بين الإبداع البشري والذكاء الاصطناعي .. رحلة “مجد خوري” في عالم الفويس أوفر والموسيقى

حاورته : مهى الكراى
في عالم يتشابك فيه السمع والبصر ، يُعد الصوت عنصرًا أساسيًا لا غنى عنه في تشكيل التجربة الإنسانية. من نغمات الموسيقى التي تُلامس المشاعر إلى المؤثرات الصوتية التي تضفي بعدًا واقعيًا على المشاهد، يظل الصوت أداة رئيسية في صناعة الترفيه والإعلام. في هذا الإطار ، التقت هرمز نيوز مع المعلق الصوتي والمؤلف الموسيقي مجد خوري ، لاستكشاف رحلته الإبداعية.
كيف بدأت قصة حبك مع الموسيقى؟
بدأت رحلتي مع الموسيقى عندما سمعت مقطوعة Chopin Nocturne No. 20 في فيلم The Karate Kid، وكان لذلك تأثير عميق عليّ. في ذلك الوقت ، كان الفيلم جديدًا وكان لهذا اللحن سحر خاص جعلني أسمعه مرارًا وتكرارًا. كان عمري صغيرًا حينها ، ورغم أنني لم أكن موسيقيًا بعد ، إلا أنني كنت أعزف على الغيتار كهاوٍ. شغفي بالموسيقى دفعني لتعلم العزف على المزيد من الآلات مثل العود والبيانو ، وتطورت مهاراتي مع مرور الوقت.
التأليف الموسيقي : خلق النغم من العدم
التأليف الموسيقي يتطلب قدرة على خلق شيء من لا شيء. يرتبط الإبداع الموسيقي بالعديد من العوامل مثل المشاعر والحالات النفسية التي يمر بها الشخص. على سبيل المثال ، إذا كان الشخص في حالة فرح أو حزن ، فإن ذلك يتجسد في النمط الموسيقي الذي يبدعه. لكن بالنسبة لي ، الموسيقى أكثر من مجرد مهنة ، إنها وسيلة للتعبير عن الذات ، وهي تدخل في عدة مجالات مثل الأغاني والأفلام والمسلسلات والإعلانات. لا يمكن للإنسان مشاهدة فيلم دون أن يرافقه صوت يعبر عن الحالة التي يريد المخرج إيصالها.
أكثر مقطوعة استمتعت بإنجازها؟
أكثر عمل أعتز به هو الموسيقى التصويرية التي ألفتها للفيلم القصير في مطعم صغير. أما الألبوم الذي أطلقته بعنوان Feather فهو من الأعمال التي أعتبرها قريبة إلى قلبي ، فكل عمل جديد يعكس تطورًا في مشاعري وأفكاري. كما أن الانتقال إلى دبي أثر بشكل كبير على رؤيتي الفنية ودفعني للتجديد والتفكير بشكل مبدع.
هل مهنة “الفويس أوفر” مكملة للموسيقى؟
بالتأكيد ، فمهنة الفويس أوفر تتكامل مع الموسيقى في التعبير عن المشاعر والأحاسيس باستخدام الصوت. التحكم في الصوت يساعد المعلق الصوتي على نقل انطباعات حقيقية ، وهو فن متكامل يدخل في جميع أنواع الوسائط الإعلامية من إعلانات ودبلجة مسلسلات وغيرها. الفويس أوفر يفتح أمامي آفاقًا جديدة لاكتشاف جوانب أخرى من شخصيتي.
هل تهدد تقنيات الذكاء الاصطناعي مهنة الفويس أوفر؟
الذكاء الاصطناعي قد يؤثر على بعض جوانب مهنة الفويس أوفر ، ولكنه لا يستطيع أن يحل محل الطابع البشري. في النهاية ، لا يمكن للتعبيرات والانفعالات البشرية أن تُستبدل بأي تقنية ، وما زالت الشركات الكبرى تعتمد على العنصر البشري في مجالات متعددة رغم استخدام الذكاء الاصطناعي في بعض الأمور البسيطة.
كيف تحافظ على الأصالة في مواجهة التحديات الرقمية؟
في عصر الذكاء الاصطناعي ، يمكن التمييز بين العمل البشري والعمل الناتج عن AI من خلال الفروق في التفاعل العاطفي والإنساني. فالأغاني المولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي غالبًا ما تكون مزيجًا من مقاطع مأخوذة من أغاني سابقة، وتفتقد إلى العمق والابتكار الذي يميز الأعمال البشرية.
أبرز أعمالك التي حققت لك قفزة نوعية؟
من بين أبرز أعمالي التي شكلت نقلة نوعية في مسيرتي كانت الموسيقى التصويرية التي قدمتها للفيلم القصير في مطعم صغير، وهو مشروع كان له تحديات فنية كبيرة نظرًا لأنه يفتقر إلى الحوار ويعتمد على الموسيقى فقط لإيصال المشاعر. كان هذا العمل نقطة فارقة في تطوير أسلوب مؤلفاتي الموسيقية.
مستقبل الأعمال الفنية: ما الجديد؟
أعمل حاليًا على توزيع موسيقي لأغنية Little Girl للفنانة الأمريكية Kelsie Kimberlin، التي تدمج الموسيقى الشرقية مع الأنماط الغربية، وهو تحدي يتطلب مني أن أبتكر طريقة تكون مقبولة للجمهور الغربي ، وهي تجربة ستفتح لي آفاقًا جديدة في المجال الدولي.
نصيحتك للمبدعين؟
أقول لكل شخص يسعى لتحقيق حلمه : الطريق ليس سهلاً ، لكنه مليء بالفرص. التحديات والصعوبات هي جزء من التجربة ، ولكن عندما تحقق إنجازًا صغيرًا في مجال تحبه ، تشعر بالفرح الحقيقي. يجب على كل شخص أن يصنع طريقه الخاص وأن لا يتبع الطرق التقليدية التي يسلكها الآخرون.