إصابة الرباط الصليبي : الأسباب والعلاج والوقاية مع خبير للإصابات الرياضية

كتب: محمد سامر
تُعد إصابة الرباط الصليبي الأمامي من أكثر الإصابات شيوعًا بين الرياضيين، وخاصة في رياضات مثل كرة القدم، كرة السلة، والتزلج. وفي هذا السياق، قدّم الدكتور حمود الغاشم، استشاري جراحة العظام والإصابات الرياضية، شرحًا وافيًا حول كيفية اكتشاف هذه الإصابة، أبرز أعراضها، وطرق التشخيص والعلاج والوقاية منها.
أوضح الدكتور الغاشم أن الإصابة غالبًا ما تترافق مع سماع صوت طقطقة أو فرقعة في الركبة لحظة حدوث التمزق، يليه عدم القدرة على مواصلة اللعب، وتورم سريع في الركبة نتيجة نزيف داخلي داخل المفصل. كما تشمل الأعراض:
صعوبة في ثني أو مدّ الركبة بالكامل بسبب الألم والتورم.
شعور بعدم استقرار في المفصل.
ألم حاد عند المشي أو تغيير الاتجاهات بسرعة.
يعتمد تشخيص إصابة الرباط الصليبي الأمامي على الفحص السريري الدقيق، حيث يُجري الطبيب اختبارات إكلينيكية لتقييم استقرار الركبة يدويًا. كما يُستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لتحديد مدى التلف في الأربطة والأنسجة المحيطة. وقد تُستخدم الأشعة السينية أيضًا لاستبعاد وجود كسور أو إصابات عظمية أخرى.
أكد الدكتور الغاشم وجود طريقتين رئيسيتين للعلاج:
العلاج التحفّظي (غير الجراحي):
يشمل جلسات علاج طبيعي لتقوية عضلات الفخذ وتحسين استقرار الركبة، ويُناسب حالات التمزق الجزئي، خاصةً لدى البالغين فوق سن الأربعين أو من لا ينوون العودة لممارسة الرياضات التي تتطلب مجهودًا بدنيًا عاليًا، مثل كرة القدم أو الكرة الطائرة.
يُنصح به في حالات التمزق الكامل، أو عند وجود عدم استقرار دائم في الركبة، لا سيما لدى الرياضيين. وتتم الجراحة من خلال ترميم الرباط باستخدام تقنيات متقدمة.
وشدد الدكتور الغاشم على ضرورة اختيار طبيب متخصص ومتمرس في هذا النوع من الجراحات، نظرًا لدقتها. كما نوّه بأهمية الالتزام ببرنامج إعادة التأهيل بعد العملية، والذي يتضمن:
الالتزام بجلسات العلاج الطبيعي.
عدم العودة إلى ممارسة الرياضة إلا بعد مرور تسعة أشهر من العملية.
مراجعة الطبيب المعالج للتأكد من تعافي الركبة بشكل كامل.
وللوقاية من هذه الإصابة، أوصى الدكتور الغاشم بضرورة:
ممارسة تمارين تقوية عضلات الفخذ والساق.
تجنّب الحركات المفاجئة والعنيفة التي تزيد الضغط على مفصل الركبة.
الحذر من الاحتكاك والمخاشنة أثناء ممارسة الرياضة.
إصابة الرباط الصليبي الأمامي قد تُسبب آلامًا حادة وتؤثر على جودة الحياة والنشاط اليومي. ومع ذلك، فإن التقدم في أساليب التشخيص والعلاج، سواء كان تحفظيًا أو جراحيًا، يتيح للمصابين فرصة العودة إلى نمط حياتهم الطبيعي، بشرط الالتزام بالخطة العلاجية الموصى بها.