نفحات إسلامية من الصين
بقلم : الشيخ عبد الرؤوف اليماني
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين والصلاة والسلام علي رسوله محمد وعلي آله وصحبه أجمعين.
شرح مسائل يجب على المسلم أن يهتم بها :
أولاً : كيف يقبل الله تعالي دعائنا؟
قال الله تعالي في سورة غافر : {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}
السؤال : لماذا لا يقبل الله تعالي دعاء أكثر الناس؟
الجواب : لأن أكثر الناس يخالف ضمائرهم ظواهرهم ، أو لا يوافق أفعالهم أقوالهم ، وهذه من أهم الأسباب التي لا يقبل الله تعالي فيها دعاء أكثر الناس.
يأيها الناس ! اعلموا أن عشرة أمور تميت قلوبكم ولا يقبل الله تعالي دعائكم بسبب هذه العشرة أمور ، بمعني بسبب هذه العشرة أمور ، دعائكم عند الله تعالي مردود ، وغير مقبول وهى :
- لم تؤدوا واجباتكم علي الرغم من أنكم تؤمنون بالله تعالي وتعتقدون وحدانية الله تعالي . لأن شروط الإيمان ثلاثة.
الشرط الأول : الإيمان باللسان ، يعني الإيمان باللسان بما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام من عند الله تعالي بلا شرط ، مثلاً : وإذا قيل له : هل أنت مسلم ؟ فيجب عليه أن يقول : أنا مسلم حقيقي . فلابد له من الاعتراف بأنه مسلم في كل حال ومكان ، وعلي الرغم من أنه أصيب بأذى عداء الله تعالي بهذا السبب!
الشرط الثاني : التصديق بالقلب ، يعني التصديق بالقلب بما جاء به النبي عليه الصلاة السلام من عند الله تعالي بلا شرط ، فلابد لنا من الاعتقاد وحدانية الله تعالي ، والعبادة الله تعالي ، ولابد لنا من الإجتناب من الشكّ في أحوال الله تعالي.
الشرط الثالث : الفعل بالجسم ، يعني شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً.
- لم تقرؤوا القرآن الكريم إلا قليلاً ، أو تقرؤون القرآن الكريم دائماً ولكنكم لا تفكرون في معانيه ، أولا تتبعون أوامره ونواهيه . ولذلك لابد للمسلم من قراءة القرآن الكريم والتفكير في معانيه وإتباع أوامره ونواهيه.
- تتركون بعض أقوال النبي عليه الصلاة السلام وأفعاله ، أو تهينون بعض سنن النبي عليه الصلاة السلام وأفعاله ، وعلي الرغم من أنكم تحبوا النبي عليه الصلاة والسلام. يعني تؤمنون ببعض سنن النبي عليه الصلاة والسلام وتكفرون بعضها أو تذمون بعضها.
- إنكم تعلمون أن إبليس والشياطين أعداءكم ، ولكنكم تطيعون إبليس والشياطين وتتبعون خطواتهم. ألا وإن في قلوب الناس شيئان : النفس والعقل ، وإذا غلب العقل فملكه النفس ، ولذلك لا يقبل الله تعالي دعائه ، وسيدخل في النار.
- تأملون دخول الجنة ، ولكنكم لم تستعدوا لدخول الجنة ، يعني تحبون متاع الحياة الدنيا وتتركون الآخرة ، ولذلك لا يقبل الله تعالي دعائكم.
- تأملون الفلاح من النار ، ولكنكم تلقون أنفسكم إلي النار ، يعني تعملون أعمال دخول النار وعلي الرغم أنكم تأملون الفلاح من النار.
- إنكم تعلمون أن الموت حق وأنكم ستموتون ، ولكنكم نسيتم الموت ولم تستعدوا للموت. لقوله تعالي :{كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون}.
- إنكم تهتمون بالكشف عن عيوب المسلمون وخطاياهم وذنوبهم ، ولكنكم تغفلون عن عيوبكم وخطاياكم وذنوبكم . ولذلك لايقبل الله تعالي دعائكم.
- إنكم تتمتعون بنعم الله تعالي ، ولكنكم لم تشكروا الله تعالي ، بل تعترفون بأن ينبغي لكم أن تتمتعون بهذه النعم ، وتعترفون أن هذه النعم من الطبيعي ، ولذلك لا يقبل الله تعالي دعائكم.
10.تشاركون في صلاة الجنائز دائما ، ولكنكم لم تيتقظوا من سباتكم ، يعني لم تتفكروا في موتكم من أمواتهم بل نسيتم موتكم ، وإن النوم من علامة الموت ولكنكم لم تتفكروا في هذه المسألة ، ولذلك لا يقبل الله تعالي دعائكم.
ثانياً : لماذا نهتم بالصلوات الخمس؟
لأن الصلوات الخمس كتاب موقوت من الله تعالي ، ومن المعلوم أن الأحاديث النبوية في أهمية الصلوات الخمس كثيرة جداً ، وإن شئت فإرجع إلي كتب الأحاديث النبوية.
ثالثاً : لابد للمسلم من صحبة الملائكة
وإن الملائكة يزورون الناس في كل يوم خمس مرات ، يعني يزورون الناس في أوقات الصلوات الخمس ، وإذا أدينا الصلوات الخمس علي أوقاتها في كل يوم فزارنا الملائكة ، ونصير مع الملائكة.
رابعا : لابد للمسلم من غلبة أربع أعداء :
العدو الأول : الدنيا ، فلابد لنا من غلبتها ، لقوله تعالي في سورة لقمان : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ}.
والعدو الثاني : النفس والهوي ، فلابد لنا من غلبتها ، لقوله تعالي في سورة يوسف { وَمَا أُبَرِّىءُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ }
والعدو الثالث : الشيطان من الجن ، و ليس له صورة ، وهو مختف ، وهو من عبيب الطبيعة الإنسانية ، فلابد لنا من غلبتها ، لقوله تعالي في سورة فاطر{ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ}.
والعدو الرابع : الشيطان من الإنس ، ألا و الشيطان من الجن يضلل الناس بسبب الترغيب والإغراء ، وإنهم من أعداء المخفين ؛ والشيطان من الإنس يضلل الناس بمكرهم وخداعهم ، وإنهم من أعداء المظاهر ، فلابد لنا من غلبتها.
خامساً : يأيها الناس اعلموا أن أعداء إبليس والشياطين خمس عشرة جماعة :
- لابد لكم من حب النبي عليه الصلاة والسلام ، والاجتناب من إهانته عليه الصلاة والسلام ، واجتناب ممن يهينونه عليه الصلاة والسلام ، وهذه الجماعة من عدو إبليس والشياطين. فمن جالس من يهين النبي صلي الله عليه وسلم لفي خسر ، وسيدخل مع من يهين النبي صلي الله عليه وسلم في النار.
- لابد لكم من طاعة أمير عادل ، لقوله تعالي :{أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم } ولقوله صلي الله عليه وسلم : من ارتد عن سلطان عادل مطيع الله تعالي شبراً فمات وليس له الإيمان. وهذه الجماعة من عدو إبليس والشياطين.
- لابد لكم من التواضع ، لأن المتواضع من عدو إبليس والشياطين ؛ ولابد لكم من الاجتناب من التكبر ، لأن المتكبر من رفيق إبليس والشياطين ؛ ألا والتواضع من صفات المسلمين ، والتكبر من صفات المنافقين.
- لابد لكم من الصدق والأمانة ، لأن الخيانة والكذب من صفات إبليس والشياطين.
- لابد لكم من إحترام العلماء الخشّع في صلواتهم ، ويجب عليكم أن تكونوا خاشعين في صلواتكم ، وهذه الجماعة من عدو إبليس والشياطين. فمن أهان العلماء الخشّع في صلواتهم ولم يكن خاشع في صلاته فهو رفيق إبليس والشياطين.
- لابد لكم من أن تكونوا مؤمني النصيحة لله تعالي وللرسول عليه الصلاة والسلام ولأئمة المسلمين ولجميع المسلمين ، وهذه الجماعة من عدو إبليس والشياطين.
- لابد لكم من أن تكونوا من الذين يرحمون المؤمنين ، وهذه الجماعة من عدو إبليس والشياطين.
- لابد لكم من أن تكونوا من التائبين والمستغفرين بالأسحار ، وهذه الجماعة من عدو إبليس والشياطين.
- لابد لكم إجتناب المحرمات ، وهذه الجماعة من عدو إبليس والشياطين.
- لابد لكم من التمسك بالوضوء دائماً ، وهذه الجماعة من عدو إبليس والشياطين.
- لابد لكم من التمسك بالصدقات دائماً ، وهذه الجماعة من عدو إبليس والشياطين ؛ ولابد لكم إجتناب البخل ، لأن البخيل لايدخل الجنة ، وهو من رفيق إبليس والشياطين.
- لابد لكم من أن تكون مسلم طيب القلب ، صافي السريرة ، شريف النفس ، وهذه الجماعة من عدو إبليس والشياطين.
- لابد لكم من أن تكونوا مسلمي الإحسان بجميع الناس ، وعلي الرغم من أن بعض الناس منهم الكفار، لأن جميع الناس في الدنيا من بني أدم عليه السلام ، وهذه من العاطفة الإنسانية ، وهذه الجماعة من عدو إبليس والشياطين.
- لابد لكم من قراءة القرآن الكريم دائما ، لأن أبغض الناس عند إبليس والشياطين قُرّاء القرآن الكريم دائما ، وهذه الجماعة من عدو إبليس والشياطين.
- لابد لكم من أن تكونوا مصلين في الليل وإذا ينام الناس في الليل ، يعني لابد لكم من التمسك بصلاة التهجد دائما ، فمن تمسك بصلاة التهجد دائما فسيحصل علي ما لا يحصل عليه الناس العام من نعم الله تعالي ، وهذه الجماعة من عدو إبليس والشياطين.
سادساً : إجتناب رفقاء إبليس والشياطين
لقوله عليه السلام : إن عشرة جماعة من الناس هم رفقاء إبليس والشياطين ، ولذلك لابد لنا من إجتناب هؤلاء العشرة من الناس وإلا صرنا رفقاء إبليس والشياطين وهم : (القاضي الظالم ، الغني المتكبر ، التاجر الخائن ، شارب وصانع وبائع ومشتري وحامل الخمر ، رجل ظالم باغ ، رجل الريا والسمع ، آكل أموال اليتامى بلا شرط ، مهين الصلوات الخمس ، رجل لا يؤتي الزكاة ، طامع في متاع الحياة الدنيا).
يا بني آدم ! أذكروا الله تعالي ذكراً كثيراً دائماً ، وتوبوا إلي الله تعالي توبة نصوحا دائما ، والتزموا بالصراط المستقيم و مرضات الله تعالي ، وأدوا الأمانات إلي أهلها ، ولا تظلمون رجلاً من الناس في الدنيا ، وتمسكوا بقراءة القرآن الكريم واتباع أوامره واجتناب نواهيه ، و إذا فعلنا فسيقبل الله تعالي دعائنا إن شاء.
يا بني آدم ! اعلموا أن الدين عند الله الإسلام . ولذلك قال الله تعالي في سورة آل عمران :{ إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ .} صدق الله العظيم .
والحمد لله رب العالين كما هو أهله, وصلواته علي سيدنا محمد وآله وصحبه وسلامه, وحسبنا الله ونعم الوكيل.