آراء

الوجود هو أنت!

بقلم : سناء أرحال

Advertisement

لأن الإنسان خليقة فانية ، منطلق من الألف إلى الياء في بحث مستمر عن التوازن والاكتمال والاندماج والتجديد…، مُقبل على الحياة بالأمل والحلم والتطلع… ، مندهش بصرخة تدوي في أعماقه بين الفينة والأخرى : إنك قادر على أن تصنع منك ما ليس معك ، وتملك ما لم يكن لك ، أنت قادر على الوجود ، لأن الوجود هو أنت..

وحيث ليس بإمكان الإنسان استبقاء أو إيقاف تلك اللحظات من الزمان ، التي تجرف معها سنوات عمره ، والزمان متدفق عابر، لا ينتظر أحد ، يجد الإنسان نفسه ملزماً بالسير على نحو موازي مع الزمان ، لأنه تستحيل الإعادة ، ولا يمكن الرجعة.

Advertisement

صحيح أن الكثيرين يرون أنفسهم دائما أمام معارك الحياة وأن لا نهاية لها ، لكن سرعان ما يوقنون أن ليس في الحياة الدنيا وضع نهائي محسوم ، وأن تجاربهم المؤلمة والقاسية قابلة للزوال ، فيما ستليها تجارب أخرى مبهرة وشافية ، حيث أن كل شيء مقرون بالأمل بعد الألم.

ثمة إحساس جميل حين يضفي الإنسان على وجوده الخاص معنى وغاية ، فيزيد حياته خصوبة وثراء ، ليكفل بذلك الشعور بالأمن والطمأنينة.

فإن يكون حب الإنسان للحياة معادلاً من حيث الثقة والقوة لحبه لنفسه ، فمعنى ذلك أن ينسب لمسار حياته قدراً كبيراً من التحدي والسعي ، مادامت الرغبة في النجاح تسقط الحاجز الذي يفصله عن بلوغ هذا الهدف.

وبالنظر إلى أن الزمان ينضج الثمار وكل شيء حي ، فإن ثمرة الحياة قد تتلف إن لم تقطف في وقت نضجها ، ليتحول البعض صرعى للزمان ، متحسرين على الماضي ، فاقدين المعنى في الحاضر.

كما قد يلهم الزمان البعض ، فيجعل من حياتهم حقلاً خصبا بالبذل والعطاء والسعي والانسجام..، فيعيشون حياة واعية بوجودهم الباطني ، ولا يتسلل إليهم ذلك الإحساس بأن بعضا من أعمارهم تنفصل عنهم بفعل مضي هذا الزمان.

إن سطوة الزمان لا تقيد أحداً ما لم يذعن  هو له ، بضعف وخنوع وتسليم .. لأن الوجود هو عيش الآن بكل تجلياته ، وما الغد إلا تشكيل لهذا التجلي..

SanaaMaqal2

سناء أرحال

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى