبي 18نوفمبر