حوارات

هرمز نيوز في حوار خاص مع الشاعرة اللبنانية ” فريدة الجوهري”

أهواك طبعا إنّني

Advertisement

لملم شظايا الحب واجمع غلّة العشاقْ

واعزف على رمش العيونِ مراسم الأشواقْ

Advertisement

يا نظرة المفتون كيف تمنُّعي

فالعينُ بعضّ من عناقْ

ومشاعري

رقصت على دقّات قلبي فاستفاقْ

أهواك حتما دُلَّني

هل تكذبُ الأعماقْ

عيناكَ إشعاع الهوى في مهجتي

وبداخلي قلبٌ إلى الأشواق تاقْ

وأخالُ ذاتي قد هوت ثمّ استوت

في شرفةِ الأحداق

يا من إليك القلب قد رام انطلاق

فالحبّ من طيب المذاق

لله درّ عواطف

كيف استطاع الحبّ إقلاق السكونْ

ومضى يدغدغُ في دمي

وبيَ انبثاقّ و اشتياقٌ للجنونْ

وعواطفي كالماء تنساب استراقا واستباقا للعيونْ

فالعشقُ يحيّهِ التدلل والتعلل والفتونْ

وأسير خلف اللحظ مفتون الجنانْ

وتمدّ لي جسر الرموش على بساطٍ من حنانْ

وتدورُ بي حول المجرّةِ في احتراق

وأخال أنَّ الكون يهوي في انشقاقْ

وأنا التي قد هزّني من عينكَ اللحظ المراقْ

لله ما هذا الهوى

سرٌّ سرى في مهجتي سريَ البراق

أهواكَ طبعا إنَّني…

فلما التكلّف والنفاقْ

أجرى الحوار : الحكواتي فايل المطاعني

أحببت أن تكون قصيدة ” أهواك طبعا إنّني” مدخل لحواري مع الشاعرة والكاتبة اللبنانية الأستاذة فريدة الجوهري الحائزة على جائزة ليبيا للإبداع عن ثلاث قصائد شعرية ، والحاصلة على الدكتوراه الفخرية في الشعر العامودي ، ولقب شاعر من أكاديمية مجمع شعراء الفصحى ، شاركت في كتاب عربي مشترك بعنوان “الأقصى في عيوننا” ،  ولديها مشاركة بمقال في كتاب قيد الطبع في العراق بعنوان “مقالات مونديالية”. والكثير لا يتسع الوقت لذكره.

  • مرحبا أستاذة فريدة في البداية عرفي عن نفسك للقراء؟

اسمي بالكامل  فريدة توفيق الجوهري ، كاتبة وشاعرة لبنانية من بلدة عرمون  ، أخوض في مجال الشعر بجميع أنواعه الشعر الشعبي ، النثري ، العمودي ، والتفعيلة ، ولدي ديوان شعر نثري بعنوان “غربة” ،كما أن لدي العديد من المحاولات النقدية أو التحليلية كما أسميها ، ،  وأكتب المقال ، القصة القصيرة ، وقصص الأ طفال ،  ولي العديد من  المنشورات في الصحف الإلكترونية ، وكذلك في الصحف الورقية بداية من الجزائر ، مروراً بالعراق ،  وصولاً إلى السودان ، تقريبا أقوم بالنشر في معظم الوطن العربي ، وجدير بالذكر أن كتاباتي قد تناولها العديد من النقاد في الوطن العربي ،كما تُرجمت بعض القصائد إلى اللغة الإنجليزية واللغة والفارسية.

Dialogfrida6

ومن الناحية العملية أنا سفيرة للمركز العالمي للدراسات العربية والبحوث التاريخية والفلسفية في باريس ، ولقد أقمت العديد من الأمسيات بث مباشر من باريس على مدار سنتين ونيف استضفت خلالها العديد من الشعراء العرب مع موسيقى لعازفين من لبنان والوطن العربي.

Dialogfrida2

  • ماشاء الله أستاذة فريدة سيرة ذاتية غنية ، لفت انتباهي فيها أنه من ضمن ما ذكرتي انك تكتبي القصة وأكيد في البدايات كان التأثر بأحد الكتاب أو الشعراء؟

أجل أستاذ أكتب القصة القصيرة إلى جانب المقال الإجتماعي ولكن توجهي الأول هو للشعر فالقصيدة تكتبني ولا أكتبها مع أن بداياتي كانت مع النثر والشعر النثري.

