كيف استقبل اليمنيون رمضان؟
تحقيق : وافي الجرادي
للعام الثامن على التوالي واليمنيون يستقبلون شهر رمضان المبارك في ظل استمرار شبح المعاناة الناجمة عن الحرب ، والتي خلفت أوضاعاً معيشية صعبة ، وأوجاعاً متزايدة يوماً بعد آخر ، ما جعل من اليمن يُصنّف وفق تقارير منظمات دولية بأنه من أسوأ الأزمات الانسانية في العالم ، حيث مايزيد عن 80% من السكان بحاجة الى المساعدات والمعونات ، حسب تقارير منظمة الأمم المتحدة.
عاماً بعد آخر ورمضان يأتي ليكون أكثر مأساوية من ذي قبل ، وخاصة مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية ، وانعدام فرص العمل وتحديداً لذوي الدخل المحدود واليومي.
يتزاحم الكثير من العمال اليمنيين في أسواق العاصمة صنعاء – كما هو حال الكثيرين في مدن يمنية أخرى – ولمجرد توقف وسيلة نقل تراهم يسرعون ويتزاحمون عليها بحثاً عما اذا كان صاحبها يريد عُمالاً وبصورة تظهر الحاجة الماسة لهؤلاء للعمل والذي بات من الصعب أن يجد أحدهم وبكل سهولة عملاً ما ؛ لتضاؤل الحركة وتحديداً حركة البناء.
وفي هذا الإطار يتحدث عبدالله الآنسي(42 عاماً) لـ”هرمز نيوز” بالقول : في كل صباح اتجه إلى جولة دار سلم (سوق العمال) بحثاً عن أي عمل أستطيع من خلاله تأمين ولو القليل من متطلبات عائلتي حيث يعمل الآنسي عاملاً بالأجر اليومي في قطاع البناء ومنذ 12 عاماً ،ويكسب حوالي 3000 ريال في اليوم الواحد على حد قوله.
ويضيف لـ”هرمز نيوز” بأن معظم أيامه لم يستطع فيها الحصول على عمل نظراً لتزايد العمال في الحراج مع قلة الطلب عليهم.
وعلى الرغم من أن شهر رمضان تنظر إليه الكثير من الأسر اليمنية وبشكل خاص وتؤليه اهتماماً ، إلا أنه بات ضيفاً يحمل للكثيرين المزيد من الخيبات والهموم نتيجة تردئ الأوضاع الإنسانية وارتفاع الأسعار مع عدم قدرة الكثير من الأسر شراء متطلبات رمضان.
وأدى انقطاع رواتب الموظفين ومنذ 2016 ، الى جانب فقدان الكثير من فرص العمل وتسريح الآلاف من وظائفهم؛ لأسباب تتعلق بإغلاق الكثير من الشركات والمؤسسات ، أو تقليص عدد موظفيها إلى زيادة المعاناة ، وتنامي معدلات الفقر والبطالة ، وكل هذا جعل من اليمن ضمن افقر وأسوأ البلدان في العالم واكثرها تخُلفاً.
وعزف الكثيرون هذا العام عن شراء بعض متطلبات رمضان ، نتيجة ارتفاع اسعار السلع الغذائية ، فيما آخرون يأخذون ما استطاعوا أخذه حتى لا يحل رمضان وبيوتهم فارغة وفي هذا الصدد اضطر علي صالح الى شراء الدقيق والسكر والأرز بالكيلو بعد أن كان يأخذ فيما سبق ما يكفي للشهر كاملاً.
يقول علي صالح لـ”هرمز نيوز” وهو عامل بالأجر اليومي إن عدم حصوله على عمل دائم ودخل مستمر ، جعله يلجأ الى شراء ما تحتاجه العائله وبالكيلو ، ويرى أن هذا الذي يستطيع توفيره من أساسيات رمضان.
ففي اليمن السعيد القابع أبناؤه ولثمان سنوات في الحرب ، لا يستطيع معظم أبناؤه توفير أدنى متطلبات العيش ، ترى الأسواق تشهد تراجعاً ملحوظاً في عدد المقبلين عليها ، إذ خفت حركة الشوارع وبشكل كبير لم نعهده من قبل ، مايعني أنه في حال استمرار الأوضاع في اليمن دون حلول ، لربما ينقرض البشر كما تنقرض الحيوانات للأسف.
وعلى الرغم من المعاناة للمواطن اليمني والبؤس الضارب في أعماقه ، بسبب الحرب وتداعياتها الكارثية ، إلا أنه نستطيع القول بأن ثمة بريق أمل وبسمة مرسومة على ملامح الناس لإنهاء الحرب وتحسين حياتهم للأفضل.