كما أنني أحب القراءة بشكل عام وأقرأ كل ما تصل إليه يدي إن كان شعر أو قصة أو كتاب تاريخي ولكنني بالتحديد أعشق الشعر العربي القديم بمجمله فلكل شاعر جمالية خاصة تقربه من الٱخرين وينفرد بها عنهم وإن أردت أسماء فأنا أحب جميع الشعراء وأولهم أبي العلاء المعري وأبو تمّام والمتنبي وامرؤ القيس إلخ … وأولى قصائدي الشعرية كانت محاولة عمودية لفلسطين وقد كنت بعمر العاشرة وكنت وقتها لا أجيد الأوزان.

وبخصوص الجزء الثاني من السؤال عن التأثر بأحد الكتاب أو الشعراء في البدايات ، حقيقة منذ البداية حاولت أن تكون كتاباتي تنم عن شخصيتي دون التأثر بأحد مع تقديري واحترامي للجميع.

  • حدثينا عن بلدتك عرمون وبما أنك من لبنان. هل خضت تجربة كتابة شعر الموال طبعا لبنان مشهور بالمووايل؟

Dialogfrida4

عرمون هي قرية من قرى محافظة جبل لبنان قضاء عالية تتميز بقربها من العاصمة بيروت وهي بوابة الجبل  ، يسودها المناخ الجبلي وتشتهر بزراعة الزيتون  ، ولقد كتبت عنها قصيدة عامودية طويلة لم تنشر وقد كنت هيأتها لأمسية دعيت لإقامتها من قبل المكتبة في عرمون وألغيت بسبب حدث طارئ ، أما الموال فهو يختلف من الرباعي أي أربعة أبيات ويسمى البغدادي والخماسي ويسمى الموال الأعرج والسباعي ويتألف من سبعة أبيات وهذا من البغدادي.

حبيب القلب عم يمشي عسلسال

حبوب الدر عجبينو عسل سال

ياريت القلب بي جيدو عسلسال

يسمع همس قلبو ويجيب الدوا

  • يستطيع الشاعر أن يكون كاتباً ولكن الكاتب لا يستطيع أن يكون شاعراً هل هذه الجملة صحيحة ؟

فعلاً يستطيع الشاعر أن يكون كاتباً ولا يستطيع الكاتب أن يصبح شاعراً مع أننا نرى أن جميع الكتاب يعتبرون أنفسهم شعراء ولا أدري لما هذه النزعة إلى الشعر .

ومن جهتي الشعر هو فيض المشاعر الإنسانية المتدفقة على ورق هو النبع والغذاء الروحي يأتي عفوياً انفعالياً ثائراً قوياً وحنوناً .الشعر يسعدني يحزنني يبكيني ويكربني ، أنا أتنفس الشعر في كل لحظات حياتي أكتبه ويكتبني وأراه أسهل وأقرب إلى قلبي من القصة .

  • سؤال يتكرر كثيراً ولكن لا بأس من الاستماع إلى وجهة نظرك أستاذة فريدة  هل هناك أدب للمرأة  وأدب  للرجل ، ومتى نقول إن هذا شعر المرأة وهذا شعر الرجل؟

Dialogfrida7

لا يوجد فرق بين شعر المرأة وشعر الرجل إنما الإختلاف الوحيد أن الرجل أكثر جرأة من المرأة في الشعر الغزلي ، ولقد برعت المرأة في الشعر من العصر الجاهلي إلى عصرنا هذا وقد كانت نداً للرجل بل أكثر شاعرية في بعض الأحيان فالمرأة تتحلى بالمشاعر الأنثوية الرقيقة والشفافة ، التي يفتقر إليها بعض الشعراء ويملكها البعض الآخر وأشهرهم الشاعر الكبير نزار قباني الذي برع في التعبير عن المشاعر الأنثوية ، ولا يوجد أدب المرأة وأدب الرجل هناك أدب فقط تكتبه إمراة أو رجل.

  • ما رأيك في تطور  الأدب  في بلدان الخليج العربي  وهل لديك تواصل أو معرفة لأدباء عُمانيون أو خليجيون  ولو عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي  أو تعاون بينكم؟

في مقال أورده الأستاذ سعد البازعي يقول فيه إن الشعر هو من أبرز ما أنتجه الوطن العربي ككل وما ينطبق على الشعر ينطبق على الأدب فالرواية الخليجية تحتل حيزاً لافتاً وقوياً في هذه الفترة ، ولقد فاز العديد من الروائيين الخليجيين بجوائز عربية منها جائزة البوكر التي فاز بها الروائي السعودي عبده خال عن روايته (إنها ترمي بشرر) ، أما سلطنة عُمان فلقد بدأت التباشير بالظهور ولقد بدأ الأدب العُماني يأخذ حقه من خلال المشاركات الأدبية العربية.

  • مخاطر العولمة على الهوية الثقافية العربية. أريد معرفة رأيك في هذا السؤال هل هناك فعلاً خطر حقيقي على الهوية العربية والاسلامية؟

Dialogfrida9

رغم اختلاف الٱراء بخصوص العولمة بين مؤيد ورافض وحيادي ، لا أعتقد أن للعولمة التأثير الكبير على شبابنا فالتربية العربية الإسلامية تبدأ من المنزل ومنذ الطفولة مما يرسخها في القلوب والعقول ولا أنكر أن شبابنا يلهث وراء تقليد الغرب في الزي والتصرف واللغة ولكن ما يتعلق بالتقاليد والمبادئ والأعراف هنا يختلف الأمر ويتراجع الشاب العربي منتصراً لدينه وتقاليده فهل رأيت عربياً وان كان يعيش طوال حياته خارجا في الغرب يتخلى عن تقاليده وأعرافه داخل منزله؟ لا أعتقد هذا أبداً ، إنها مجرد أوهام نخافها فتربيتنا أصيلة ولي كل الثقة بالتربية العربية ، رغم  الضغوطات التي يواجهها العالم العربي لسيطرة العولمة.

  • ولماذا  اختفي كتاب قصص الأطفال  وقيسي على ذلك  اختفاء القصص البوليسية أمثال الكاتب نبيل فاروق وأيضا القصص الرومانسية الجميلة وأبطالها حتى في أفلامنا العربية وحل محلها كتب المغامرات والقتل والخراب فما هي الأسباب  أم مقولة الجمهور عاوز كده هي السبب؟

لم ولن تختفي قصص الأطفال من عالمنا العربي فهناك العديد من كتاب القصة المصورة منهم العُمانية عائشة الحارثي ، والسورية بنان الشماط ، والفلسطينية إيناس عزام  ، كما هناك ملاك حساين من بسكرة الجزائر ، التي دعمتها في بداياتها وكتب عنها الكثير وفي لبنان العديد من الكتاب أيضاً. أما القصص البوليسية فما نكتبه يحمل أفكاراً تلائم مجتمعاتنا فالقصة البوليسية للأطفال أو اليافعين تحتاج لجريمة قتل مما يضع الكاتب في ورطة اذ يقدمها للطفولة حتى وإن انتصرت الشرطة في النهاية وألقت القبض على القاتل ، ولكن هناك كتب الألغاز التي استهوتني واستهوت الأطفال في العالم العربي ككل والتي قدّمها وكتبها الأستاذ محمود سالم ، وبعد وفاته وخاصة في ظل التكنولوجيا الحديثة انتهت هذه الحقبة الجميلة من قصص الألغاز.

أما في ظل الظروف العربية الراهنة وما يقدمه لنا الغرب من (الٱكشن) فالرواية الرومانسية لم تعد تقنع القارىء فنحن نعيش فترة من التوتر والترقب والإنتظار والخوف وربما أصبحت المسلسلات والروايات التي تحمل طابع العنف( وما أكثرها) تنفيسا للثورة الداخلية التي تعتمل في نفوسنا.

  • هل لديك مشاركات في مهرجانات عربية أو لبنانية. وماذا تضيف هذه المشاركات للكاتب أو الشاعر ؟

لقد دعيت لعدة مهرجانات في الخارج منها الأردن ، المغرب ، مصر ، ليبيا ، ولكن لم أستطع المشاركة ففي كل مرة كان هناك ما يمنعني ، ولكن شاركت في عدة مهرجانات لبنانية منها بتاتر 2 ،  مزبود ، وبمهري ، وهذه المهرجانات تقدم للكاتب أو الشاعر انتشاراً أكبر في العالم العربي  ، ولكنني والحمدلله أجد أن كتاباتي لها رصيد في العالم العربي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والصحف الإلكترونية والورقية.

Dialogfrida3

  • تُرجمت بعض قصائدك إلى اللغة الإنجليزية واللغة والفارسية ، ماذا كان شعورك؟

طبعا كنت في منتهى السعادة لترجمة قصائدي خاصة وأنها سوف تصل للقارئ غير العربي.

  • في الختام  كلمة توجهها الشاعرة فريدة لقراء صحيفة هرمز نيوز   الكرام وكل محبيها؟

أولاً أقدم الشكر من القلب للكاتب والصديق الحكواتي فايل المطاعني على هذا اللقاء الممتع ، وأشكر صحيفة هرمز نيوز  على اهتمامها بتقديم الشاعر العربي أينما وجد ، ونشر الثقافة العربية بمختلف مجالاتها ، والشكر الجزيل للقارىء أينما وجد ، وأتمنى أن أكون دوما على قدر المسؤلية من العطاء لأصل لعقولكم وقلوبكم معاً ، وأتمنى أن أكون وفقت في إجاباتي.

في نهاية هذا اللقاء الجميل كل التحايا والتقدير للشاعرة والكاتبة الأستاذة فريدة الجوهري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى